هذه ليست محاولة جديدة من محاولات الوصاية التى تسيطر على الأجواء، هذه ليست محاولة لفرض اتجاه غنائى محدد على الساحة، هى فقط محاولة تذكير، هى فقط محاولة لتغيير الاتجاه إن أردتم.. الأغنية المصرية - شئت أم أبيت - تحمل أسماء شاكوش وكزبرة وشواحة وبيكا، تحمل أيضا أسماء هؤلاء النجوم الذين توارت أعمالهم عن الساحات ربما بفعل فاعل وربما بسبب الإحباط.
نحن لسنا مع أو ضد ما يقدمه المطربون من نهج فى ما يعرف بأغانى المهرجانات أو أغانى الراب والتراب، ولكن نؤمن بأن الفن لا يمكن أن يحارب إلا بالفن، لا يمكن أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود إلا بإلقاء الضوء عليه، هذه محاولة فقط للتأكيد أن الفن فى مصر ليس «شاكوش وبيكا»، الفن فى مصر والغناء أكبر وأهم، والمحاولات لتقديم فن مختلف دائما موجودة.
هذه بعض التجارب إن أردت فنا ليس تقليديا.. إن أردت أن تخرج من بوتقة الوصايا الغنائية.. إن أردت أن تختفى موجات كزبرة، وكنت ضد ما يقدمه بيكا، وتخشي على المجتمع من كلمات شواحة.. هؤلاء يمكن أن تحارب بهم.. يمكن أن يكونوا بديلا إن اهتممت بهم ودعمتهم.. هؤلاء هم وقودك الحقيقي لحرق أى تجربة لا تحبها وترفضها.. إن أردت.. هم سلاحك لإيقاف تمدد ما ترفضه.. دعمهم، وغيرهم من التجارب المهمة هو السلاح الوحيد – من وجهة نظرى – ولا وصاية أيضا.. فى النهاية دورنا هو إلقاء الضوء على من يستحق وأنت صاحب القرار.
وجيه مطرب الصندوق
قديما كانت هناك خطوة إيجابية من الدولة لا أعرف لماذا توقفت؟.. كان هناك فعل إيجابى حقيقي لا علاقة له بالمنع أو المصادرة.. فعل راق وواعٍ وفاهم.. إنتاج صندوق التنمية الثقافية لألبوم غنائى مختلف وراق ويحمل مقومات التجديد والحداثة فى كل شيء، صندوق التنمية الثقافية الاسم الذى تحول لفعل عام 1997 عندما قدم مطربا يستحق التقديم فى ألبوم غنائى من إنتاجه هو المطرب والملحن وجيه عزيز وألبوم «بالليل».
تجربة فى الاتجاه الصحيح، تجربة جادة من أجهزة الدولة لا أعرف لماذا لم تستمر؟.. وجيه ملحن ومطرب له نهج وطعم مختلف، شق طريقه بعد الدعم الحكومي وقدم بعدها ألبومين «زعلان شوية » و« ناقص حتة» بالإضافة إلى العديد من الألحان لكبار النجوم على رأسهم محمد منير الذى تعاون معه فى عديد من الأغنيات الناجحة.. كما قدم وجيه الموسيقى التصويرية لعديد من الأعمال السينمائية المهمة.. وجيه عاش بعد ذلك عزلة اضطرارية.. لم يخرج منها حتى الآن.. دعم وجيه عزيز واجب.
دينا مشروع النيل
ربما يكون من حسنات السوشيال ميديا أنها نافذة حقيقية للمبدعين الذين لا يريدون أن يكونوا مجرد رقم فى العملية الفنية، دينا الوديدى واحدة من هؤلاء الذين أطلوا علينا من عالم السوشيال ميديا إلى فضاء الواقع واستطاعت فى وقت قصير أن تكون رقما مهما فى الأغنية البديلة المتطورة الجريئة، تكسر تابوهات الكلام وتحطم صناديق الموسيقى المعلبة.. دينا التى لم تتجاوز العقد الثالث من حياتها تملك مشروعا غنائيا حقيقيا، قوامه الإحساس والفكر العالي.
من مواليد 1987 اكتشفت شغفها بالموسيقى من خلال فرقة الورشة المسرحية التي التحقت بها حين كانت لا تزال طالبة بقسم اللغات الشرقية بكلية آداب القاهرة. وفي الورشة تدربت على أنواع مختلفة من التراث الغنائي، وبدأت في التعرف على الإمكانات الغنائية لصوتها تحت إشراف المدرب الموسيقي وعازف العود ماجد سليمان.
شاركت دينا أيضاً في العديد من ورش العمل مع موسيقيين مستقلين داخل مصر وخارجها، مثل فتحي سلامة، الحائز على جائزة جرامي، والمطربة وكاتبة الأغاني كاميليا جبران. في الفترة الأخيرة قامت دينا مع مجموعة من الموسيقيين بتأسيس فرقة تصفها هي بأنها مشروع دائم التطور، وقدمت الفرقة عديد من العروض دمجت فيها فنون تقليدية، مثل السيرة الهلالية والغناء الشعبي القديم، مع الموسيقى الحديثة.
لا تزال دينا تستلهم الكثير من موسيقاها من هوية وتراث مدينتها القاهرة، غير أن هذا الإلهام كثيراً ما يأخذها إلى ما هو أبعد من حدود المدينة. فهي الآن تشارك مثلاً في «مشروع النيل»، مبادرة موسيقية وبيئية تجمع موسيقيين ومفكرين من جميع دول وادي النيل. كما أنها حصلت على جائزة من مبادرة رولكس الدولية لدعم الفنانين الواعدين، ستقضي من خلالها فترة مجاورة مع المطرب البرازيلي الشهير جيلبرتو جيل، وتعتبر هذه نقطة تحول مهمة في مشوار دينا الفني حيث ستتيح لها الغناء جنباً إلى جنب مع جيل في عدد من المهرجانات الموسيقية الدولية في مختلف أنحاء العالم.
كانت انطلاقتها الحقيقية على مواقع التواصل الاجتماعى وقامت بتسجيل أغنياتها التى تلحنها وتكتب كلماتها ثم سرعان ما تخطت هذه المرحلة بعد أن أصبح لها جمهور واسع وبدأت رحلة الاحتراف الحقيقى بتقديم أول ألبوماتها الغنائية «تدور وترجع» بعد سنوات من الغناء للعمالقة الشيخ إمام وسيد درويش بأسلوبها كما قدمت السيرة الهلالية بطعم مختلف ومتقن وقدمت أيضا عدد من الأغان منها على ورق الفل والحرام وكتر الوجع وحزن الجنوب والعرس ويحدثنى الشجر وكفاية غش وهى تكتب اغلب اغنياتها وتلحنها.
دينا؛ مازالت تبدع خارج السرب وتغرد فى منطقة صنعتها لنفسها بنفسها وبطعم ولون مختلف أهلتها لتكون من ثوار الغناء والتجديد فى الأغنية المصرية.
مريم .. المختلفة
بثقة وهدوء، بإيمان ورغبة لا ينتهيان تسير مريم صالح نحو الهدف، تشعل حرائق فى التجارب، ولا تبالى، تتقمص أحيانا دور المنقذ وأحيانا تغرق وهى تبتسم فى بحور التجربة، لا تهتم كثيرا بالرائج ولا يعنيها الجملة المطاطة المخادعة «ما تطلبه الجماهير» تشعر فى غيابها أنها موجودة وتشعر فى وجودها بطمأنينة وحب، مريم مطربة من بيت فنى أسست وشاركت مع العديد من الفرق الموسيقية فغنّت أغاني السمسمية وكانت من أهم من غنوا أغاني الشيخ إمام حتى أسست فرقة «بركة» بمزيجها المميز بين صوت مريم الشرقي وموسيقى الروك.. تربت مريم فنياً على يد والدها المخرج والمؤلف المسرحي صالح سعد والشيخ أمام، مغنّي المقاومة المصرية.
