«بعد أزمة الصيد».. من صاحب اليد العليا في صراع فرنسا وبريطانيا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تعيش فرنسا والمملكة المتحدة أجواء تنافسية تصل إلى حد التوتر من حين لآخر؛ حيث يقترن هذا التوتر بملفات خلافية عديدة بين البلدين ناتجة عن بريكست، في طليعتها الهجرة والصيد البحرى, إلى جانب مجال الدفاع .

في إطار اتفاقيتي لانكاستر هاوس الموقعتين عام 2010 واللتين أرستا التعاون الفرنسي البريطاني في مجال الدفاع، عملت باريس ولندن على برنامج موحد الاتجاه .

أقرا أيضا فرنسا: من الممكن فرض عقوبات على بريطانيا بنهاية الإسبوع

كان من المفترض أن يكون هذا البرنامج موضع محادثات مكثفة من كلا الجانبين، للتثبت من وجود حاجات متطابقة .

ويتفاوض البلدان حول دراسة جديدة لمدة ثلاث سنوات تخص المفهومين اللذين تم اختيارهما.

وفق ما ورد في تقرير وضعه نواب فرنسيون في نهاية 2020 يتعلق أول مفهوم بنظام تحت صوتي لتجهيز صواريخ كروز بعيدة المدى تطلق من الجو، والثاني بنظام فوق صوتي للصواريخ المضادة للسفن التي تطلق من الجو أو من سفن على سطح البحر.

وجاء الخلاف حول مشروع يعتبر جوهرياً لتحقيق الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية، في سياق سياسي شديد التوتر بعد وضع باريس خارج اللعبة فى شراكة "أوكوس"، وفى الوقت الذى يأتى الصيد البحرى كمحور جديد للنزاع حول صيد الأسماك في بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا.

فقد طالبت فرنسا المفوضية الأوروبية باتخاذ موقف حازم تجاه بريطانيا بشأن مسألة الصيد، في تصعيد واضح من جانب باريس بإعادة النظر جدياً في العلاقات الثنائية بين الجانبين. 

أتى هذا على خلفية النزاع بين باريس ولندن فيما عرف بـ أزمة جزيرة جيرسي حول الوصول إلى المياه الغنية بالأسماك في محيط الجزيرة بعد بريكست.

ويعتقد المحللون أن فرنسا مستعدة للجوء لـ"تدابير انتقامية" في حال استمرت السلطات البريطانية في منع الصيادين الفرنسيين.

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه فى رد اعتبره بعض المسؤولين البريطانيين سريعاً من فرنسا تفاقمت أزمة هجرة، بنكهة سياسية، على ضفتي بحر المانش.

فيما وصف بـ "الصفعة" توجهت أصابع الاتهام إلى باريس من لندن فيما وصفته بالتقاعس في رصد قوارب الهجرة غير الشرعية، المنطلقة من الأراضي الفرنسية تجاه بريطانيا.

أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان فى تبرئة خبيثة لموقف فرنسا بأن بريطانيا لم تسدد ما وعدت به، مضيفاً: "ندعو البريطانيين إلى الوفاء بوعدهم بالتمويل لأننا نحرس الحدود من أجلهم".

بينما أشار كريستيان كامبون رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي فى تصريحاته أن العلاقات الفرنسية البريطانية تمر بمرحلة برودة، مضيفا أن "بريكست لم ينشئ بيئة مواتية، شئنا أم أبينا" .