رحلة

سوق لندن السياحى.. الأمل والتطلعات

جلال دويدار
جلال دويدار

تناولى اليوم لحدث سوق لندن نابع من واقع تجربة متواصلة على مدى سنوات وسنوات من المتابعة والتغطية الصحفية. بناء على ذلك وعلى ضوء بدء فعاليات سوق لندن السياحى الدولى هذا العام (world travel market)  يمكن القول إن الفرصة متاحة على أوسع نطاق كى تستأنف حركة السياحة البريطانية العودة إلى تدفقها من جديد إلى مصر. إن ذلك يتمثل فى العودة إلى مواصلة استمتاعها بإمكاناتنا التراثية والمناخية والطبيعية التى تتمثل فى شواطئها الممتدة لمئات الكيلومترات فى ربوع آثارها وعلى شواطئ بحريها السياحيين الأحمر والمتوسط.

حول  هذا الشأن لاجدال أن أحداثا متنوعة حرمت السياح البريطانيين من هذه المتعة إجباريا ولأكثر من ست سنوات. هذه السنوات ارتبطت بداية بالسقوط المأساوى للطائرة الروسية فوق سيناء ليتبعها بعد ذلك الهجمة الشرسة لكورونا اللعينة التى مازالت تتربص بالحياة فى إطار من عدم التوازن الذى ساد العالم محملا إياه من الأعباء والخسائر البشرية والمادية ما هو غير متوقع.

هذه اللعينة فرضت على هذا العالم بكل ما يملكه من إمكانات التقدم.. مرحلة صعبة من التحدى الذى استهدف المقاومة والتصدى ومحاولة التجريد من الأخطار.
على امتداد هذه السنوات يمكن اعتبار مواطنى العالم سجناء رهن ما فرضته عليهم الكورونا اللعينة من قيود شملت كل مناحى الحياة.

●●●

ليس خافيا أن قرار التحفظ وفرض القيود على حركة مواطنى العالم لم يكن أمرا سهلا.. سواء على المواطنين أو الدول. لا يمكن إخفاء ما ترتب على هذا الوضع من ارتباك وقلق بالنسبة للحكومات خسائر بتريليونات الدولارات مصحوبا بانتشار الأمراض النفسية والاجتماعية على مستوى الأفراد.
 من هنا تأتى مناسبة انعقاد دورة سوق لندن المتأخرة لعام كامل بسبب الكورونا.. بمثابة انفراجة لهواة السياحة وكذلك طوق نجاة لشركات الطيران والسياحة اليى تعيش على ما تجنيه وتتحصل عليه من وراء أنشطتها.

فيما يتعلق بمصر المحروسة والتى كانت تمثل السياحة البريطانية فى وقت من الأوقات.. أولوية كبرى تعكسها الأعداد الوافدة والتى تجاوزت فى سنوات ما قبل الأزمة المليون سائح.. كانوا يحققون للموازنة المصرية ما يربو على العشرة مليارت من الدولارات.
هذا العام ومع التطورات الإيجابية المصاحبة للانعقاد الحالى لدورة سوق هذا العام فمن المؤكد أن ذلك انعكس فى الارتفاع غير المتوقع وغير القياسى فى أعداد المشاركين فى فعاليات دورة هذا العام.

● ● ●

ولارتباط حركة الطيران بالسياحة.. فقد كان طبيعيا أن تعمد شركات الطيران المضارة اقتصاديا بشدة إلى التحرك لتعويض جانب لما تعرضت له من خسائر. جاء ذلك بتسيير واستئناف جانب من خطوطها التى كانت قد توقفت.

أحد الأمثلة على ذلك إقدام مصر للطيران المرفق المصرى الوطنى للنقل الجوى، بداية إلى إعادة تشغيل رحلة أسبوعية  مباشرة من لندن إلى الأقصر عاصمة آثار العالم. إن ذلك يأتى تجاوبا مع طلب وتوجهات السائح البريطانى التى تهوى وتميل إلى المتابعة والاستمتاع برحيق الحضارة المصرية القديمة.

ارتباطا فإنه ليس علينا فى هذه المرحلة.. سوى الانتظار لما سوف تحمله لنا نتائج سوق لندن السياحى والحمد لله إنه الرزاق الكريم.