بدأت الغناء والتمثيل منذ السابعة وعملت في العديد من المسرحيات والأفلام مثل عين شمس وبالألوان الطبيعية وحدوته من صاج و آخر أيام المدينة، قدمت أول ألبوماتها الغنائية بمساعدة زوجها الموسيقى تامر أبو غزالة « مش بغنى » عام 2012 ومن وقتها شكلا ثنائيا مهما وقدما معا ألبوم «حلاويلا» عام 2015 وأخيرا ألبوم « الإختفاء » فى نهاية 2017 ، ومن الوهلة الأولى تشعر أنك أمام تجربة مختلفة ومتكاملة ومشروع غنائى محدد ومتكامل الملامح، تختار كلمات أغانيها بعناية وبخبرة كبيرة، ربما تجد فى مفرداتها غرابة وربما تراها غريبة لكن فى النهاية سوف تشعر بطزاجة وجرأة لا حدود لها.
أما الموسيقى فهى مزيج من الصوفية والحداثة والكانترى والميتال ولا تشبه أحد، رفاق الرحلة مع مريم صالح وتامر أبو غزالة، الشعراء ميدو زهير ومصطفى إبراهيم وموريس لوقا وغيرهم.
مريم صالح لها تجارب مشتركة أيضا فى مشوارها مع فرق أجنبية وعالمية كثيرة ومع نجوم أغنية بديلة فى دول كثيرة منهم فرقة «الروك» السويدية، كراش نومادا ودينا الوديدى وغيرهم.
فيروز.. قبل الأوان
«قبل الأوان» أغنية فيلم أسرار البنات للمخرج مجدى أحمد على عام 2001 كانت بصوت لمطربة بحث عنها كثيرون، كانت مفاجأة طيبة فى الفيلم، شجن الصوت وقوته وتأثيره كان دافعا للبحث عن صاحبته، كان الصوت لفيروز كراوية.. مطربة شابة من بورسعيد المدينة المصرية الساحلية التى قدمت عشرات من المواهب.. من مواليد 1980، أحبت الفن من والدها الذى أحب عظيمة الغناء فيروز فقرر ان يسمى ابنته تيمنا بها، نشأت فيروز الصغيرة فى هذه الأجواء وعرفت الموسيقى مبكرا وعرفت الغناء فى سن الثامنة ودرست العزف مبكرا ايضا.
استمرت فى اتجاه رغبتها فى تقديم أعمال فنية مختلفة، اتمت دراستها فى كلية الطب ولكن الحلم الفنى كان يراودها أكثر، درست الإخراج المسرحى وشاركت فى عديد من الأعمال المسرحية كمخرج للتيمات الموسيقية.. كانت ترى أن الشغف الحقيقى فى الموسيقى وبعد ظهور صوتها لأول مرة فى فيلم اسرار البنات ظهرت فى حفل غنائى عام 2006 بصحبة الشاعر الشاب أحمد الحداد، والذى لعب دورا كبيرا فى مسيرتها عندما تعرفت من خلاله على عدد من الشعراء الذين تعاونت معهم، فيما بعد وكونت معهم فرقة غنائية قدمت أساليب غنائية وموسيقية مختلفة شكلا وموضوعا حتى أصدرت أول ألبوماتها «برة منى» عام 2012 وحمل مشروعها الغنائى والذى لاقى قبولا كبيرا عند طرح الألبوم.. فيروز رغم ثقل حركة انتقالها من عمل إلى آخر إلا أنها كانت دائما منذ البداية وحتى الآن تملك مشروعا حقيقيا ربما تأثر بكل العوائق التى يمر بها أصحاب المشاريع الفنية، لكنها دائما وأبدا تسعى للتواجد حتى لو بإطلالة كل فترة عن طريق اليوتيوب وقناتها عليه أو من خلال تواجدها فى الحفلات.. فيروز تجربة نضجت قبل الأوان واستمرت وتستحق ان تعرفها وتدعمها.
