بدون تردد

قمة جلاسجو للمناخ محاولة لإنقاذ العالم (2)

محمد بركات
محمد بركات

إذا كان الحشد الدولى الكبير لرؤساء وزعماء العالم الذين اجتمعوا بالأمس بمدينة «جلاسجو» الاسكتلندية، فى إطار قمة المناخ السادسة والعشرين، هو الأضخم منش نوعه على مستوى قادة الدول والشعوب الذين يجتمعون فى مؤتمر واحد،..، فإنه فى ذات الوقت هو التجمع الأهم والأكثر تأثيراً فى مستقبل العالم خلال السنوات القادمة.

هذه الأهمية تعود فى أساسها إلى ماهو مطلوب من هؤلاء القادة والزعماء، من قرارات وإجراءات عملية لانقاذ كوكب الأرض، من المصير المظلم والكارثى الذى ينتظره، إذا ما استمرت سلوكيات دوله وشعوبه تسير على النحو الذى هى عليه الآن.

وهذا الذى نقوله ليس من قبيل المبالغة أو التهويل على الاطلاق، بل هو حقيقة مؤكدة يعلمها كل المتابعين للمتغيرات المناخية، التى طرأت على كوكب الأرض وشملت كل العالم، وأثرت على جميع الدول والشعوب وباتت تهدد الجميع بأخطارها الواقعة واللاحقة أيضا.

والمهمة الكبرى الملقاة على عاتق المؤتمر الآن، هى وضع خطة عملية واضحة لمواجهة الخطر الأكبر المحيط بالعالم حالياً، فى ظل التقلبات الحادة فى الأحوال الجوية، التى هى نتيجة مباشرة لتغير المناخ، الناجم عن تلوث البيئة والاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة الارض، بكل ما يعنيه ذلك من أخطار وكوارث.

والخطر الأكبر الذى كان يخشاه العالم حدث بالفعل، وتداعياته بدأت فى الوقوع، والخطر اصبح حالاً وواقعاً إذا لم يتم التعامل الفورى والعاجل للحد من آثاره،..، فقد بدأت درجة حرارة الارض فى الارتفاع، وزادت بالفعل معدلات ذوبان الجليد فى القطب المتجمد، وبدأت مستويات المياه فى المحيطات والبحار فى الارتفاع، وهو ما أدى إلى تهديد اراضى بعض الدول بالابتلاع والغرق تدريجيا. ولذلك فإن المطلوب من هؤلاء القادة هو الاتفاق على إنقاذ العالم، واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لتخفيض الانبعاثات الحرارية، وتقليل تدفق الغازات الكربونية إلى الجو، وخفض درجة حرارة الارض والقضاء على الاحتباس الحرارى المسبب لها.

ولتحقيق ذلك يجب أن تتوقف الدول الصناعية الكبرى عن الممارسات السلبية والضارة التى تقوم بها بالفعل، والتى كانت ولا تزال لها الدور الأكبر فى تغير المناخ وتلوث البيئة وحدوث الكارثة المتوقعة. والمطلوب فى ذات الوقت من هذه الدول الكبرى مساعدة الدول النامية على مواجهة الأخطار الناتجة عن تغير المناخ، مثل: الفيضانات والعواصف والتصحر وتلوث الهواء، وتشجيع هذه الدول على اللجوء للطاقة النظيفة فى سعيها للنمو الاقتصادى وتحسين مستوى معيشة شعوبها. والسؤال الآن.. هل سينجح هؤلاء القادة فى ذلك وهل يستطيعون إنقاذ العالم بالفعل؟! نأمل أن يحدث ذلك .
وللحديث بقية.