تحياتى

نحو تعزيز الوعى المجتمعى «٦-١٢»

د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى

شهد المجال السياسى المصرى مرحلة انتقالية بالغة الصعوبة فى أعقاب ثورة يناير ٢٠١١، تشابكت فيها التحولات الدولية وسعت بعض الدول إلى الهيمنة على المنطقة العربية مع التغيرات الداخلية فى مشهد زاخر بالتناقضات، حيث اختلط فيه الوافد مع الموروث، والدين مع السياسة، وأسفر فى مجمله عن حالة من تغييب الوعى الجمعي. وفى ظل تزييف الوعى استطاعت جماعة الإخوان الإرهابية اعتلاء حكم الوطن بغطاء دينى مزيف وادعاءات مظلومية كاذبة وخادعة. ولولا قدرة المصريين على استدعاء وعيهم الحقيقى فى لحظة تاريخية تمخضت عن تحالف الشعب مع قواته المسلحة وخروجه العظيم فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لاستعادة وعيه الموروث منذ آلاف السنين. بدأت مصر عهدا جديدا من الإصلاح والتنمية المستدامة فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلا أنها لم تسلم من محاولات عرقلة مسيرة التقدم من خلال التحريض وبث الفتن والشائعات والأكاذيب فى محاولة لزعزعة الاستقرار وهدم الدولة، وهو ما دفع العديد من الساسة والخبراء لاختزال المخاطر التى يتعرض لها المجتمع المصرى فى مصطلح» معركة الوعى».

ويتطلب الانتصار فى معركة الوعى بذل المزيد من الجهد لتفعيل دور الأحزاب السياسية وتأثيرها على الساحة الشبابية بوجه خاص، والحد من اهتمام بعض رموز العمل السياسى بالانشغال والتفكير فى الأمور الشخصية والتطلعات الفوقية. كذلك نحتاج إلى مزيد من الاهتمام لقضايا الديمقراطية والحريات السياسية، وتقليص الفجوة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدنى، واستعادة دور الطبقة الوسطى باعتبارها وقود التغيير والحافظة لقيم المجتمع وثوابته.


 وللحديث بقية