ألزهايمر والانتقام والتفكك الأسري.. ما الدوافع لحجر الأبناء على الآباء؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حالة من الألم والنكران تعرض لها الفنان رشوان توفيق بسبب رفع قضية حجر في المحاكم من إحدى بناته، حيث انتشر في الآونة الأخيرة حالات حجر على الآباء من قبل أبنائهم حباً في المال والسيطرة على الميراث في حياة الأبوين.

 

وبالرغم من الأراء الدينية التي ترى أن حجر الأبناء على آبائهم سواء فى أموال أو ممتلكات يعد عقوقا للوالدين، حتى لو كان الأب مبذرا، فالإسلام أمرنا أن يكون الإنسان بماله ونفسه لأبيه وأمه، حيث استشهدت دار الإفتاء بآيات من القرآن الكريم في تلك القضية " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً" ، فمن يفعل هذا يكون بعيد عن منهج القرآن الكريم الذي يقول عز وجل " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" وأيضًا " فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ".  

 

أزمة عقلية ونفسية
وتقول دكتورة فادية أبو شبهه أستاذ القانون الجنائي، أن الحالات القانونية التي يتم فيها رفع قضايا حجر الأبناء على الأب أن يكون مريض نفسي أو لديه خلل عقلي أو يعاني من ألزهايمر أو ما شابه.

 

وتضيف فادية إن الأحكام في تلك النوعية من القضايا لا يصدر إلا بعد إثبات الطب الشرعي على عدم قدرة الأب أو المدعي عليه من التصرف في حياته بصورة طبيعية وعدم قدرته على حماية ماله وعرضه ونفسه بصورة طبيعية.

 

اقرأ أيضا : في يومها العالمي.. جهود مصر للقضاء على العنف ضد المرأة| تقرير

 

وأوضح أن المادة رقم 119 لعام 1952 من القانون نصت، على أنه يمكن الحجر على البالغ لحالات "الجنون أو العته أو السفه"، والتي تعتبر هي المفوض الأساسي لكافة قضايا حجر الأبناء على والديهم، ما يجعل القانون في جميع الأحوال يعطى الحق لهم في التصرف بممتلكات الأب أو الأم وهى على قيد الحياة، أو ما عرف باسم "الحجر".

 

مشاكل أسرية
ويقول الدكتور رشاد عبداللطيف استاذ علم الاجتماع، إن انتشار قضايا الحجر  يعود إلى وجود مشاكل قائمة بين الأبناء وولي أمرهم سواء والده أو والدته.

 

وأوضح رشاد أن الأبناء يرفعون قضايا الحجر بدافع الحصول على الثروة والتحكم في جميع الأموال حسب أهوائهم الشخصية، و البعض الآخر يرفعون هذه القضايا بدافع الانتقام بسبب  العلاقة السيئة والغير مستقرة بينه وبين الأب أو الأم وتحمل الكثير من المشاكل، مشيرا إلى أن هذه النوعية في القضايا تسبب آثار نفسية سلبية لا يمكن أن تشفى وتفكك العلاقات الأسرية.