فى الصميم

رغم التآمر والصعاب شعب ليبيا يستطيع!

جلال عارف
جلال عارف

أمام الأشقاء فى ليبيا ستة أسابيع حاسمة حتى الموعد المقرر لانطلاق عملية الانتخابات فى ٢٤ ديسمبر للرئاسة، ثم بعدها بشهر للبرلمان وللجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
 الدعم الدولى «وآخره ما شهدناه فى مؤتمر باريس» يساند بقوة الالتزام بإجراء الانتخابات فى موعدها لتكون نهاية للفترة الانتقالية وبداية لاستعادة الدولة والخروج من الأزمة التى طالت لسنوات من الفوضى والدمار. والقوى الأساسية فى الداخل تدرك أهمية تجاوز كل العقبات وصولاً إلى انتخابات تعكس إرادة شعب ليبيا فى إنهاء الأزمة والحفاظ على وحدة الدولة وتطهير أراضيها من الإرهاب الذى عصف بها ومن التدخل الأجنبى وميلشيات المرتزقة التى عاثت فى ليبيا فساداً وتدميراً وكادت تحولها إلى قاعدة أساسية لتهديد المنطقة كلها. الخلافات بين الفصائل الوطنية حول التفاصيل يمكن بالتأكيد تجاوزها إذا أخلصت النوايا وتعاون الجميع ضرورى وممكن لإجراء انتخابات يضمن المجتمع الدولى سلامتها، ويقبل الجميع بنتائجها، لتبدأ ليبيا الشقيقة فى مهام البناء الصعبة التى تحتاج لجهد الجميع. وتبقى العقبة الأخطر فى إدراك «الإخوان» المهزومين بتلافى أى فرص لهم فى ظل النظام الجديد، وفى استماتتهم من أجل تعطيل الانتخابات، وفى رهانهم على أن استمرار التواجد التركى غير الشرعى سواء بالجنود الأتراك أو آلاف المرتزقة التابعين لهم سيكون عوناً لـ «إخوان الارهاب» فى مخططاتهم. وحدة القوى الوطنية مطلوبة أكثر من أى وقت للوصول بليبيا إلى بر الأمان، ولإجراء الانتخابات فى موعدها وبالصورة التى تفرض على الجميع احترام نتائجها. والدعم الدولى مطلوب لتحقيق هذا الهدف، ولكى تبدأ تركيا سحب قواتها والمرتزقة التابعين لها وفقاً للبرنامج الذى حددته ليبيا من خلال اللجنة العسكرية المشتركة، ولتحويل الدعم الدولى الذى تمثل أخيراً فى قرارات اجتماع باريس إلى خطوات على الأرض تحمى العملية الانتخابية، وتردع الإخوان، وتغلق الباب أمام التدخل الاجنبى الذى هو بكل أشكاله عدوان يفتقد الشرعية ويستحق العقاب الدولى. ليس مطلوباً من المجتمع الدولى أن يكتفى برقابة الانتخابات. المطلوب أن يمنع كل تآمر داخلى أو خارجى لتعطيلها.