في الصميم

فقه الجواري.. ومعركة الزوجة الثانية!

جلال عارف
جلال عارف

تجديد الخطاب الديني لن يكون حقيقيا إلا بتجديد الفكر الدينى، وهو أمر يتطلب نهوضا ثقافيا حقيقيا تصل آثاره للمجتمع كله.

الضجة الأخيرة التى أثارها أحد دعاة التليفزيون بحديثه عن تعدد الزوجات يثبت ذلك. قال فضيلته إنه ليس من حق الزوجة أن تطلب الطلاق إذا أقدم زوجها على الاقتران بأخرى. ثم حكم فضيلته على الزوجة التى تطلب الطلاق بهذا السبب بأن مصيرها النار والعياذ بالله!!

رئيسة المجلس القومى للمرأة الدكتورة مايا مرسى ردت على ذلك مستشهدة بحديث فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى ينصف المرأة ويبين صحيح الدين الذى يشدد على أن مجرد الخوف من عدم تحقيق العدل يمنع المسلم شرعا من التعدد، وأن إهمال البعض لذلك أضاع حقوقا وجلب مظالم وشرد أطفالا وهدم بيوتا كانت عامرة.

القصة لا تتعلق فقط بالمرأة المصرية المكافحة، ولا بداعية يسىء لنفسه وللدين الحنيف الذى يضع المرأة فى مكانة سامية، لكنها تتعلق بالمجتمع الذى مازال يدفع الثمن الفادح لفكر متخلف سيظل يقاوم كل محاولات الإصلاح والتجديد، وسيظل يبشر بأن اجتهادات البعض التى قادت الأمة إلى عصور الظلام هى غاية المراد وآخر حدود الفكر والاجتهاد!!

المهم أن ندرك أن صلب المعركة الآن وغدا هو تجديد الفكر الدينى وليس فقط الخطاب الدينى. بدون ذلك سنرى خطابا معتدلا، ودعاة رأينا بعضهم يرتدى «الجينز» أو يدعى الحداثة، أو يطالعنا ممسكا بوردة أو بأسطوانة موسيقية، ثم إذا جد الجد حضر على الفور فقه الجوارى والإماء الذى يحتقر المرأة ولا ينصف الرجل بهذه الآراء ـ ولا نقول الفتاوى ـ التى تقول بوضوح إن المعركة هى مع هذا الفكر المتخلف حتى لو ادعى الحداثة أو ارتدى «الجينز» أو لوح بغصن زيتون أو وردة حمراء!!