محمد عدوى يكتب : البديل

محمد عدوى
محمد عدوى

هذه‭ ‬ليست‭ ‬محاولة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬الوصاية‭ ‬التى‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬الأجواء،‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬محاولة‭ ‬لفرض‭ ‬اتجاه‭ ‬غنائى‭ ‬محدد‭ ‬على‭ ‬الساحة،‭ ‬هى‭ ‬فقط‭ ‬محاولة‭ ‬تذكير،‭ ‬هى‭ ‬فقط‭ ‬محاولة‭ ‬لتغيير‭ ‬الاتجاه‭ ‬إن‭ ‬أردتم‭.. ‬الأغنية‭ ‬المصرية‭ - ‬شئت‭ ‬أم‭ ‬أبيت‭ - ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬شاكوش‭ ‬وكزبرة‭ ‬وشواحة‭ ‬وبيكا،‭ ‬تحمل‭ ‬أيضا‭ ‬أسماء‭ ‬هؤلاء‭ ‬النجوم‭ ‬الذين‭ ‬توارت‭ ‬أعمالهم‭ ‬عن‭ ‬الساحات‭ ‬ربما‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل‭ ‬وربما‭ ‬بسبب‭ ‬الإحباط‭.‬

نحن‭ ‬لسنا‭ ‬مع‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬المطربون‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬فى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بأغانى‭ ‬المهرجانات‭ ‬أو‭ ‬أغانى‭ ‬الراب‭ ‬والتراب،‭ ‬ولكن‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحارب‭ ‬إلا‭ ‬بالفن،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتبين‭ ‬الخيط‭ ‬الأبيض‭ ‬من‭ ‬الخيط‭ ‬الأسود‭ ‬إلا‭ ‬بإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬عليه،‭ ‬هذه‭ ‬محاولة‭ ‬فقط‭ ‬للتأكيد‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬شاكوش‭ ‬وبيكا‮»‬،‭ ‬الفن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والغناء‭ ‬أكبر‭ ‬وأهم،‭ ‬والمحاولات‭ ‬لتقديم‭ ‬فن‭ ‬مختلف‭ ‬دائما‭ ‬موجودة‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬إن‭ ‬أردت‭ ‬فنا‭ ‬ليس‭ ‬تقليديا‭.. ‬إن‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬بوتقة‭ ‬الوصايا‭ ‬الغنائية‭.. ‬إن‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تختفى‭ ‬موجات‭ ‬كزبرة،‭ ‬وكنت‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬بيكا،‭ ‬وتخشي‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬شواحة‭.. ‬هؤلاء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحارب‭ ‬بهم‭.. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬بديلا‭ ‬إن‭ ‬اهتممت‭ ‬بهم‭ ‬ودعمتهم‭.. ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬وقودك‭ ‬الحقيقي‭ ‬لحرق‭ ‬أى‭ ‬تجربة‭ ‬لا‭ ‬تحبها‭ ‬وترفضها‭.. ‬إن‭ ‬أردت‭.. ‬هم‭ ‬سلاحك‭ ‬لإيقاف‭ ‬تمدد‭ ‬ما‭ ‬ترفضه‭.. ‬دعمهم،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المهمة‭ ‬هو‭ ‬السلاح‭ ‬الوحيد‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرى‭ ‬–‭ ‬ولا‭ ‬وصاية‭ ‬أيضا‭.. ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬دورنا‭ ‬هو‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يستحق‭ ‬وأنت‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭.‬

وجيه‭ ‬مطرب‭ ‬الصندوق

قديما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬توقفت؟‭.. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬فعل‭ ‬إيجابى‭ ‬حقيقي‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالمنع‭ ‬أو‭ ‬المصادرة‭.. ‬فعل‭ ‬راق‭ ‬وواعٍ‭ ‬وفاهم‭.. ‬إنتاج‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الثقافية‭ ‬لألبوم‭ ‬غنائى‭ ‬مختلف‭ ‬وراق‭ ‬ويحمل‭ ‬مقومات‭ ‬التجديد‭ ‬والحداثة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الثقافية‭ ‬الاسم‭ ‬الذى‭ ‬تحول‭ ‬لفعل‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬عندما‭ ‬قدم‭ ‬مطربا‭ ‬يستحق‭ ‬التقديم‭ ‬فى‭ ‬ألبوم‭ ‬غنائى‭ ‬من‭ ‬إنتاجه‭ ‬هو‭ ‬المطرب‭ ‬والملحن‭ ‬وجيه‭ ‬عزيز‭ ‬وألبوم‭ ‬‮«‬بالليل‮»‬‭.‬

تجربة‭ ‬فى‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬تجربة‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تستمر؟‭.. ‬وجيه‭ ‬ملحن‭ ‬ومطرب‭ ‬له‭ ‬نهج‭ ‬وطعم‭ ‬مختلف،‭ ‬شق‭ ‬طريقه‭ ‬بعد‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬وقدم‭ ‬بعدها‭ ‬ألبومين‭ ‬‮«‬زعلان‭ ‬شوية‭ ‬‮»‬‭ ‬و‮«‬‭ ‬ناقص‭ ‬حتة‮»‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الألحان‭ ‬لكبار‭ ‬النجوم‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬محمد‭ ‬منير‭ ‬الذى‭ ‬تعاون‭ ‬معه‭ ‬فى‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأغنيات‭ ‬الناجحة‭.. ‬كما‭ ‬قدم‭ ‬وجيه‭ ‬الموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬السينمائية‭ ‬المهمة‭.. ‬وجيه‭ ‬عاش‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عزلة‭ ‬اضطرارية‭.. ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.. ‬دعم‭ ‬وجيه‭ ‬عزيز‭ ‬واجب‭. ‬

دينا‭ ‬مشروع‭ ‬النيل‭ ‬

ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬حسنات‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬أنها‭ ‬نافذة‭ ‬حقيقية‭ ‬للمبدعين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬مجرد‭ ‬رقم‭ ‬فى‭ ‬العملية‭ ‬الفنية،‭ ‬دينا‭ ‬الوديدى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬أطلوا‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬الواقع‭ ‬واستطاعت‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رقما‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬الأغنية‭ ‬البديلة‭ ‬المتطورة‭ ‬الجريئة،‭ ‬تكسر‭ ‬تابوهات‭ ‬الكلام‭ ‬وتحطم‭ ‬صناديق‭ ‬الموسيقى‭ ‬المعلبة‭.. ‬دينا‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬العقد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬حياتها‭ ‬تملك‭ ‬مشروعا‭ ‬غنائيا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬قوامه‭ ‬الإحساس‭ ‬والفكر‭ ‬العالي‭.  ‬

من‭ ‬مواليد‭ ‬1987‭ ‬اكتشفت‭  ‬شغفها‭ ‬بالموسيقى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرقة‭ ‬الورشة‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬بها‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬طالبة‭ ‬بقسم‭ ‬اللغات‭ ‬الشرقية‭ ‬بكلية‭ ‬آداب‭ ‬القاهرة‭. ‬وفي‭ ‬الورشة‭ ‬تدربت‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الغنائي،‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الإمكانات‭ ‬الغنائية‭ ‬لصوتها‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المدرب‭ ‬الموسيقي‭ ‬وعازف‭ ‬العود‭ ‬ماجد‭ ‬سليمان‭.‬

‭ ‬شاركت‭ ‬دينا‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬موسيقيين‭ ‬مستقلين‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها،‭ ‬مثل‭ ‬فتحي‭ ‬سلامة،‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬جرامي،‭ ‬والمطربة‭ ‬وكاتبة‭ ‬الأغاني‭ ‬كاميليا‭ ‬جبران‭. ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬قامت‭ ‬دينا‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الموسيقيين‭ ‬بتأسيس‭ ‬فرقة‭ ‬تصفها‭ ‬هي‭ ‬بأنها‭ ‬مشروع‭ ‬دائم‭ ‬التطور،‭ ‬وقدمت‭ ‬الفرقة‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬دمجت‭ ‬فيها‭ ‬فنون‭ ‬تقليدية،‭ ‬مثل‭ ‬السيرة‭ ‬الهلالية‭ ‬والغناء‭ ‬الشعبي‭ ‬القديم،‭ ‬مع‭ ‬الموسيقى‭ ‬الحديثة‭.‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬دينا‭ ‬تستلهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬موسيقاها‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬وتراث‭ ‬مدينتها‭ ‬القاهرة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإلهام‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يأخذها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬حدود‭ ‬المدينة‭. ‬فهي‭ ‬الآن‭ ‬تشارك‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬النيل‮»‬،‭ ‬مبادرة‭ ‬موسيقية‭ ‬وبيئية‭ ‬تجمع‭ ‬موسيقيين‭ ‬ومفكرين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬وادي‭ ‬النيل‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬رولكس‭ ‬الدولية‭ ‬لدعم‭ ‬الفنانين‭ ‬الواعدين،‭ ‬ستقضي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فترة‭ ‬مجاورة‭ ‬مع‭ ‬المطرب‭ ‬البرازيلي‭ ‬الشهير‭ ‬جيلبرتو‭ ‬جيل،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬دينا‭ ‬الفني‭ ‬حيث‭ ‬ستتيح‭ ‬لها‭ ‬الغناء‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬جيل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬الموسيقية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

كانت‭ ‬انطلاقتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وقامت‭ ‬بتسجيل‭ ‬أغنياتها‭ ‬التى‭ ‬تلحنها‭ ‬وتكتب‭ ‬كلماتها‭ ‬ثم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تخطت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬جمهور‭ ‬واسع‭ ‬وبدأت‭ ‬رحلة‭ ‬الاحتراف‭ ‬الحقيقى‭ ‬بتقديم‭ ‬أول‭ ‬ألبوماتها‭ ‬الغنائية‭ ‬‮«‬تدور‭ ‬وترجع‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الغناء‭ ‬للعمالقة‭ ‬الشيخ‭ ‬إمام‭ ‬وسيد‭ ‬درويش‭ ‬بأسلوبها‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬السيرة‭ ‬الهلالية‭ ‬بطعم‭ ‬مختلف‭ ‬ومتقن‭ ‬وقدمت‭ ‬أيضا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأغان‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬الفل‭ ‬والحرام‭ ‬وكتر‭ ‬الوجع‭ ‬وحزن‭ ‬الجنوب‭ ‬والعرس‭ ‬ويحدثنى‭ ‬الشجر‭ ‬وكفاية‭ ‬غش‭ ‬وهى‭ ‬تكتب‭ ‬اغلب‭ ‬اغنياتها‭ ‬وتلحنها‭.‬

دينا؛‭ ‬مازالت‭ ‬تبدع‭ ‬خارج‭ ‬السرب‭ ‬وتغرد‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬صنعتها‭ ‬لنفسها‭ ‬بنفسها‭ ‬وبطعم‭ ‬ولون‭ ‬مختلف‭ ‬أهلتها‭ ‬لتكون‭ ‬من‭ ‬ثوار‭ ‬الغناء‭ ‬والتجديد‭ ‬فى‭ ‬الأغنية‭ ‬المصرية‭.‬