يسرا المغنى
يمكن أن ترى الجرأة فى ظهورها وهى تحمل أكورديون وتقف بين العازفين وهى تحتضن آلاتها الأكثر وزنا منها لكن الجرأة الحقيقية هى أن تتمرد على المألوف شكلا وموضوعا، ولهذا فيسرا الهوارى جريئة، مغامرة، موهوبة وموهبتها متكاملة، يسرا نموذج حقيقي للفنان الذى يملك مشروعا وهدفا حقيقيا، عازفة أكورديون وملحنة ومؤلفة أغانى ومطربة، تفعل وتؤمن بما تحبه وتجيده.. لهذا فقد استطاعت فى فترة وجيزة أن تجد لنفسها خطا مختلفا بين نجوم اغانى الأندرجراوند.. خطا قريب من القلب والروح.
الصوت الناعم والروح الفضفاضة، الأصابع التى تعزف على الأكورديون تلمس أوتار القلوب.. يسرا الهوارى التى بدات حياتها الغنائية قبل ثورة يناير لكنها عرفت طريقها مع الثورة، يسرا من مواليد 1983 تربت بالكويت قبل أن تعود للقاهرة وتدرس فنون جميلة، ودرست نظريات الموسيقى والموسيقى الكلاسيكية على البيانو انضمّت لفرقة الطمي المسرحية كممثلة ومغنية في ٢٠٠٧ مع المخرج والمسرحى سلام يسرى، والذى وضعها على بداية الطريق وبدأت حياتها معه فى عرض بعنوان «الطمى واحد والشجر ألوان»، وهناك تعلمت مواجهة الجماهير والوقوف على المسرح لكنها دائما كان لديها شغف الموسيقى خاصة وأنها تجيد العزف على آلة الأوكارديون وبالفعل عندما بدأ سلام مشروع كورل عملت فيه يسرا منذ تأسيسه في ٢٠١٠ وقدمت أغنيات من ألحانها، لكن صيتها ذاع أكثر وانتشرت أكثر بعد ثورة يناير عندما قدمت أغنيات أتوبيس والسور، وهى الأغنيات التى نقلتها الى عالم مختلف، وعرفتها لجمهور أوسع من ذلك الذى كان لا يتجاوز الألف فرد فى حفلاتها ضمن مشروع كورال أو على مسرح الجنينة ضمن حفلات كومبو أو غيرها، السور اتفتح واستطاعت يسرا أن تذهب إلى مكان آخر، وبالفعل شاركت فى عديد من الحفلات فى مصر وخارجها فى لبنان وفرنسا والبرازيل، وغيرها واستطاعت أن تصل بمشروعها إلى مكان تحبه أو هكذا ظن من يتابعها، لكنها اختفت فجاة وابتعدت قليلا لأنها أرادت أن تدرس وتتعلم أكثر عن تلك الألة التى عشقتها.
بالفعل درست لمدة عامين فى معهد متخصص بفرنسا وعادت أكثر احترافية وثقة فى مشروعها الفنى واستطاعت أن تستكمل الطريق حتى قدمت أول ألبوماتها «نقوم ناسيين» من انتاجها بالتعاون مع الصندوق العربى للتنمية، وبدعم من الجماهير التى تبرعت لإنتاج الألبوم بنظام التمويل الجماعى تلك الفكرة التى انتشرت فى لبنان وحققت غايتها مع يسرا التى كانت تطبع كوبونات لجماهيرها التى اشترتها مقابل الحصول على الألبوم، وبالفعل تحقق ليسرا وعشاقها ما أرادوا وخرج «نقوم ناسيين» للنور بـ11 أغنية من ألحانها.
