رحلة

موعدنا مع انطلاقة السياحة الثقافية

جلال دويدار
جلال دويدار

مصر على مستوى العالم تستحوذ على ثلث التراث الإنسانى العالمى. ليس هناك فى هذه الدنيا ما هو معروف فى قاراتنا ما يمكن أن أو يتساوى مع ما تملكه المحروسة من إمكانات فريدة تتسم بعدم المحدودية.. من هنا وفى كل مكان شرقا.. أو غربا.. جنوبا.. أو شمالا، ليس هناك ما ينافسها فيما أنعم الله به عليها من ثروات  إنسانية انفرادية فريدة. كل هذا تعاظم بانفرادها بذكر الله لها عدة مرات فى كتبه السماوية. ليس من تفسير لذلك  سوى أنها أرض مقدسة تنعم بمباركته.

●●●

اتصالا فإنه ليس تجاوزا بأى حال النظر إليها والتعامل معها باعتبارها بداية التاريخ التراثى الإنسانى. من هذا المنطلق قادت  الإبداع فى مجالات الحياة التى أسست لما ساد ويسود الدنيا من متغيرات فى مختلف الأنشطة الحياتية.  

كان من الطبيعى أن يسخر المولى هذا الثراء الإلهى الإنسانى لهدف توفير سبل الدعم والمساندة لإرساء الحياة الكريمة الوافرة لكل من يعيش على أرضها.
أذكر بهذه المناسبة القول الحكمة لأحد أهم أبناء مصر المخلصين من خبراء ومتخصصى نهضة الثروة البترولية المصرية فى ثمانينات القرن الماضى. إنه المهندس المرحوم عز الدين هلال نائب رئيس الوزرا ء ووزير البترول. إنه وفى حديث معلن قال إن هذا الثراء البترولى سوف يكون مصيره إلى زوال ولن يبقى لمصر المحروسة من ثروة دائمة وخالدة سوى السياحة باعتبارها صناعة المستقبل والأمل.
من هذا القول الثاقب كان إصرارى وإطلاقى على السياحة فى كل كتاباتى أنها صناعة الأمل. نعم وألف نعم .. فإنها الكنز اللامحدود الذى مازال ينتظر الاستغلال والاستثمار ليؤتى الثمار التى ينتظر الجميع أن يعم خيره كل أبناء المحروسة

●●●

إيمانا بهذه الحقيقة التى لا يمكن أن يختلف عليها أحد.. اختار الله أن يلهم ثورة ٣٠ يونيو بقيادتها بأن الوقت قد حان للإيمان والإدراك بما تمثله السياحة كقاعدة لبناء المستقبل الاقتصادى لمصر المحروسة.

من هنا كان الاهتمام بتحريك المياه الراكدة المرتبطة بكل المشروعات المتعلقة بتحقيق النهضة السياحية المأمولة. تأكدت هذه الحقيقة من واقع ما أسفرت عنه محاور مسيرة الإصلاح الاقتصادى الجسورة والجريئة التى أقدمت عليها القيادة السياسية وسط ترقب وانبهار العالم اتصالا بنتائجها غير المتوقعة والتى انعكست على كل مقومات الحياة الخاصة الاقتصادية والاجتماعية. من هذا المنطلق حظيت صناعة الأمل بكل الدعم والمساعدة فى مواجهة الهجمة الشرسة للكورونا اللعينة. إنها ولسوء الحظ  جاءت فى أعقاب أزمة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء وتعميم حظر السفر إلى مصر بما يعنى حرمانها من عائد اقتصادى واجتماعى فى غاية الأهمية .

رغم هذا برزت روح التحدى التى دائما ما اتسم به الأداء المصرى الخلاق خاصة فى المحن والأزمات.
ما أقوله وأعنيه تمثل فى هذا التحرك الذى كان محورا لمتابعة ورعاية الرئيس السيسى اللصيقة للاستثمار التراثى. إنها تضمنت نقل الموميات الملكية فى موكب عالمى مهيب إلى حيث مقره الدائم فى أكبر متحف فى العام أقيم بمنطقة أهرامات الجيزة والذى تجرى الاستعدادات بافتتاحه بعد أسابيع قليلة بإذن الله.
شمل ذلك أيضا متابعة الرئيس لإنهاء استعدادات افتتاح طريق الكباش بالأقصر بعد ترميمه وتطويره وتنقيته من العشوائيات ليكون انجازا مبهرا.

ما يجرى الاستعداد له لن يكون فى عظمته ورهبته أقل من موكب  نقل الموميات الملكية الذى أبهر العالم وهز الوجدان. ما يجرى وما أعلنه المتخصصون من مراسم احتفالية.. ليس إلا استعدادا للانطلاقة المنتظرة والمتوقعة التى ستلى الإعلان بإذن الله.. عن نهاية محنة الكورونا وما ارتبط بها من تداعيات مدمرة عمت كل أنحاء المعمورة بلا استثناء وربنا كريم.