مريم‭ .. ‬المختلفة‭ ‬

بثقة‭ ‬وهدوء،‭ ‬بإيمان‭ ‬ورغبة‭ ‬لا‭ ‬ينتهيان‭ ‬تسير‭ ‬مريم‭ ‬صالح‭ ‬نحو‭ ‬الهدف،‭ ‬تشعل‭ ‬حرائق‭ ‬فى‭ ‬التجارب،‭ ‬ولا‭ ‬تبالى،‭ ‬تتقمص‭ ‬أحيانا‭ ‬دور‭ ‬المنقذ‭ ‬وأحيانا‭ ‬تغرق‭ ‬وهى‭ ‬تبتسم‭ ‬فى‭ ‬بحور‭ ‬التجربة،‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬كثيرا‭ ‬بالرائج‭ ‬ولا‭ ‬يعنيها‭ ‬الجملة‭ ‬المطاطة‭ ‬المخادعة‭  ‬‮«‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬الجماهير‮»‬‭ ‬تشعر‭ ‬فى‭ ‬غيابها‭ ‬أنها‭ ‬موجودة‭ ‬وتشعر‭ ‬فى‭ ‬وجودها‭ ‬بطمأنينة‭ ‬وحب،‭ ‬مريم‭ ‬مطربة‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬فنى‭ ‬أسست‭ ‬وشاركت‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬الموسيقية‭ ‬فغنّت‭ ‬أغاني‭ ‬السمسمية‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬غنوا‭ ‬أغاني‭ ‬الشيخ‭ ‬إمام‭ ‬حتى‭ ‬أسست‭ ‬فرقة‭ ‬‮«‬بركة‮»‬‭ ‬بمزيجها‭ ‬المميز‭ ‬بين‭ ‬صوت‭ ‬مريم‭ ‬الشرقي‭ ‬وموسيقى‭ ‬الروك‭.. ‬تربت‭ ‬مريم‭ ‬فنياً‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬والدها‭ ‬المخرج‭ ‬والمؤلف‭ ‬المسرحي‭ ‬صالح‭ ‬سعد‭ ‬والشيخ‭ ‬أمام،‭ ‬مغنّي‭ ‬المقاومة‭ ‬المصرية‭.‬

بدأت‭ ‬الغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬منذ‭ ‬السابعة‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ ‬والأفلام‭ ‬مثل‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬وبالألوان‭ ‬الطبيعية‭ ‬وحدوته‭ ‬من‭ ‬صاج‭ ‬و‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬المدينة،‭ ‬قدمت‭ ‬أول‭ ‬ألبوماتها‭ ‬الغنائية‭ ‬بمساعدة‭ ‬زوجها‭ ‬الموسيقى‭ ‬تامر‭ ‬أبو‭ ‬غزالة‭ ‬‮«‬‭ ‬مش‭ ‬بغنى‭ ‬‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2012‭  ‬ومن‭ ‬وقتها‭ ‬شكلا‭ ‬ثنائيا‭ ‬مهما‭ ‬وقدما‭ ‬معا‭ ‬ألبوم‭ ‬‮«‬حلاويلا‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬وأخيرا‭ ‬ألبوم‭ ‬‮«‬‭ ‬الإختفاء‭ ‬‮»‬‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬2017‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬تشعر‭ ‬أنك‭ ‬أمام‭ ‬تجربة‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬ومشروع‭ ‬غنائى‭ ‬محدد‭ ‬ومتكامل‭ ‬الملامح،‭ ‬تختار‭ ‬كلمات‭ ‬أغانيها‭ ‬بعناية‭ ‬وبخبرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ربما‭ ‬تجد‭ ‬فى‭ ‬مفرداتها‭ ‬غرابة‭ ‬وربما‭ ‬تراها‭ ‬غريبة‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬سوف‭ ‬تشعر‭ ‬بطزاجة‭ ‬وجرأة‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭. ‬

أما‭ ‬الموسيقى‭ ‬فهى‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الصوفية‭ ‬والحداثة‭ ‬والكانترى‭ ‬والميتال‭ ‬ولا‭ ‬تشبه‭ ‬أحد،‭ ‬رفاق‭ ‬الرحلة‭ ‬مع‭ ‬مريم‭ ‬صالح‭ ‬وتامر‭ ‬أبو‭ ‬غزالة،‭ ‬الشعراء‭ ‬ميدو‭ ‬زهير‭ ‬ومصطفى‭ ‬إبراهيم‭ ‬وموريس‭ ‬لوقا‭ ‬وغيرهم‭.‬

مريم‭ ‬صالح‭ ‬لها‭ ‬تجارب‭ ‬مشتركة‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬مشوارها‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬أجنبية‭ ‬وعالمية‭ ‬كثيرة‭ ‬ومع‭ ‬نجوم‭ ‬أغنية‭ ‬بديلة‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬منهم‭ ‬فرقة‭ ‬‮«‬الروك‮»‬‭ ‬السويدية،‭ ‬كراش‭ ‬نومادا‭ ‬ودينا‭ ‬الوديدى‭ ‬وغيرهم‭.‬

فيروز‭.. ‬قبل‭ ‬الأوان‭ ‬

‮«‬قبل‭ ‬الأوان‮»‬‭ ‬أغنية‭ ‬فيلم‭ ‬أسرار‭ ‬البنات‭  ‬للمخرج‭ ‬مجدى‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬كانت‭ ‬بصوت‭ ‬لمطربة‭ ‬بحث‭ ‬عنها‭ ‬كثيرون،‭ ‬كانت‭ ‬مفاجأة‭ ‬طيبة‭ ‬فى‭ ‬الفيلم،‭ ‬شجن‭ ‬الصوت‭ ‬وقوته‭ ‬وتأثيره‭ ‬كان‭ ‬دافعا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬صاحبته،‭ ‬كان‭ ‬الصوت‭ ‬لفيروز‭ ‬كراوية‭.. ‬مطربة‭ ‬شابة‭ ‬من‭ ‬بورسعيد‭ ‬المدينة‭ ‬المصرية‭ ‬الساحلية‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬المواهب‭.. ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1980،‭ ‬أحبت‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬والدها‭ ‬الذى‭ ‬أحب‭ ‬عظيمة‭ ‬الغناء‭ ‬فيروز‭ ‬فقرر‭ ‬ان‭ ‬يسمى‭ ‬ابنته‭ ‬تيمنا‭ ‬بها،‭ ‬نشأت‭ ‬فيروز‭ ‬الصغيرة‭ ‬فى‭  ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬وعرفت‭ ‬الموسيقى‭ ‬مبكرا‭ ‬وعرفت‭ ‬الغناء‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬ودرست‭ ‬العزف‭ ‬مبكرا‭ ‬ايضا‭.‬

استمرت‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬رغبتها‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬اتمت‭ ‬دراستها‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬ولكن‭ ‬الحلم‭ ‬الفنى‭ ‬كان‭ ‬يراودها‭ ‬أكثر،‭ ‬درست‭ ‬الإخراج‭ ‬المسرحى‭ ‬وشاركت‭ ‬فى‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬كمخرج‭ ‬للتيمات‭ ‬الموسيقية‭.. ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الشغف‭ ‬الحقيقى‭ ‬فى‭ ‬الموسيقى‭ ‬وبعد‭ ‬ظهور‭ ‬صوتها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬اسرار‭ ‬البنات‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬حفل‭ ‬غنائى‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬بصحبة‭ ‬الشاعر‭ ‬الشاب‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد،‭ ‬والذى‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬مسيرتها‭ ‬عندما‭ ‬تعرفت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬الذين‭ ‬تعاونت‭ ‬معهم،‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وكونت‭ ‬معهم‭ ‬فرقة‭ ‬غنائية‭ ‬قدمت‭ ‬أساليب‭ ‬غنائية‭ ‬وموسيقية‭ ‬مختلفة‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭ ‬حتى‭ ‬أصدرت‭ ‬أول‭ ‬ألبوماتها‭ ‬‮«‬برة‭ ‬منى‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬وحمل‭ ‬مشروعها‭ ‬الغنائى‭ ‬والذى‭ ‬لاقى‭ ‬قبولا‭ ‬كبيرا‭ ‬عند‭ ‬طرح‭ ‬الألبوم‭.. ‬فيروز‭ ‬رغم‭ ‬ثقل‭ ‬حركة‭ ‬انتقالها‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬تملك‭ ‬مشروعا‭ ‬حقيقيا‭ ‬ربما‭ ‬تأثر‭ ‬بكل‭ ‬العوائق‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬الفنية،‭ ‬لكنها‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬تسعى‭ ‬للتواجد‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬بإطلالة‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اليوتيوب‭ ‬وقناتها‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجدها‭ ‬فى‭ ‬الحفلات‭.. ‬فيروز‭ ‬تجربة‭ ‬نضجت‭ ‬قبل‭ ‬الأوان‭ ‬واستمرت‭ ‬وتستحق‭ ‬ان‭ ‬تعرفها‭ ‬وتدعمها‭.‬

يسرا‭ ‬المغنى

يمكن‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬الجرأة‭ ‬فى‭ ‬ظهورها‭ ‬وهى‭ ‬تحمل‭ ‬أكورديون‭ ‬وتقف‭ ‬بين‭ ‬العازفين‭ ‬وهى‭ ‬تحتضن‭ ‬آلاتها‭ ‬الأكثر‭ ‬وزنا‭ ‬منها‭ ‬لكن‭ ‬الجرأة‭ ‬الحقيقية‭ ‬هى‭ ‬أن‭ ‬تتمرد‭ ‬على‭ ‬المألوف‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا،‭ ‬ولهذا‭ ‬فيسرا‭ ‬الهوارى‭ ‬جريئة،‭ ‬مغامرة،‭ ‬موهوبة‭ ‬وموهبتها‭ ‬متكاملة،‭ ‬يسرا‭ ‬نموذج‭ ‬حقيقي‭ ‬للفنان‭ ‬الذى‭ ‬يملك‭ ‬مشروعا‭ ‬وهدفا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬عازفة‭ ‬أكورديون‭ ‬وملحنة‭ ‬ومؤلفة‭ ‬أغانى‭ ‬ومطربة،‭ ‬تفعل‭ ‬وتؤمن‭ ‬بما‭ ‬تحبه‭ ‬وتجيده‭.. ‬لهذا‭ ‬فقد‭ ‬استطاعت‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬لنفسها‭ ‬خطا‭ ‬مختلفا‭ ‬بين‭ ‬نجوم‭ ‬اغانى‭ ‬الأندرجراوند‭..  ‬خطا‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬والروح‭. ‬

الصوت‭ ‬الناعم‭ ‬والروح‭ ‬الفضفاضة،‭ ‬الأصابع‭ ‬التى‭ ‬تعزف‭ ‬على‭ ‬الأكورديون‭ ‬تلمس‭ ‬أوتار‭ ‬القلوب‭.. ‬يسرا‭ ‬الهوارى‭ ‬التى‭ ‬بدات‭ ‬حياتها‭ ‬الغنائية‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬لكنها‭ ‬عرفت‭ ‬طريقها‭ ‬مع‭ ‬الثورة،‭ ‬يسرا‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1983‭ ‬تربت‭ ‬بالكويت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬للقاهرة‭ ‬وتدرس‭  ‬فنون‭ ‬جميلة،‭ ‬ودرست‭ ‬نظريات‭ ‬الموسيقى‭ ‬والموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬على‭ ‬البيانو‭ ‬انضمّت‭ ‬لفرقة‭ ‬الطمي‭ ‬المسرحية‭ ‬كممثلة‭ ‬ومغنية‭ ‬في‭ ‬‮٢٠٠٧‬‭  ‬مع‭  ‬المخرج‭ ‬والمسرحى‭ ‬سلام‭ ‬يسرى،‭ ‬والذى‭ ‬وضعها‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬وبدأت‭ ‬حياتها‭ ‬معه‭ ‬فى‭ ‬عرض‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬الطمى‭ ‬واحد‭ ‬والشجر‭ ‬ألوان‮»‬،‭ ‬وهناك‭ ‬تعلمت‭ ‬مواجهة‭ ‬الجماهير‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬لكنها‭ ‬دائما‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬شغف‭ ‬الموسيقى‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬تجيد‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬الأوكارديون‭ ‬وبالفعل‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬سلام‭ ‬مشروع‭  ‬كورل‭  ‬عملت‭ ‬فيه‭ ‬يسرا‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬‮٢٠١٠‬‭ ‬وقدمت‭ ‬أغنيات‭ ‬من‭ ‬ألحانها،‭  ‬لكن‭ ‬صيتها‭ ‬ذاع‭ ‬أكثر‭ ‬وانتشرت‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬عندما‭ ‬قدمت‭ ‬أغنيات‭ ‬أتوبيس‭ ‬والسور،‭ ‬وهى‭ ‬الأغنيات‭ ‬التى‭ ‬نقلتها‭ ‬الى‭ ‬عالم‭ ‬مختلف،‭ ‬وعرفتها‭ ‬لجمهور‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الألف‭ ‬فرد‭ ‬فى‭ ‬حفلاتها‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬كورال‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الجنينة‭  ‬ضمن‭ ‬حفلات‭ ‬كومبو‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬السور‭ ‬اتفتح‭ ‬واستطاعت‭ ‬يسرا‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬وبالفعل‭ ‬شاركت‭ ‬فى‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭ ‬فى‭ ‬لبنان‭ ‬وفرنسا‭ ‬والبرازيل،‭ ‬وغيرها‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬بمشروعها‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬تحبه‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬ظن‭ ‬من‭ ‬يتابعها،‭ ‬لكنها‭ ‬اختفت‭ ‬فجاة‭ ‬وابتعدت‭ ‬قليلا‭ ‬لأنها‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تدرس‭ ‬وتتعلم‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الألة‭ ‬التى‭ ‬عشقتها‭.‬

بالفعل‭ ‬درست‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬فى‭ ‬معهد‭ ‬متخصص‭ ‬بفرنسا‭ ‬وعادت‭ ‬أكثر‭ ‬احترافية‭ ‬وثقة‭ ‬فى‭ ‬مشروعها‭ ‬الفنى‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تستكمل‭ ‬الطريق‭ ‬حتى‭ ‬قدمت‭ ‬أول‭ ‬ألبوماتها‭ ‬‮«‬نقوم‭ ‬ناسيين‮»‬‭ ‬من‭ ‬انتاجها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭  ‬الصندوق‭ ‬العربى‭ ‬للتنمية،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬التى‭ ‬تبرعت‭ ‬لإنتاج‭ ‬الألبوم‭ ‬بنظام‭ ‬التمويل‭ ‬الجماعى‭ ‬تلك‭ ‬الفكرة‭ ‬التى‭ ‬انتشرت‭ ‬فى‭ ‬لبنان‭ ‬وحققت‭ ‬غايتها‭ ‬مع‭ ‬يسرا‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تطبع‭ ‬كوبونات‭ ‬لجماهيرها‭ ‬التى‭ ‬اشترتها‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الألبوم،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تحقق‭ ‬ليسرا‭ ‬وعشاقها‭ ‬ما‭ ‬أرادوا‭ ‬وخرج‭ ‬‮«‬نقوم‭ ‬ناسيين‮»‬‭ ‬للنور‭ ‬بـ11‭ ‬أغنية‭  ‬من‭ ‬ألحانها‭.‬

‭ ‬الألبوم‭ ‬حظى‭ ‬بقبول‭ ‬كبير‭ ‬وبترحاب‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬يسرا‭ ‬التى‭ ‬تذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬فى‭ ‬أغنياتها‭ ‬محطمة‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬التابوهات‭ ‬فى‭ ‬أغنياتها‭ ‬برقة‭ ‬ونعومة‭ ‬ودون‭ ‬افتعال‭.. ‬يسرا‭ ‬مازالت‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الجمال‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬قبيح‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬نظرياتها‭ ‬عن‭ ‬الملل‭ ‬والبهجة‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬اليومية‭.. ‬يسرا‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نراها‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬وندعمها‭. ‬

علي‭.. ‬الصناعة‭ ‬الثقيلة

ينتمى‭ ‬على‭ ‬الهلباوى‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬مختلفة،‭ ‬صناعة‭ ‬ثقيلة،‭ ‬هو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬المحبين‭ ‬وحداثة‭ ‬المغامرين،‭ ‬ولد‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬تفوح‭ ‬منه‭ ‬رائحة‭ ‬النغم،‭ ‬تعلم‭ ‬أبجديات‭ ‬الموسيقى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬حروف‭ ‬الكلام،‭ ‬والده‭ ‬هو‭ ‬المنشد‭ ‬الكبير‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الهلباوى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يحتضن‭ ‬موهبته‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬لكن‭ ‬الفتى‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬القفص‭ ‬الذهبي‭ ‬محلقا‭ ‬الى‭ ‬فضاء‭ ‬أوسع‭.. ‬قرر‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬السابعة‭ ‬عشر‭ ‬أن‭ ‬يلتحق‭ ‬بوالده‭ ‬وفرقته‭ ‬كمطرب‭ ‬لكنه‭ ‬شعر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬ينقصه،‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬بداخله‭ ‬روحا‭ ‬مختلفة،‭ ‬روحا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الإنشاد‭ ‬ولا‭ ‬تبعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عنه،‭ ‬كان‭ ‬يحلم‭ ‬بمعادلة‭ ‬مختلفة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الصوفية‭ ‬وموسيقاها‭ ‬والحداثة‭ ‬وتطوراتها،‭ ‬هذا‭ ‬القالب‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬الفريقين،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬عنيدا‭ ‬ومصرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬لغايته،‭ ‬فخرج‭ ‬من‭ ‬بوتقة‭ ‬الإنشاد‭ ‬وفرقة‭ ‬والده‭ ‬وذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬محلقا‭ ‬بتوليفته‭ ‬الخاصة‭ ‬وخرج‭ ‬للنور‭ ‬ألبومه‭ ‬الأول‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التطلعات‭ ‬والشغف،‭ ‬مستغلا‭ ‬النجاح‭ ‬المدوى‭ ‬لأغنية‭ ‬مرسال‭ ‬لحبيبتى‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬ميكروفون‭ ‬الفيلم‭ ‬الفريد‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬مبدعى‭ ‬الأغنية‭ ‬البديلة،‭ ‬مرسال‭ ‬علي‭ ‬وصل‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لحبيبته‭ ‬ولكن‭ ‬للجميع،‭ ‬الآن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬شخصية‭ ‬فريدة‭ ‬متفردة‭ ‬تمزج‭ ‬الروح‭ ‬الصوفية‭ ‬بالأحلام‭ ‬العصرية،‭ ‬نجح‭ ‬علي‭ ‬وفتحت‭ ‬له‭ ‬الأبواب‭ ‬واستمر،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يبدع‭ ‬ويخوض‭ ‬تجارب‭ ‬ملهمة‭ ‬وحقيقية‭ ‬ومشاريع‭ ‬مختلفة‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭ ‬حتى‭ ‬أنك‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحسبه‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬اتجاه‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحسب‭ ‬له‭.. ‬علي‭ ‬الهلباوى‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يتبوأ‭ ‬مكانة‭ ‬أهم‭ ‬ودعم‭ ‬أهم‭.‬