الألبوم حظى بقبول كبير وبترحاب واسع من عشاق يسرا التى تذهب بعيدا فى أغنياتها محطمة عديد من التابوهات فى أغنياتها برقة ونعومة ودون افتعال.. يسرا مازالت ترى أن الجمال موجود فى عالم قبيح وما زالت تحاول أن تثبت نظرياتها عن الملل والبهجة فى حياتنا الاجتماعية اليومية.. يسرا تستحق أن نراها كما تريد وندعمها.
علي.. الصناعة الثقيلة
ينتمى على الهلباوى إلى مدرسة مختلفة، صناعة ثقيلة، هو مزيج من أثر المحبين وحداثة المغامرين، ولد فى بيت تفوح منه رائحة النغم، تعلم أبجديات الموسيقى قبل أن يتعلم حروف الكلام، والده هو المنشد الكبير الشيخ محمد الهلباوى الذى كان يحتضن موهبته منذ البداية، لكن الفتى أراد أن يخرج من القفص الذهبي محلقا الى فضاء أوسع.. قرر فى سن السابعة عشر أن يلتحق بوالده وفرقته كمطرب لكنه شعر أن هناك شيئا ما ينقصه، أشعر أن بداخله روحا مختلفة، روحا تتجاوز الإنشاد ولا تبعد كثيرا عنه، كان يحلم بمعادلة مختلفة ما بين الصوفية وموسيقاها والحداثة وتطوراتها، هذا القالب الذى كان بعيد المنال عن أى من أنصار الفريقين، لكنه كان عنيدا ومصرا على أن يصل لغايته، فخرج من بوتقة الإنشاد وفرقة والده وذهب بعيدا محلقا بتوليفته الخاصة وخرج للنور ألبومه الأول يحمل الكثير من التطلعات والشغف، مستغلا النجاح المدوى لأغنية مرسال لحبيبتى التى جاءت فى فيلم ميكروفون الفيلم الفريد الذى قدم عددا كبيرا من مبدعى الأغنية البديلة، مرسال علي وصل ليس فقط لحبيبته ولكن للجميع، الآن نحن أمام شخصية فريدة متفردة تمزج الروح الصوفية بالأحلام العصرية، نجح علي وفتحت له الأبواب واستمر، وما زال يبدع ويخوض تجارب ملهمة وحقيقية ومشاريع مختلفة شكلا وموضوعا حتى أنك لم تعد تحسبه على أى اتجاه وهو ما يحسب له.. علي الهلباوى يستحق أن يتبوأ مكانة أهم ودعم أهم.
ياسمين.. بنت الأوبرا
هناك نظرة سطحية لمغنيين الأوبرا للأسف الشديد ساهم فيها الإعلام بشكل أو بآخر.. هذه النظرة أبعدتهم كثيرا عن الجماهير لأسباب مختلفة لكن الفتاة الصغيرة ياسمين علي كان لها رأيا آخر.. هى صحيح ابنة الأوبرا التى تربت فى أحضان الأوبرا منذ أن كانت فى الثامنة من عمرها وفازت بجوائز عديدة منها بداية من سن العاشرة لكنها استطاعت أن تغير الفكرة السائدة وتنطلق إلى ما هو أبعد.. عرفت معطيات العصر وبدأت فى تقديم أعمال مصورة على اليوتيوب، ولم تيأس وكان لديها اصرارا أن تصل إلى جمهور أكبر من هؤلاء الذين يذهبون الى المكان الفخم.
كانت تريد أن تصل الى الجميع، وتحقق لها ما أرادت بفضل سلامة موهبتها وأصالتها.. أبهرت الجميع بصوت عذب وروح عصرية وشفافة وفتحت لها أبواب الدراما واكتشفت فيها مواهب جديدة، ومازالت ياسمين تصر على حصد الجوائز والانتشار الذى تستحقه، أرادت أن تقابل ناس مختلفة، ففتحت لها أبواب مسارح روسيا ولبنان والكويت والبحرين وتونس وغيرها، وحققت أغنيتها على اليوتيوب المعنونة بنفس الاسم «تقابل ناس» انتشارا واسعا تستحقه.
