لقاحات كورونا فى متاهة الشائعات.. ومخاوف من انتشار سلالات جديدة للفيروس

اللقاح مقابل الحفــــــــاظ عــــلى الــــوظائــــف
اللقاح مقابل الحفــــــــاظ عــــلى الــــوظائــــف

دينا‭ ‬توفيق

عامان‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬أول‭ ‬إصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كوفيد-19‭ ‬فى‭ ‬ووهان‭ ‬الصينية‭.. ‬تألم‭ ‬العالم‭ ‬ومازال‭ ‬يئن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬فقد‭ ‬للأرواح‭.. ‬ذعر‭ ‬وقلق‭ ‬مع‭ ‬انتظار‭ ‬الحصاد‭ ‬اليومى‭ ‬لبورصة‭ ‬البشر‭ ‬بصعود‭ ‬مؤشرات‭ ‬الوفيات‭ ‬والإصابات‭.. ‬محاولات‭ ‬إنقاذ‭ ‬مستمرة‭ ‬وحرب‭ ‬يخوضها‭ ‬الأطباء‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬أشبه‭ ‬بالشبح‭ ‬ولكنها‭ ‬جميعا‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬تجارب‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬وباء‭ ‬ووصف‭ ‬بـالمستجد‭.. ‬غموض‭ ‬يكتنف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجائحة،‭ ‬نشأة‭ ‬الفيروس‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬جاء‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وقرارات‭ ‬الإغلاق‭ ‬وحقيقة‭ ‬اللقاحات‭ ‬وتوسيع‭ ‬عملية‭ ‬التلقيح‭ ‬حتى‭ ‬دخلت‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬المنافسة‭ ‬وجنى‭ ‬الأرباح‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬فرض‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬لقاحات‭ ‬معينة‭ ‬لدخول‭ ‬أراضيها‭..  ‬عامان‭ ‬وعلامات‭ ‬استفهام‭ ‬لازال‭ ‬العالم‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬إجاباتها‭!‬

 

منذ‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية،‭ ‬زعمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬مثل‭ ‬فرنسا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬المبكر‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬فعّال،‭ ‬نظرًا‭ ‬لكونه‭ ‬فيروس‭ ‬جديدا،‭ ‬لقد‭ ‬فرضت‭ ‬قيودًا‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الحريات،‭ ‬ولا‭ ‬مفر‭ ‬سوى‭ ‬الدفع‭ ‬باللقاحات‭ ‬التى‭ ‬كما‭ ‬وعدت‭ ‬بأنها‭ ‬ستحقق‭ ‬مناعة‭ ‬جماعية‭ ‬وإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬وبالتحديد‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬عملية‭ ‬التلقيح‭ ‬بالجرعة‭ ‬الثالثة‭ ‬المعززة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬أخذ‭ ‬فى‭ ‬الانتشار؛‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬النمسا‭ ‬أول‭ ‬ديمقراطية‭ ‬غربية‭ ‬تعلن‭ ‬فرض‭ ‬اللقاح‭ ‬لجميع‭ ‬السكان‭ ‬البالغين‭. ‬وفى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أثيرت‭ ‬مشاحنات‭ ‬سياسية‭ ‬وقانونية‭ ‬واجتماعية‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الولايات‭ ‬ضد‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية،‭ ‬والحكومات‭ ‬المحلية‭ ‬ضد‭ ‬ولاياتها،‭ ‬والموظفين‭ ‬ضد‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬وخلافات‭ ‬وانقسام‭ ‬أسري‭. ‬قال‭ ‬محامو‭ ‬الولايات‭ ‬إن‭ ‬المتطلبات‭ ‬تشكل‭ ‬تجاوزًا‭ ‬فيدراليًا‭ ‬وتجبر‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬سبل‭ ‬عيشهم‭ ‬والاستقلالية‭ ‬الطبية‭.‬

ووفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬اوواشنطن‭ ‬بوستب‭ ‬الأمريكية،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬والديه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬زوجته‭ ‬وأطفاله‭ ‬خوفًا‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قرر‭ ‬عدم‭ ‬أخذ‭ ‬اللقاح،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬عاد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬خبر‭ ‬وفاة‭ ‬أحدهم؛‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬الانقسام‭ ‬واضحا‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬ومن‭ ‬يخالف‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭. ‬وبموجب‭ ‬أمر‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬بايدن،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬يناير،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطعيم‭ ‬حوالى‭ ‬84‭ ‬مليون‭ ‬أمريكى‭ ‬يعملون‭ ‬فى‭ ‬شركات‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬100‭ ‬موظف‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ضد‭ ‬الفيروس‭ ‬أو‭ ‬الخضوع‭ ‬للفحص‭ ‬الدوري‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭ ‬بوزارة‭ ‬العمل‭ ‬الأمريكية‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬أوقفت‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬جلسة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬القادمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬فرض‭ ‬اللقاح‭ ‬أصبحت‭ ‬قضية‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭. ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬تزداد‭ ‬نسبة‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬اللقاح‭ ‬وتفكر‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬أفضل‭ ‬الطرق‭ ‬لمواجهة‭ ‬الوباء‭.‬

أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬توجه‭ ‬نحو‭ ‬مسئولى‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬وتكوينهم‭ ‬شبكة‭ ‬لنشر‭ ‬المعلومات‭ ‬التى‭ ‬يريدونها‭ ‬لإنجاح‭ ‬سياستهم‭ ‬ومخططا‭ ‬رغبوا‭ ‬فى‭ ‬تمريره‭. ‬إخفاء‭ ‬الحقائق‭ ‬والتصدى‭ ‬للمعلومات‭ ‬المعرقلة‭ ‬لتنفيذه‭ ‬كان‭ ‬هدفهم‭ ‬الأساسى‭ ‬طيلة‭ ‬الوقت‭ ‬مع‭ ‬إبراز‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬الحقيقة،‭ ‬والإنصات‭ ‬لهم‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬الوباء‭.. ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التضليل‭ ‬طالما‭ ‬يخدم‭ ‬أغراضهم،‭ ‬وعندما‭ ‬يكشف‭ ‬خداعهم‭ ‬وتظهر‭ ‬أكاذيبهم‭ ‬يتراجعون‭ ‬عما‭ ‬فعلوا‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭.. ‬كان‭ ‬المستشار‭ ‬الصحى‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬اأنتونى‭ ‬فاوتشيب‭ ‬ومدير‭ ‬المعهد‭ ‬الوطنى‭ ‬الأمريكى‭ ‬للحساسية‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية،‭ ‬مدافعًا‭ ‬قويًا‭ ‬عن‭ ‬نظرية‭ ‬الأصل‭ ‬الطبيعى‭ ‬لفيروس‭ ‬منذ‭ ‬ظهوره،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تحول‭ ‬وتخبط‭ ‬بموقفه‭ ‬بعدما‭ ‬أعلن‭ ‬عدم‭ ‬اقتناعه‭ ‬بأن‭ ‬الفيروس‭ ‬أتى‭ ‬من‭ ‬الطبيعة،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مفتوح‭ ‬فى‭ ‬أصل‭ ‬الفيروس‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الصين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ينفى‭ ‬إمكانية‭ ‬تخليق‭ ‬الفيروس‭ ‬مخبريًا،‭ ‬حتى‭ ‬دائمًا‭ ‬كان‭ ‬يجد‭ ‬مناصرة‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتصريحاته‭ ‬لشبكة‭ ‬افوكس‭ ‬نيوزب‭ ‬الإخبارية‭ ‬الأمريكية‭.‬