ياسمين‭.. ‬بنت‭ ‬الأوبرا

هناك‭ ‬نظرة‭ ‬سطحية‭ ‬لمغنيين‭ ‬الأوبرا‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬ساهم‭ ‬فيها‭ ‬الإعلام‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭.. ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬أبعدتهم‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬الجماهير‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة‭ ‬لكن‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬ياسمين‭ ‬علي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬رأيا‭ ‬آخر‭.. ‬هى‭ ‬صحيح‭ ‬ابنة‭ ‬الأوبرا‭ ‬التى‭ ‬تربت‭ ‬فى‭ ‬أحضان‭ ‬الأوبرا‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬وفازت‭ ‬بجوائز‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬العاشرة‭ ‬لكنها‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬الفكرة‭ ‬السائدة‭ ‬وتنطلق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭.. ‬عرفت‭ ‬معطيات‭ ‬العصر‭ ‬وبدأت‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬مصورة‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬ولم‭ ‬تيأس‭ ‬وكان‭ ‬لديها‭ ‬اصرارا‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬جمهور‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يذهبون‭ ‬الى‭ ‬المكان‭ ‬الفخم‭.‬

كانت‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬الجميع،‭ ‬وتحقق‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭ ‬بفضل‭ ‬سلامة‭ ‬موهبتها‭ ‬وأصالتها‭.. ‬أبهرت‭ ‬الجميع‭ ‬بصوت‭ ‬عذب‭ ‬وروح‭ ‬عصرية‭ ‬وشفافة‭ ‬وفتحت‭ ‬لها‭ ‬أبواب‭ ‬الدراما‭ ‬واكتشفت‭ ‬فيها‭ ‬مواهب‭ ‬جديدة،‭ ‬ومازالت‭ ‬ياسمين‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬حصد‭ ‬الجوائز‭ ‬والانتشار‭ ‬الذى‭ ‬تستحقه،‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تقابل‭ ‬ناس‭ ‬مختلفة،‭ ‬ففتحت‭ ‬لها‭ ‬أبواب‭ ‬مسارح‭ ‬روسيا‭ ‬ولبنان‭ ‬والكويت‭ ‬والبحرين‭ ‬وتونس‭ ‬وغيرها،‭ ‬وحققت‭ ‬أغنيتها‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب‭ ‬المعنونة‭ ‬بنفس‭ ‬الاسم‭ ‬‮«‬تقابل‭ ‬ناس‮»‬‭ ‬انتشارا‭ ‬واسعا‭ ‬تستحقه‭. ‬

منة‭ .. ‬فتاة‭ ‬الإعلان‭ ‬

صوتها‭ ‬فى‭ ‬إعلان‭ ‬تليفزيونى‭ ‬جواز‭ ‬مرورها،‭ ‬إعلان‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬صوت‭ ‬مختلف،‭ ‬صوت‭ ‬حر،‭ ‬نقى،‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬أحد‭.. ‬بسيط‭ ‬بساطة‭ ‬الماء‭ ‬وعميق‭ ‬بعمق‭ ‬الصحراء‭.. ‬منة‭ ‬التى‭ ‬درست‭ ‬الجرافيك‭ ‬كانت‭ ‬تهوى‭ ‬الغناء،‭ ‬وكان‭ ‬لديها‭ ‬مشروعا‭ ‬فنيا‭ ‬وجدت‭ ‬ضالتها‭ ‬فيه‭ ‬فى‭ ‬فرقة‭ ‬‮«‬قص‭ ‬ولزق‮»‬‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬معهم‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتميزة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قدمت‭ ‬أغنيتها‭ ‬‮«‬الغجرية‮»‬‭ ‬التى‭ ‬نقلتها‭ ‬نقلة‭ ‬مختلفة‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭ ‬ورشحت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لجوائز‭ ‬عالمية‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬هوليوود‭ ‬ميوزيك،‭ ‬منة‭ ‬تحظى‭ ‬بحضور‭ ‬ومشروع‭ ‬مختلف‭ ‬ساهم‭ ‬فيه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬الموسيقى‭ ‬المهم‭ ‬أمير‭ ‬هداية‭ ‬وحفلاتها‭ ‬فى‭ ‬الأماكن‭ ‬الشبابية‭ ‬التى‭ ‬تدعم‭ ‬الغناء‭ ‬المستقل‭ ‬المختلف‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تشهد‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وتجربتها‭ ‬بالفعل‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬الأضواء‭ ‬أكثر‭. ‬

