إنهــا مصـــــــر

زيارة لوادى النطرون

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

 حسناً فعلت وزارة الداخلية حين اختارت اسم «مركز الإصلاح والتأهيل» بدلاً من سجن أو ليمان أو معتقل، الذى يقع على طريق إسكندرية الصحراوى فى منطقة وادى النطرون.


 مركز إصلاح وتأهيل لأنه مدينة كاملة محاطة بأسوار عالية وكاميرات مراقبة وبوابات إليكترونية، وكل وسائل الرقابة والحماية التى تجعل المركز قلعة حصينة، ربما ليس لها مثيل فى العالم.


 تجولنا على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة فى مختلف الأماكن، ويجذب الانتباه بشدة المستشفى المركزى، الذى يضم أقساماً وأجهزة طبية غير متوافرة فى كبريات المستشفيات المصرية، حتى قسم التأهيل ومعالجة المدمنين طبياً ونفسياً، وأحدث المعدات والأجهزة ومعامل التحاليل والأشعة وغرف العمليات والرعاية ووحدات الغسيل الكلوى.


 ويجذب الانتباه المطاعم الكبيرة التى تدار بأحدث الأفران، والأوانى الضخمة وطرق الطهى النظيفة التى يندر أن يوجد مثلها فى فنادق خمس نجوم وتوفر حياة صحية آمنة للنزلاء.


 «السجن سجن» حتى لو تغير الاسم أو تم تأسيسه على أحدث النظم فى العالم، ولكنها بداية حقيقية لنسف الموروثات القديمة عن السجون المصرية وعهد جديد تتوافر فيه الإمكانيات التى تجعل حقوق الإنسان هدفاً نبيلاً للدولة المصرية، تسعى إلى تحقيقه وفق أعلى المعدلات العالمية.


 ويجذب الانتباه أفران الخبز الكبيرة والعجانات الآلية، واندفع الزملاء الصحفيون والإعلاميون نحو الخبز الساخن، وأخذ كل واحد رغيفاً ووزعه على الآخرين، عيش طعمه حلو 5 نجوم، ولكن «بعد الشر» ربنا ما يحكم على حد.


 الاكتفاء الذاتى هو الشعار، مزارع الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى والمشروعات الصناعية يمكن أن تحقق اكتفاءً ذاتياً للنزلاء الذين يبلغ عددهم 20 ألفاً، بل ويسمح الإنتاج بتسويق كميات كبيرة منه خارج المركز.


 وأهم ما فى المركز توفير درجات عالية للنزلاء سواء فى الطعام والرعاية الطبية وأماكن الإقامة، وهى فرصة طيبة لنقل صورة مختلفة للعالم عن حقوق الإنسان فى مصر، وما يتمتع به السجناء خلافاً للصور السائدة من قبل.


 من الأمور الطيبة حضور عدد كبير من سفراء الدول الأجنبية فى حفل افتتاح المركز يوم الخميس أول أمس، ويجب استكمال هذه الخطوة بدعوة المراسلين الأجانب مرات ومرات وبعض أعضاء جمعيات حقوق الإنسان فى الداخل والخارج، ليشاهدوا بأنفسهم مدى التحسن الذى يحدث فى هذا الشأن.


 مركز وادى النطرون سيؤدى إلى إحالة 12 سجناً إلى المعاش تمثل 25% من إجمالى عدد السجون العمومية، ويوفر على ميزانية الدولة مبالغ ضخمة فى ضوء القيمة الاستثمارية لمواقع السجون المقرر غلقها، وأشهرها سجن طرة صاحب السمعة العالمية.


 «السجن سجن» حتى لو كان قصراً، وحسناً فعلت وزارة الداخلية حين أفرجت عن 20 ألف سجين فى العام الحالى بموجب العفو الرئاسى، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتناقص عدد السجناء، وأن تختفى كثير من الجرائم التى تشوه صورة المجتمع.