بين أحداث «الطيونة» وارتفاع أسعار المحروقات.. «لبنان» على صفيح ساخن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"على صفيح ساخن"، لا توجد عبارة مناسبة يمكنها وصف ما يمر به لبنان سوى تلك العبارة، فمن أزمة نحو الأخرى باتت الحياة أشبه بفيلم "أكشن" يقوم بتمثيله مجموعة من السياسيين الذين أصبح اختلافهم سر نقمتهم.

حمل هذا الأسبوع العديد والعديد من الأحداث أغلبها كانت أزمات وتجاذبات بين العديد من الأطياف.

أحداث الطيونة.. Flash back نحو الحرب الأهلية

لا تزال أصداء انفجار مرفأ بيروت تلقي بظلالها، فالحادث المدمر سيظل خالدًا بكل أحداثه المؤسفة.

انطلقت الخميس الماضي، في بيروت وتحديدا في منطقة الطيونة مظاهرة حمل رايتها حركة حزب الله وحركة أمل، حيث أرادا بهذا التحرك التظاهر ضد قاضي محاكمة انفجار المرفأ طارق البيطار، والتوجه نحو قصر العدل، حيث يقام اعتصام.

لكن سرعان ما تحول مسار الاحتجاج نحو العنف، حيث بادرت إحدى الأطراف بإطلاق النار على المحتجين، الذي بدورهم قاموا بالبرد على مصادر إطلاق النيران، فيما حضرت سيارات الإسعاف بعد ورود معلومات عن سقوط عدد من الإصابات.

تطور الأمر حتى دفع الجيش اللبناني بتعزيزات كبيرة باتجاه منطقة الطيونة بعد تبادل لاطلاق النار.

ظلت الأحداث من سىء لأسوأ، حتى سقط 7 قتلى وأصيب العشرات، فيما استمر الجيش اللبناني في السيطرة على الموقف وتطويق المنطقة.

إدانات دولية وتبادل للاتهامات

على إثر تلك الأحداث المؤسفة التي أعادت للأذهان أحداث الحرب الأهلية، خرجت الإدانات من كافة دول ومنظمات العالم.
من جهته، حمل الاتحاد الأوروبي المسؤولين السياسيين في لبنان مسؤولية تطورات الأوضاع المؤسفة في البلاد.

أما الولايات المتحدة فقد اتهمت حزب الله بكونه المتسبب الرئيسي في الأحداث، وأنه قام بتقويض أمن لبنان واستقراره وسيادته.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي: ننضم إلى السلطات اللبنانية في دعوتها للتهدئة وخفض التوترات، تعتمد سلامة ومستقبل الديمقراطية في لبنان على قدرة مواطنيه على معالجة القضايا الصعبة بثقة في سيادة القانون والحوار السلمي.

أما على الصعيد الداخلي، فقد أشار نجيب ميقاتي رئيس الحكومة الى أنه يرى ما حدث محاولة لإسقاط حكومته، مقارنا بلاده بالـ"مريض في غرفة الطوارئ"، معتبرًا رغم ذلك أن الجيش أثبت خلال تلك الاضطرابات قدرته على حفظ الأمن.

من جهة أخرى، خرجت حركة أمل لتعبر عن رفضها تحمل مسؤولية ما جرى، حيث أشارت إلى أن مجموعات من حزب القوات اللبنانية انتشرت في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد مما أوقع هذا العدد من الشهداء والجرحى خلال التظاهرة.

الأمر الذي قوبل بالرفض والاستنكار من قبل القوات اللبنانية، مؤكدين بأن تلك الاتهامات باطلة وأن السلاح المنفلت هو السبب، حسبما أشار زعيمهم سمير جعجع.

ارتفاع أسعار المحروقات

سبقت أحداث الطيونة المؤسفة، ارتفاعًا كبيرًا ومفاجىء في أسعار المحروقات الأمر الذي قوبل بالرفض والتظاهر.

تسببت التظاهرات في قطع عدد من الطرقات الرئيسية فى العاصمة بيروت وعدد من المدن مثل طرابلس وصيدا والبقاع وعكار.

ندد المحتجون بتردي الأوضاع المعيشية وخصوصًا بعد ارتفاع سعر صفيحة البنزين بحوالي 60 ألف ليرة في يوم واحد فقط، علمًا بأن قيمة الزيادة اليوم ليست الأكبر ضمن سلسلة من الزيادات المؤثرة التدريجية التي بدأت من أواخر يونيو الماضي.

جاء ارتفاع سعر الوقود نتيجة انهيار قيمة العملة المحلية والرفع التدريجي للدعم عن الوقود بسبب استنفاد الدعم للاحتياطات النقدية بالعملة الأجنبية في مصرف لبنان المركزي وذلك بالتزامن مع أزمة اقتصادية صنفها البنك الدولي بأنها من أسوأ 3 أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.

أسعار الوقود تتسبب في أزمة لـ"تاكسي"

أغلق سائقو سيارات الأجرة، طرقًا في بيروت، احتجاجًا على ارتفاع أسعار البنزين.

وتعد أسعار البنزين، أعلى بنحو 10 أضعاف مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط، حيث بدأت بالارتفاع عندما توقف البنك المركزي عن تأمين الدولار.

من جهتهم، عبر سائقو التاكسي عن رفضهم لذلك الارتفاع المبالغ فيه والذي تسبب في توقف رزقهم، منوهين بأنهم أصبحوا يبحثون عن الركاب كالباحث عن الإبرة في كومة قش.

وفي رد منها على الغضب الشعبي من هذا الارتفاع للأسعار، برّرت وزارة الطاقة والمياه الأمر في بيان لها، وقالت: تتفهم وزارة الطاقة والمياه المعاناة التي يعيشها المواطنون من جراء غلاء أسعار المشتقات النفطية وسعر صُرف الدولار مما ينعكس سلباً على الدورة الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطنين.

وأكدت أنها ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، إذ أن عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناءً على أمرين: أولاً عدم الاستقرار في أسعار الدولار داخلياً فالسعر يُحدده مصرف لبنان لاستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة.