إنها مصر

الزمالك !

كرم جبر
كرم جبر

هل يعبر الزمالك مطبات النصف الثانى من نوفمبر الجارى؟، فإذا اجتازها بنجاح كتبت له السلامة، وإذا تعثر فسوف يدخل نفقاً مظلماً.
الجمعة القادمة «19 نوفمبر» الزمالك مع الإسماعيلى فى الإسماعيلية، وما أدراك ما الإسماعيلى الجريح الذى يريد مداواة جراحه بأى ثمن، وبعدها بيومين «الاثنين» مع البنك الأهلى ومدربه الرائع «خالد جلال» والأداء القوى المبهر، وبعدها بيومين «الخميس» سيراميكا بعروضه القوية.
ليس مهماً الصراع القاتل بشأن الانتخابات والتأجيلات والأسماء المرشحة فى ميت عقبة، فالزمالك فى خطر ويجب أن يكون فوق كل ذلك، والحفاظ عليه أهم من لعبة الكراسى الموسيقية.

مباريات النصف الثانى من نوفمبر الجارى تحدد مصير النادى فى مسابقة الدوري، إما الاستمرار بالروح القتالية مثل الموسم الماضي، أو الوقوع فى براثن الهزائم المتتالية مثل المواسم قبل الماضية.
الراغبون فى هدم الزمالك، ليس فى مصلحتهم ولا مصلحة أحد سقوطه، فهو الذى يعطى مذاقاً حلواً للمسابقات، ولا تحلو المنافسة إلا إذا كان الزمالك أحد أطرافها، مع كل الاحترام والتقدير لبقية الأندية، لكنه الزمالك الذى يستمد قوته من تاريخه والبطولات التى حصل عليها، ودوره فى الحفاظ على سخونة المسابقات وحيويتها واستمرارها.

ومن لا يصدق، عليه أن يتخيل الدورى بدون الزمالك، وهل يوجد من يحفز الجماهير لحساب النقطة والترتيب؟، وهو الذى جعل دورى العام الماضى ملتهباً وساخناً ومثيراً وقوياً حتى المباريات الأخيرة.
الحفاظ على الزمالك مثل الأهلى تماماً، حفاظ على الرياضة المصرية، فهما العملاقان والسيدان وصاحبا البطولات والنجوم والشعبية، وبدونهما لا مذاق لمسابقة ولا طعم لأى منافسة.

قد نعذر لاعبى الزمالك رغم الهزيمة القاسية من الأهلي، فلا يستطيع أى ناد أن يصمد وهو يتعرض لهذا الحجم الهائل من المشاكل والأزمات، ولا يوجد ناد فى مصر لم يسمح له بقيد لاعبين جدد إلا الزمالك.

ليس مهماً من يأتى رئيساً للزمالك، فبعض أبناء الزمالك ليسوا حريصين عليه، ولا يعنيهم إلا مصالحهم الشخصية، ولا أقصد شخصاً بعينه، فلا أعرف من مع من ولا من ضد من، ولا أريد «أحداً» أن يفهم أنه المقصود.

الحفاظ على الزمالك يقتضى مساندة اللاعبين، وعدم التدخل مطلقاً فى عمل المدير الفنى الكفء، لأن ما حدث فى مباراة الأهلى كان مفاجئاً، ليس للهزيمة ولكن للانهيار السريع، وهذا لا ينفى استحقاق الأهلى للفوز وتهنئته وجماهيره.