هدوء في هولندا رغم تشديد الإجراءات لمواجهة كورونا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ساد الهدوء في هولندا مساء الجمعة 26 نوفمبر، خلافًا لما كان متوقعًا، إذ لم تشهد البلاد احتجاجات عنيفة رغم إعلان الحكومة الهولندية تعزيز القيود الصحية المفروضة لمكافحة تفشي الإصابات بكوفيد-19.

وقال رئيس الوزراء مارك روتي خلال مؤتمر صحفي في لاهاي "اعتبارًا من الأحد 28 نوفمبر، سيتم مبدئيًا إغلاق كل شيء في هولندا بين الساعة 17,00 و05,00"، باستثناء المتاجر الأساسية.

وستبقى المدارس مفتوحة رغم أن الزيادة الكبرى في الإصابات سُجّلت بين الأطفال، وسيتعين على الطلاب الذين تبلغ أعمارهم 10 أعوام وما فوق وضع كمامات في الأروقة، ولكن ليس داخل الفصول الدراسية، وفقا للحكومة.

وستستمر الحانات والمطاعم في العمل حتى الساعة 17,00. وسيضطر زبائنها إلى وضع كمامات، كما يجب أن تكون الطاولات على مسافة 1,5 متر على الأقل من بعضها البعض، ما سيعني تقليص عدد من يرتادون هذه الأماكن.

اقرأ أيضًا: التجارة العالمية تلغي مؤتمرها الـ12 لأجل غير مسمي بسبب المتحور «أوميكرون»

وقال رئيس الحكومة "علينا أن نكون واقعيين، الأرقام اليومية ما زالت مرتفعة جدا"، مشيرا إلى أنه يشعر بأنه "المسؤول" عن الوضع. واضاف "يجب أن نعمل بشكل أفضل".

وسجلت السلطات الهولندية 21 ألفا و350 إصابة جديدة الجمعة، أي أقل بقليل من المتوسط البالغ 22 ألفا و258 حالة على مدى الأيام السبعة الماضية، وهي أرقام مرتفعة جدًا بالنسبة إلى بلد يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة.

قال وزير الصحة الهولندي هوغو دو جونغ إنّ المستشفيات ستُلغي عمليّات مخططا لها لتوفير أسرّة مع وصول الإصابات بكوفيد إلى مستويات قياسية رغم ان حوالي 85% من البالغين الهولنديين تم تطعيمهم ورغم القيود التي فرضت في الآونة الاخيرة.

"جسدي خياري"

شكل الهدوء الأمني النبأ السارّ الوحيد الجمعة 26 نوفمبر، بعد أربع ليال من التوتر الشديد في مدن مختلفة خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك روتردام ولاهاي. وبينما كان متوقعا حصول اشتباكات بعد فرض هذه القيود الجديدة، مضت ليلة الجمعة بهدوء.

في العاصمة، تجمّع حوالي خمسين شخصًا في الحيّ الإداري حيث كان رئيس الوزراء يُلقي خطابه، وراحوا يطلقون الصفارات ويقرعون على الأواني ويطلقون أبواقا عبر مكبرات الصوت.

لكنّ التظاهرة التي طوّقتها قوة كبيرة من الشرطة لم تشهد أعمال عنف، وأعلنت الشرطة في لاهاي اعتقال أشخاص عدة على خلفية حيازة ألعاب نارية وعدم إبراز بطاقات هوية.

وقال ديفيد المتظاهر الذي كان يرتدي قميصا كتب عليه "الأقنعة تسبب أضرارا" لوالة فرانس برس إن "السلطات تسير في الاتجاه الخاطئ. إنها تستخدم فيروسا غير خطير، إنفلونزا من أجل +إعادة ضبط كبرى+".

من جهتها، رأت بابس التظاهرة التي رفعت لافتة كتب عليها "كفى كذبا" أنه "فيروس يجب أن نتعلم كيف نعيش معه في المجتمع بدلاً من التغلب عليه لأننا لا نستطيع القيام بذلك".

وديفيد وبابس بيرفضان التطعيم. وقالت "إنه جسدي، إنه خياري".

وأعادت هولندا فرض حجر جزئي في 13 نوفمبر مع سلسلة من القيود الصحية التي تؤثر بشكل خاص على قطاع المطاعم التي فرض عليها الإغلاق عند الساعة 20,00.

ومنعت التظاهرات العامة بينما تجري مباريات كرة القدم بلا جمهور.

وتنوي الحكومة أيضا لحظر دخول الذين لم يتلقوا لقاحات إلى أماكن محددة بما فيها الحانات والمطاعم.

وشهد المؤتمران الصحافيان الأخيران لرئيس الوزراء المخصصان للوباء اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين خارج الوزارات في لاهاي.

وسادت حالة من الفلتان خلال تظاهرة مناهضة لفرض قيود دعي إليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في روتردام حيث أضرمت النيران في سيارات ورشق ضباط الشرطة بالحجارة واستهدفوا بألعاب لنارية من قبل مئات الشباب الملثمين.

وامتدت الاضطرابات بعد ذلك إلى مدن هولندية أخرى.

واعتقل 173 شخصًا في جميع أنحاء البلاد منذ يوم الجمعة.