حكايات| «آية» طالبة الفلسفة.. «كعب داير» بدراجتها لبيع الورد 

 آية أنور طالبة الفلسفة بجامعة جنوب الوادي
آية أنور طالبة الفلسفة بجامعة جنوب الوادي

منذ سنوات، بدأت الطفلة القنائية، قبل أن تكبر، في ممارسة هوايتها المفضلة، وهي زراعة الورود في منزلها، عن طريق التجربة، كانت الطفلة ترعى الورود، كما ترعى الأم رضيعها، تتمنى كل يوم أن تكبر، حتى تحقق حلمها في زراعة الزهور في السطح والبلكونة وحديقة منزلها.

 

آية أنور، طالبة بقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي بقنا، قررت أن تستغل موهبتها، وحبها للزراعة، في تدشين مشروع لها، يساعدها في مصروفاتها الدراسية واليومية أيضا، وبالرغم من أن دستور القبلية يفرض على الفتيات والسيدات بقنا العمل في أعمال معينة، إلا أن الفتاة الجامعية قررت تحدي العادات والتقاليد، بأن تركب العجلة وتسير في شوارع المدينة، متحدية العادات والتقاليد، لتصبح أول فتاة قنائية تبيع الورود عن طريق العجلة.

 

مرت سنوات والفتاة القنائية تمضي في تنمية موهبتها بزراعة الورود، وكانت تفرح بشدة عندما تراها تكبر أمامها، وتحزن أكثر إذا أخفقت في الزراعة أحيانا.

 

كانت الطالبة بقسم الفلسفة تهدي الورود والزهور لأصدقائها، حتى أخبرتها واحدة منهن بأن تستغل موهبتها في الاستثمار حتى تكسب من حلمها.

 

 

وومنذ مطلع العام الجاري، بدأت آية في تدشين مشروعها، بإنشاء مشتل صغير في منزلها التي تقطن فيه مع أسرتها، كما استغلت البلكونة وحديقة المنزل، في الزراعة،  عن طريق شتلات ، وتقوم بريها ومتابعتها بخوف وقلق حتى تكبر الزهور.

 

فكرت الطالبة الجامعية  في بيع الورود، فاستقلت دراجتها البخارية، في البداية على استحياء شديد، خشية ما ستتعرض إليه من مضايقات محتملة، خاصة لأنها تعيش في المجتمع الصعيدي، وبالفعل واجهت بعد التحديات الصعبة التي كانت تتمثل في عدم تقبل الشارع لفكرتها.

 

 

استطاعت الفتاة القنائية، أن تتغلب على الظروف وتتحدى الصعاب، وأصبحت تسير بدراجتها تبيع الزهور في شوارع المدينة، دون الالتفات لأحد، كما دشنت صفحة على فيسبوك، للترويج لمنتجاتها، وتحلم بأن يكبر مشروعها وتستغل موهبتها بشكل أكبر.