أرى

 العودة إلى مصر..

وردة الحسينى
وردة الحسينى

بعد ١٥٠سنة خرج من البرازيل للمرة الأولى أكثر من ٩٠ صورة نادرة وبجودة عالية عن مصر،لتعرض بالقاهرة.


حكاية تلك الصور  بدأت حينما قرر امبراطور  البرازيل دوم بيدور الثانى والذي حكم لما يقرب من نصف قرن، من ١٨٤٠ إلى ١٨٨٩، القيام بأول رحلة من نوعها لمنطقة الشرق الأوسط وبمقدمتها مصر، وكان بذلك أول رئيس دولة من الأمريكتين يستكشف مصر، وبعد انبهاره فى هذه الرحلة قرر القيام برحلةٍ ثانية عام ١٨٧٦،حيث أبحر فى نهر النيل،ودون خلال تلك الرحلة ما شاهده من اثار ومناظر طبيعية، كما حصل على مئات الصور من خلال علاقته مع  أفضل المصورين بذلك الوقت.


وقال عنه انطونيو باتريوتا سفير البرازيل فى مصر: كان محباً للثقافة، وعلى دراية بعدة لغات بما فى ذلك اللغة العربية،وترجم مع مدرسه الخاص للغة العربية كتاب ألف ليلة وليلة،كما اشار الى انه كان مهتمًا بشكل خاص بالتصوير الفوتوغرافي، حيث جمع أكثر من ٢٠ألف صورة حول مواضيع مختلفة، ولذلك كانت مجموعته من الصور هى الأكبر، والتى يمتلكها حاكم فى القرن التاسع عشر..

ومع تحول نظام الحكم فى البرازيل للنظام الجمهورى عام ١٨٨٩،نفى بيدرو الثانى لأوروبا،وحينذاك تبرع بكل الصور وايضا مقتطفات من مذكراته اليوميه خلال أسفاره، للمكتبة الوطنية البرازيلية،وكلها مازالت للآن محفوظة  بها.


أخيرا لاشك ان رحلة بيدور فى مصر وما التقط خلالها من صور تاريخية قد قدمت  تصورًا مباشرًا عن مصر فى القرن التاسع عشر،وهذا المعرض ما هو  الا توثيق ان مصر قد أبهرت العالم عبر فترات مختلفة من تاريخها،ويبقى العمل على الا يقتصر تأثير مثل هذا المعرض على تعزيز الروابط بين البرازيليين والمصريين وانما يجب ان يمتد  لجمهورٍ دولى أكبر ليدرك قيمة وأهمية الحضارة المصرية الفريدة الممتدة الجذور.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي