بدون تردد

الحوار الاستراتيجى «2/2»

محمد بركات
محمد بركات

فى ظل الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، الذى دار فى العاصمة الأمريكية خلال اليومين الماضيين، هناك ملاحظة جديرة بالرصد والتسجيل، وهى تأكيد الجانبين على أهمية وضرورة تعزيز ودعم الشراكة القائمة بين البلدين، لخدمة وتحقيق المصالح الاستراتيجية لكل منهما،...، فى إطار الاحترام الكامل للخصائص الاجتماعية والثقافية لكل طرف، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.

والمتابع والراصد لمسار هذه العلاقات على أرض الواقع، يجد أنها كانت دائما فى حالة متفاوتة من الصعود فى سنوات، إلى درجة كبيرة من القوة والتقارب والود، ثم الهبوط إلى درجة ليست بالقليلة من الجفاء والخلاف والتباعد فى سنوات أخرى.
واللافت للانتباه أن ذلك كان هو حال هذه العلاقات، خلال فترات حكم الرؤساء عبدالناصر ثم السادات ثم مبارك، وصولا إلى مابعد 2011 وحتى الرئيس السيسى.

وطوال هذه السنوات وبالرغم من وجود هذا التباين فى مستوى العلاقات، كانت هناك عدة حقائق موضوعية قائمة على أرض الواقع المصرى الأمريكى، واضحة وظاهرة للعيان تحدد نظرة كلا الطرفين لهذه العلاقات، فى ظل فترات الصعود ونوبات الهبوط.
الحقيقة الأولى.. هى الإدراك لدى الطرفين بأهمية وضرورة وجود علاقات قوية ومتينة بين الدولتين فى حالات الوفاق، وأيضا أهمية وضرورة الحفاظ على شعرة معاوية على الأقل، فى حالة الجفاء وضعف العلاقات.

وثانية هذه الحقائق، هى وجود رغبة مشتركة لأن تكون هذه العلاقات، معبرة فعلا وواقعا عن وجود شراكة استراتيجية حقيقية، يتطلع إليها الطرفان، تقوم على أسس صحيحة لتحقيق المصالح الاستراتيجية لكل منهما.

وثالثة هذه الحقائق، أن تكون هذه الشراكة قائمة على أساس الاحترام المتبادل بين الدولتين، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لكل منهما،...، وأن تكون هذه الشراكة تعبيرا واضحا وسليما عن التقدير الأمريكى لدور وثقل مصر الإقليمى، والتقدير المصرى لدور وثقل الولايات المتحدة كقوة عظمى فاعلة ومؤثرة.
وفى هذا الإطار، نستطيع القول بأن العلاقات المصرية الأمريكية تشهد حاليا حالة من حالات الرغبة المتبادلة لدعمها والارتقاء بها على كل المستويات، والسعى لمزيد من التنسيق والتشاور والتفاهم.