مي‭.. ‬مطربة‭ ‬التفاؤل

نموذج‭ ‬مختلف‭ ‬ومثير‭.. ‬مطربة‭ ‬بإيقاع‭ ‬مغاير‭ ‬ونمط‭ ‬حياة‭ ‬مزدحم‭ ‬بالأفكار‭ ‬والتحديات،‭ ‬مى‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬خريجة‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التى‭ ‬درست‭ ‬الإعلام،‭ ‬الناشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬يصفها‭ ‬جمهورها‭ ‬بسفيرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لكثرة‭ ‬ترحالها‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬وانغماسها‭ ‬فى‭ ‬مساعدة‭ ‬الأطفال‭ ‬هناك،‭ ‬تملك‭ ‬روحا‭ ‬فضفاضة‭ ‬أساسها‭ ‬التفاؤل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬جليا‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أعمالها،‭ ‬مى‭ ‬المولودة‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬تغنى‭ ‬بلغات‭ ‬عدة‭ ‬وتساهم‭ ‬دائما‭ ‬فى‭ ‬مشاريع‭ ‬التطور‭ ‬الغنائى‭ ‬وهى‭ ‬جزء‭ ‬منه،‭ ‬مى‭ ‬صاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬البهجة‭ ‬والتحدى‭ ‬فى‭ ‬الأغنية‭ ‬البديلة‭ ‬ترفض‭ ‬دائما‭ ‬الاستسلام‭ ‬لواقع‭ ‬غنائى‭ ‬مثير‭ ‬للشفقة‭ ‬وتحاول،‭ ‬ومازالت‭ ‬بطرح‭ ‬أغنيات‭ ‬منفصلة‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬والاشتراك‭ ‬فى‭ ‬حفلات‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬ودعمها‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬حلمها‭ ‬وطريقها‭ ‬مشروع‭ ‬ومهم‭.‬

شيرين‭ .. ‬اللحن‭ ‬والكتابة‭ ‬

بنفس‭ ‬الروح‭ ‬التى‭ ‬تكتب‭ ‬بها‭ ‬كتابات‭ ‬نقدية‭ ‬عن‭ ‬الموسيقى‭ ‬والحياة‭ ‬تغنى‭ ‬شيرين‭ ‬عبده،‭ ‬بنفس‭ ‬العمق‭ ‬الذى‭ ‬تلمسه‭ ‬فى‭ ‬كتاباتها‭ ‬تشدو‭ ‬بصوت‭ ‬ملهم‭ ‬أخاذ،‭ ‬شيرين‭ ‬تملك‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬المهمة‭ ‬حول‭ ‬ماهيتها‭ ‬وطموحها‭ ‬وامكانياتها،‭ ‬لا‭ ‬شكل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يقف‭ ‬حائلا‭ ‬امام‭ ‬موهبتها،‭ ‬لا‭ ‬جسد‭ ‬ممتلئ،‭ ‬فقط‭ ‬دماغ‭ ‬ممتلئة‭ ‬بالأفكار‭ ‬حول‭ ‬الموسيقى‭ ‬والغناء،‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة‭ ‬عرفت‭ ‬طريقها،‭ ‬النغم‭ ‬كان‭ ‬هدفها،‭ ‬ذائقة‭ ‬مختلفة‭ ‬ومشروع‭ ‬قادها‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ ‬الى‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أرباب‭ ‬الموسيقى‭ ‬والتغيير‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬هو‭ ‬زياد‭ ‬الرحبانى‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬فتحى‭ ‬سلامة‭ ‬وكلاهما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬تأثيره‭ ‬المباشر‭ ‬عليها،‭ ‬ولكنها‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬كانت‭ ‬خارج‭ ‬الأطر‭ .. ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬انطلاقة‭ ‬فكان‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭ ‬بجمع‭ ‬الفلكلور‭ ‬بشكل‭ ‬عصرى‭ ‬مخالف‭ ‬ومغاير‭ ‬يتماشي‭ ‬مع‭ ‬حريتها‭ ‬التى‭ ‬تراها‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭ ‬فلحنت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفردية،‭ ‬وانغمست‭ ‬فى‭ ‬تحويل‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الفلكلور‭ ‬والهم‭ ‬اليومى‭ ‬إلى‭ ‬أغان‭ ‬طازجة‭.. ‬تجربة‭ ‬شيرين‭ ‬عبده‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الكتابة‭ ‬النقدية‭ ‬أو‭ ‬الصحفية‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬الغناء‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬أمامها‭ ‬كثيرا‭. ‬

آخر‭ ‬عناقيد‭ ‬الحجار

يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬الصعوبة‭ ‬لمطرب‭ ‬شاب‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬راسخة‭ ‬وجذورها‭ ‬ممتدة‭ ‬فى‭ ‬الأرض،‭ ‬شامخة‭ ‬وعالية،‭ ‬الفتى‭ ‬الشاب‭ ‬لم‭ ‬يتبرأ‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬يتكأ‭ ‬عليها‭ ‬كثيرا،‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬الحجار‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬فخامة‭ ‬الاسم‭ ‬تكفى‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭.. ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬أخرى،‭ ‬فهم‭ ‬الأب‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الحجار‭ ‬نظرية‭ ‬الاختلاف‭ ‬وشجعه‭ ‬فسافر‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الموسيقى‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ونجح‭ ‬أحمد‭ ‬الشاب‭ ‬الصغير‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬اسمه‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬الى‭ ‬جوار‭ ‬هذه‭ ‬العائلة‭ ‬ليس‭ ‬كفرد‭ ‬منها‭ ‬ولكن‭ ‬إضافة‭ ‬حقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬العائلة،‭ ‬أحمد‭ ‬قدم‭ ‬نماذجا‭ ‬مختلفة‭ ‬ومهمة‭ ‬فى‭ ‬الأغنية‭ ‬وطرح‭ ‬ألبومه‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬سينجلات‮»‬‭ ‬ولقى‭ ‬قبولا‭ ‬كبيرا‭ ‬لمزجه‭ ‬المرهف‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭.. ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬الحجار‭ ‬نموذج‭ ‬مهم‭ ‬ومختلف‭ ‬يجب‭ ‬الانتباه‭ ‬له‭ ‬جيدا‭. ‬