لكن‭ ‬فشل‭ ‬ما‭ ‬يســــمى‭ ‬بـاالاستراتيجية‭ ‬الصحيةب‭ ‬لمدة‭ ‬18‭ ‬شهرًا‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الوعود‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتحقق‭ ‬وكذلك‭ ‬كثرة‭ ‬الأخبار‭ ‬وعدم‭ ‬نفيها‭ ‬وسياسة‭ ‬الحذف‭ ‬والحجب‭ ‬التى‭ ‬مارستها‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعى‭ ‬دفعت‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬وفقدان‭ ‬الثقة‭. ‬ومثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬مركز‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬كان‭ ‬الوكالة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬التى‭ ‬يحترمها‭ ‬الجميع،‭ ‬الآن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬التدقيق‭ ‬فيما‭ ‬يتم‭ ‬التصريح‭ ‬به؛‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬حملات‭ ‬التلقيح‭ ‬أظهرت‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬اللقاحات‭ ‬التى‭ ‬طورتها‭ ‬شركاتهم‭ ‬التى‭ ‬تجنى‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬افورين‭ ‬أفيرزب‭ ‬الأمريكية‭. ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬كان‭ ‬للقاحات‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬منذ‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة؛‭ ‬فالدولة‭ ‬التى‭ ‬يمكنها‭ ‬تصنيعها‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬تجنى‭ ‬عائدًا‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭. ‬واليوم،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تتحرك‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬نحو‭ ‬ترسيخ‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬اشى‭ ‬جين‭ ‬بينجب،‭ ‬الذى‭ ‬أعلن‭ ‬فى‭ ‬مايو‭ ‬2020‭ ‬أن‭ ‬اللقاحات‭ ‬الصينية‭ ‬الصنع‭ ‬ستصبح‭ ‬امنفعة‭ ‬عامة‭ ‬عالميةب‭. ‬فيما‭ ‬اعتمدت‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬تعاقدات‭ ‬سرية‭ ‬مع‭ ‬مصنعى‭ ‬اللقاحات،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمدت‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬التى‭ ‬يمنحها‭ ‬قانون‭ ‬الإنتاج‭ ‬الدفاعى‭ ‬لفرض‭ ‬حظر‭ ‬فعلى‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬اللقاح‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقرر‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬فى‭ ‬مايو‭ ‬الماضى‭ ‬إرسال‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬جرعة‭ ‬لقاح‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬كوفيد-19‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭.‬

 

كما‭ ‬دخلت‭ ‬شركة‭ ‬منتجة‭ ‬للقاحات‭ ‬مثل‭ ‬اموديرناب‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تصريحاتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬المعاهد‭ ‬الوطنيــة‭ ‬للصحـــة‭ ‬الأمريكيـــــة‭ ‬اNIHب،‭ ‬فــــى‭ ‬نزاع‭ ‬حول‭ ‬من‭ ‬ستئول‭ ‬له‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬المكون‭ ‬الرئيسى‭ ‬للقاح‭ ‬كوفيد-19،‭ ‬الوضع‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬منافسة‭ ‬شركات‭ ‬ولا‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالصحة‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬تداعيات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬اللقاح‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬والأرباح‭ ‬وجنى‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭. ‬الأزمة‭ ‬تعدت‭ ‬كونها‭ ‬اعترافا‭ ‬علميا؛‭ ‬فإن‭ ‬مشاركة‭ ‬المعاهد‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬براءة‭ ‬الاختراع،‭ ‬سيكون‭ ‬للحكومة‭ ‬حق‭ ‬غير‭ ‬مقيد‭ ‬فى‭ ‬منح‭ ‬ترخيص‭ ‬لقاح‭ ‬موديرنا‭ ‬لمصنعين‭ ‬آخرين،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يوسع‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬ويجلب‭ ‬للحكومة‭ ‬إيرادات‭ ‬بملايين‭ ‬الدولارات‭. ‬وفقًا‭ ‬لشبكة‭ ‬اCBS‭ ‬ الإخبارية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬قالت‭ ‬المعاهد‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬إنها‭ ‬تسعى‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬العالمى‭ ‬للجرعات‭. ‬فيما‭ ‬قالت‭ ‬قالت‭ ‬شركة‭ ‬تصنيع‭ ‬اللقاح‭ ‬إنها‭ ‬تعرض‭ ‬مشاركة‭ ‬ملكية‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬لقاح‭ ‬كوفيد-19‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وستسمح‭ ‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬بترخيص‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذى‭ ‬تراه‭ ‬مناسبًا‭. ‬قدر‭ ‬مكتب‭ ‬المساءلة‭ ‬الحكومية‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أن‭ ‬المعاهد‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬االإتاواتب‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬براءات‭ ‬الاختراع‭ ‬للأدوية‭ ‬المعتمدة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬FDA.‭.‬

ومع‭ ‬تصارع‭ ‬مسئولى‭ ‬الصحة‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الأرباح‭ ‬وإلى‭ ‬من‭ ‬ستئول،‭ ‬تاركين‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬أمام‭ ‬الأخبار‭ ‬الكاذبة؛‭ ‬وفقًا‭ ‬لموقع‭ ‬اsalonب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬يقول‭ ‬منظرو‭ ‬المؤامرة‭ ‬المضادة‭ ‬للقاحات‭ ‬إنه‭ ‬يمكنك‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬اللقاحات‭ ‬باستخدام‭ ‬مادة‭ ‬االبوراكسب‭. ‬نشر‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬TikTok‭ ‬معلومات‭ ‬خاطئة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬اإزالة‭ ‬اللقاح‭ ‬من‭ ‬الجسم،‭ ‬حيث‭ ‬تدعى‭ ‬طبيبة‭ ‬العظام‭ ‬اكارى‭ ‬ماديجب،‭ ‬أنه‭ ‬يمكنك‭ ‬الاستحمام‭ ‬بصودا‭ ‬الخبز‭ ‬وملح‭ ‬إبسوم‭ ‬لإزالة‭ ‬الإشعاع‭ ‬والسموم‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬إضافة‭ ‬البوراكس‭ ‬لتخليص‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬اتقنيات‭ ‬النانوب‭. ‬يستخدم‭ ‬البوراكس‭ ‬فى‭ ‬قتل‭ ‬الحشرات‭ ‬وعلاج‭ ‬العفن‭ ‬والفطريات،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حارقًا‭ ‬وضارًا‭ ‬بالبشر‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬

 

وبالطبع،‭ ‬السؤال‭ ‬الحقيقى‭ ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬يريد‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬تم‭ ‬تلقيحه‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬اللقاح‭. ‬والجواب،‭ ‬وفقًا‭ ‬لشبكة‭ ‬NBC‭ ‬الإخبارية‭ ‬التى‭ ‬تغطى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تلقيحهم‭ ‬بعد‭ ‬قرارات‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬الإجبارية،‭ ‬ربما‭ ‬فعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬ضد‭ ‬معتقداتهم‭ ‬الأيديولوجية،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تطعيمهم‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجنب‭ ‬فقدان‭ ‬وظائفهم‭ ‬أو‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬اجتماعية‭ ‬أخرى‭. ‬

المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬الاقتراحات‭ ‬الخاصة‭ ‬بإزالة‭ ‬اللقاح‭ - ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭- ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـاالعلم‭ ‬الزائفب،‭ ‬الذى‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة.. ويجب‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬التحقيق‭ ‬فى‭ ‬تأثير‭ ‬الأخبار‭ ‬التى‭ ‬يصمون‭ ‬أذنهم‭ ‬عنها‭ ‬وتضع‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬فى‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬حول‭ ‬مصداقيتها‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الحالى‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالى‭ ‬FBI‭  ‬بإلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذى‭ ‬لشركة‭ ‬فايزر‭ ‬األبرت‭ ‬بولارب‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬ضواحى‭ ‬نيويورك‭ ‬بعد‭ ‬توجيه‭ ‬تهمة‭ ‬تضليل‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬العالمى‭ ‬حول‭ ‬الآثار‭ ‬الجانبية‭ ‬للقاح‭. ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬الأمر‭ ‬غموضًا‭ ‬ودفع‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مصداقية‭ ‬الخبر،‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬نفيه‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الأمريكية‭. ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مشاركة‭ ‬فعّالة‭ ‬وشفافية‭ ‬من‭ ‬مسئولى‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬الصراع‭ ‬عن‭ ‬جنى‭ ‬الأرباح‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العالم‭ ‬يدفع‭ ‬الثمن‭.‬