رغم الظروف والمتغيرات.. «سى السيد».. مازال سيداً

سى السيد
سى السيد

هانئ مباشر

هل سقطت أسطورة "سى السيد" بقامته المديدة وشاربه الذى يقف عليه الصقر وتغيرت صفات وجينات الرجل المصرى عما كانت عليه فيما مضى؟! ولم يعد بصفاته الإيجابية وانقلبت الآية وأصبحت الكلمة العليا لـ"الست أمينة" بعدما كانت تجرى نحوه متعثرة؟ فهل هذا الكلام صحيحاً؟.. وما المستجدات التى أدت إلى ذلك؟

لقد اتسم الرجل المصرى منذ زمن الفراعنة وعبر العصور المختلفة بالشهامة والمروءة والواجب كما تدل على ذلك الرسومات والنقوش الفرعونية، أو ما تم توارثه من تاريخ متعاقب، وتم صقل تلك الصفات من خلال الحضارات والثقافات والظروف التى مرت على المصريين تاريخياً.

يقول الدكتور عماد مخيمر، أستاذ علم النفس عميد كلية آداب الزقازيق: تظهر قدرة الرجل المصرى على مواجهة التحديات والصعوبات والمشكلات عندما تتاح له الفرصة فقد ظهرت فى ثوراته المستمرة على الظلم والاستعمار وعدم العدالة كما حدث فى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وحرب أكتوبر ١٩٧٣، وثورته على الإخوان لأن مصر وسطية.. والآن الرجل المصرى فى معركة التحمل والبناء وهو يساعد الدولة على الارتقاء والتطور، وتحمل الظروف التى نشأت عن بناء الجمهورية الجديدة التى تتطلب جهود كل أفراد المجتمع.

وهناك سمات للمصرى حتى لو كان تعليمه بسيطاً أو غير متعلم وقد شاهدت ذلك داخل وخارج مصر، وهى الشعور بالعزة والكرامة والثقة لأننا بلد حضارة وتاريخ طويل، وعن العلاقات مع الآخرين فإن الصورة المأخوذة عن المصرى فى عصور سابقة ومن روايات نجيب محفوظ بأنه هو المتحكم والآمر والناهى، كانت إلى عهد قريب تدل على الضوابط التى يفرضها الأب أو الزوج على الأسرة لحمايتها..

وحاليا قد تغيرت أدوار الرجل كثيرا نظراً للظروف الحالية والتطور الحادث فى المجتمع فقد كان الأب فى بعض الأحيان سابقاً يضع الضوابط والقواعد ويتبعها الأبناء حرفيا، ولكن الآن أصبح هناك علم فى التربية هو التفاوض بين الأبناء والآباء لاتخاذ القرارات لأن الجيل الحالى لا يمكن فرض الأمور عليه بسهولة.

وكزوج فإن الرجل مازال هو المصدر الأساسى للرعاية والحماية والإنفاق، وقد تضطر الظروف الزوجة للمساهمة فى نفقات الأسرة، وبعض الأزواج فى ظل تعرض الأسرة للضغوط يقوم بأكثر من عمل، كما يساعد الزوجة فى الأعمال.. وبذلك فإن صفات الرجل المصرى قد تتغير من عصر لعصر، ولكن هناك صفات ثابتة مستمرة مثل الشجاعة والكرامة والشهامة والمروءة.

فيما تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: يسود المجتمع المصرى حالياً اتجاه جديد هو أن الرجل لا يحصل على حقه وفقد قدراً كبيراً من قوامته داخل الأسرة بسبب العديد من التشريعات الجديدة داخل المجتمع التى أعطت الكثير من الحقوق للمرأة وتغاضت عن بعض حقوق الرجل، كما أن هناك الآن الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية تطالب بحق المرأة مثل محكمة الأسرة والمجلس القومى للمرأة وغيرها، أما الرجل فلا توجد أى جهة تقف إلى جانبه، وهى أوضاع أدت إلى نوع من البلبلة داخل الأسرة وإحساس الرجل بأن وضعه فى تدهور.

والأمر فى سياقه الصحيح هو أن نبحث حال الأسرة ووضعها الآن لا أن نبحث حال وحقوق وأوضاع الرجل أو المرأة، حتى نضمن الحصول على جيل سليم وسوى نفسياً قادر على قيادة المجتمع من خلال توافق وتكامل بين الزوج والزوجة والأولاد ويجب أن يكون الرجل أساس القوامة داخل الأسرة لأنه لو كانت هناك ندية وصراع فإن الأسرة ستدفع الثمن.

تضيف: يجب أن ندعو جميعاً إلى حقوق الأسرة ونقلل من التركيز على البحث عن حقوق المرأة ككائن مظلوم أو حقوق الرجل الآن ككائن مظلوم بل نركز على حقوق الأسرة ككل والطفل داخلها حتى نضمن الحصول على جيل سليم وسوى نفسيا قادر على قيادة المجتمع.

من جانبه، يقول الدكتور أحمد عبدالغني، الأستاذ بكلية أصول الدين الأسبق: إن الوسطية والاعتدال والثقافة الإسلامية النقية تجعل الرجل والمرأة شريكين متعاونين تسود بينهما المودة والرحمة فى البيت والتعاون فى العمل، والقوامة كما أرساها القرآن قوامة مسببة وليست مطلقة للرجال على النساء، والرجل يجب أن يأخذ حقه وكذلك المرأة وفقا لما جاءت به الشرائع ووفقا لما جاءت به شريعة الإسلام الأخيرة فهو يقرر لكل ذى حق حقه ويلقى على كل ذى واجب واجبه بالعدل والقسطاس المستقيم.

أما نهاد أبوالقمصان، رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة فتقول: هناك درجة كبيرة من السطحية فى تناول القضايا والموضوعات، فالقضية الأساسية ليست قضية رجال ونساء وإنما قضية مجتمع وقضية إدارة دولة وقضية ديموقراطية وتعليم وقضية السعى لرفاهية الرجل أو المرأة.