نسمة‭.. ‬ صوت‭ ‬المسرح‭ ‬

صوت‭ ‬بعرض‭ ‬المسرح‭ ‬وعراقته،‭ ‬صوت‭ ‬بمحبة‭ ‬التجريب‭ ‬وخواطر‭ ‬الاختلاف،‭ ‬نسمة‭ ‬محجوب‭ ‬العابرة‭ ‬للقلوب‭ ‬من‭ ‬طلتها‭ ‬الأولى‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬ظهور‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬ولادة‭ ‬وأن‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تحمل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المفاجآت‭ ‬السارة‭.. ‬عرف‭ ‬الجمهور‭ ‬نسمة‭ ‬محجوب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬ستار‭ ‬أكاديمي‭ ‬لكن‭ ‬ولعها‭ ‬الفنى‭ ‬بدأ‭ ‬مبكرا‭ ‬فهى‭ ‬ابنة‭ ‬المخرج‭ ‬علاء‭ ‬محجوب‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والإعلانات‭ ‬وثلاث‭ ‬أفلام‭ ‬سينمائية،‭ ‬تربت‭ ‬فى‭ ‬محيط‭ ‬فنى‭ ‬لكن‭ ‬المسرح‭ ‬الذى‭ ‬درسته‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬لديها،‭ ‬فقررت‭ ‬تحويل‭ ‬البؤساء‭ ‬الى‭ ‬نسخة‭ ‬مصرية‭ ‬خالصة‭ ‬مغناة‭ ‬وطافت‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مسارح‭ ‬العالم‭.. ‬نسمة‭ ‬التى‭ ‬تملك‭ ‬وعيا‭ ‬كبيرا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجدها‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬وربما‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يميزها‭ ‬اكثر‭ ‬واكثر‭.. ‬تجربة‭ ‬نسمة‭ ‬القصيرة‭ ‬شاهد‭ ‬حقيقى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬الجيد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يطرد‭ ‬عملات‭ ‬الفن‭ ‬غير‭ ‬الجيد‭.‬

نوران‭ ‬إلى‭ ‬فيروز

رغم‭ ‬قِصر‭ ‬تجربتها‭ ‬إلا‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭ ‬رغبتها‭ ‬ومشروعها‭ ‬وطموحها،‭ ‬المحامية‭ ‬التى‭ ‬وقفت‭ ‬أمام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تتحدث‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬عصفور‭ ‬كناريا‭ ‬يصدح‭ ‬بعنفوان‭ ‬ورقة‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬المطربة‭ ‬الشابة‭ ‬نوران‭ ‬أبو‭ ‬طالب‭ ‬التى‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فيروز‭ ‬المطربة‭ ‬اللبنانية‭ ‬والقامة‭ ‬الكبيرة‭ ‬مشروعها‭ ‬الخاص،‭ ‬وقدمت‭ ‬بأسلوبها‭ ‬الخاص‭ ‬تجارب‭ ‬إعادة‭ ‬الغناء‭ ‬الى‭ ‬فيروز‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬وتأثير‭ ‬لمطربة‭ ‬كبيرة‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬الذى‭ ‬كانت‭ ‬ممتنة‭ ‬له‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬جواز‭ ‬مرورها‭ ‬للجماهير،‭ ‬وقدمت‭ ‬تجارب‭ ‬أخرى‭ ‬ناجحة‭ ‬ومازالت‭ ‬تسعى‭ ‬خلف‭ ‬حلمها‭ ‬بغناء‭ ‬مصرى‭ ‬جاد‭ ‬ومختلف‭.. ‬نوران‭ ‬لفتت‭ ‬الانتباه‭ ‬بغنائها‭ ‬مع‭ ‬المطرب‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬منير‭ ‬وأكدت‭ ‬على‭ ‬أحقيتها‭ ‬فى‭ ‬الوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬الكبار‭. ‬

فرق‭ ‬

الأجواء‭ ‬المصرية‭ ‬دائما‭ ‬مهيأة‭ ‬للتجارب‭ ‬المهمة‭ ‬والملهمة‭ ‬والفرق‭ ‬الغنائية‭ ‬والأغان‭ ‬المختلفة‭ ‬لم‭ ‬تختف‭ ‬فى‭ ‬زحام‭ ‬المهرجانات‭ ‬وغيرها‭ ‬فمازال‭ ‬أمير‭ ‬عيد‭ ‬وفرقة‭ ‬كايروكى‭ ‬يمتعوننا،‭ ‬ومازال‭ ‬هانى‭ ‬الدقاق‭ ‬وفرقة‭ ‬مسار‭ ‬إجبارى‭ ‬يقدمون‭ ‬الجديد‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ومازالت‭ ‬لوكا‭ ‬وفرقة‭ ‬الدعسوقة‭ ‬تخوض‭ ‬التجريب‭ ‬بما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة،‭ ‬ومازالت‭ ‬ماسكارا‭ ‬تجذب‭ ‬الجماهير‭.. ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬وغيرها‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬وتغير‭ ‬من‭ ‬مفاهيم‭ ‬كثيرة‭ ‬ومازالت‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع،‭ ‬فربما‭ ‬فيها‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الزحام‭ ‬والصخب‭ ‬الموجود‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الغنائية‭.‬