منة .. فتاة الإعلان
صوتها فى إعلان تليفزيونى جواز مرورها، إعلان عن وجود صوت مختلف، صوت حر، نقى، لا يشبه أحد.. بسيط بساطة الماء وعميق بعمق الصحراء.. منة التى درست الجرافيك كانت تهوى الغناء، وكان لديها مشروعا فنيا وجدت ضالتها فيه فى فرقة «قص ولزق» التى قدمت معهم عديد من الأعمال المختلفة والمتميزة إلى أن قدمت أغنيتها «الغجرية» التى نقلتها نقلة مختلفة شكلا وموضوعا ورشحت من خلالها لجوائز عالمية كثيرة منها هوليوود ميوزيك، منة تحظى بحضور ومشروع مختلف ساهم فيه بالتأكيد تعاونها مع زوجها الموسيقى المهم أمير هداية وحفلاتها فى الأماكن الشبابية التى تدعم الغناء المستقل المختلف دائما ما تشهد إقبالا كبيرا، وتجربتها بالفعل تستحق أن تكون تحت الأضواء أكثر.
مي.. مطربة التفاؤل
نموذج مختلف ومثير.. مطربة بإيقاع مغاير ونمط حياة مزدحم بالأفكار والتحديات، مى عبد العزيز خريجة الجامعة الأمريكية التى درست الإعلام، الناشطة الاجتماعية التى يصفها جمهورها بسفيرة الإنسانية لكثرة ترحالها إلى الدول الإفريقية وانغماسها فى مساعدة الأطفال هناك، تملك روحا فضفاضة أساسها التفاؤل وهو ما يظهر جليا فى كثير من أعمالها، مى المولودة عام 1987 تغنى بلغات عدة وتساهم دائما فى مشاريع التطور الغنائى وهى جزء منه، مى صاحبة مشروع البهجة والتحدى فى الأغنية البديلة ترفض دائما الاستسلام لواقع غنائى مثير للشفقة وتحاول، ومازالت بطرح أغنيات منفصلة كل فترة والاشتراك فى حفلات كل فترة ودعمها على مواصلة حلمها وطريقها مشروع ومهم.
شيرين .. اللحن والكتابة
بنفس الروح التى تكتب بها كتابات نقدية عن الموسيقى والحياة تغنى شيرين عبده، بنفس العمق الذى تلمسه فى كتاباتها تشدو بصوت ملهم أخاذ، شيرين تملك كثيرا من الحقائق المهمة حول ماهيتها وطموحها وامكانياتها، لا شكل يمكن ان يقف حائلا امام موهبتها، لا جسد ممتلئ، فقط دماغ ممتلئة بالأفكار حول الموسيقى والغناء، فى مرحلة مبكرة عرفت طريقها، النغم كان هدفها، ذائقة مختلفة ومشروع قادها فى سن الخامسة والعشرين الى واحد من أرباب الموسيقى والتغيير فى العالم العربى هو زياد الرحبانى ومن قبله عملت مع فتحى سلامة وكلاهما كان له تأثيره المباشر عليها، ولكنها دائما وأبدا كانت خارج الأطر .. دائما وأبدا كان لديها شيء ما يبحث عن انطلاقة فكان لها ما أرادت بجمع الفلكلور بشكل عصرى مخالف ومغاير يتماشي مع حريتها التى تراها لا حدود لها فلحنت الكثير من الأعمال الفردية، وانغمست فى تحويل أجزاء من الفلكلور والهم اليومى إلى أغان طازجة.. تجربة شيرين عبده سواء فى الكتابة النقدية أو الصحفية أو فى الغناء تستحق أن تقف أمامها كثيرا.
آخر عناقيد الحجار
يبدو الأمر فى غاية الصعوبة لمطرب شاب من عائلة راسخة وجذورها ممتدة فى الأرض، شامخة وعالية، الفتى الشاب لم يتبرأ من عائلته وفى نفس الوقت لم يتكأ عليها كثيرا، أحمد على الحجار كما يقولون فخامة الاسم تكفى لكنه لم يكتف.. قرر أن يخرج إلى عوالم أخرى، فهم الأب الفنان الكبير على الحجار نظرية الاختلاف وشجعه فسافر إلى دراسة الموسيقى فى الولايات المتحدة ونجح أحمد الشاب الصغير فى أن يضع اسمه بكل فخر الى جوار هذه العائلة ليس كفرد منها ولكن إضافة حقيقية لهذه العائلة، أحمد قدم نماذجا مختلفة ومهمة فى الأغنية وطرح ألبومه الأول «سينجلات» ولقى قبولا كبيرا لمزجه المرهف بين الأصالة والمعاصرة.. أحمد على الحجار نموذج مهم ومختلف يجب الانتباه له جيدا.
نسمة.. صوت المسرح
صوت بعرض المسرح وعراقته، صوت بمحبة التجريب وخواطر الاختلاف، نسمة محجوب العابرة للقلوب من طلتها الأولى وفى كل ظهور تثبت أن مصر ولادة وأن الأرض الطيبة ما زالت تحمل عديد من المفاجآت السارة.. عرف الجمهور نسمة محجوب من خلال برنامج اكتشاف المواهب ستار أكاديمي لكن ولعها الفنى بدأ مبكرا فهى ابنة المخرج علاء محجوب الذى قدم عديد من البرامج والإعلانات وثلاث أفلام سينمائية، تربت فى محيط فنى لكن المسرح الذى درسته فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة كان له مكانة خاصة لديها، فقررت تحويل البؤساء الى نسخة مصرية خالصة مغناة وطافت بها العديد من مسارح العالم.. نسمة التى تملك وعيا كبيرا يمكن أن تجدها فى كل الظروف ولا يمكن تصنيفها على الاطلاق وربما هذا ما يميزها اكثر واكثر.. تجربة نسمة القصيرة شاهد حقيقى على أن الفن الجيد يمكن أن يطرد عملات الفن غير الجيد.
نوران إلى فيروز
رغم قِصر تجربتها إلا أنك لا تملك إلا أن تحترم رغبتها ومشروعها وطموحها، المحامية التى وقفت أمام الأمم المتحدة، تتحدث هى فى الأصل عصفور كناريا يصدح بعنفوان ورقة فى آن واحد، المطربة الشابة نوران أبو طالب التى قررت أن تكون فيروز المطربة اللبنانية والقامة الكبيرة مشروعها الخاص، وقدمت بأسلوبها الخاص تجارب إعادة الغناء الى فيروز بما تحمله من محبة وتأثير لمطربة كبيرة لم تكتف بهذا الدور الذى كانت ممتنة له إذ إنه كان جواز مرورها للجماهير، وقدمت تجارب أخرى ناجحة ومازالت تسعى خلف حلمها بغناء مصرى جاد ومختلف.. نوران لفتت الانتباه بغنائها مع المطرب الكبير محمد منير وأكدت على أحقيتها فى الوقوف بجانب الكبار.
فرق
الأجواء المصرية دائما مهيأة للتجارب المهمة والملهمة والفرق الغنائية والأغان المختلفة لم تختف فى زحام المهرجانات وغيرها فمازال أمير عيد وفرقة كايروكى يمتعوننا، ومازال هانى الدقاق وفرقة مسار إجبارى يقدمون الجديد كل يوم، ومازالت لوكا وفرقة الدعسوقة تخوض التجريب بما تعنيه الكلمة، ومازالت ماسكارا تجذب الجماهير.. كل هذه الفرق وغيرها نجحت فى أن تلفت الانتباه وتغير من مفاهيم كثيرة ومازالت فى حاجة إلى دعم وتشجيع، فربما فيها الخلاص من كل الزحام والصخب الموجود على الساحة الغنائية.