ساعة عصارى | «دُف» مجاهد يطرب القلوب فى الموالد

دُف مجاهد يطرب القلوب فى الموالد
دُف مجاهد يطرب القلوب فى الموالد

«بحبك وبريدك، وأتمنى أبوس إيدك، خدامك ومريدك، يا جد الحسنين» كلمات بسيطة تنطقها أفواه مختلفة، لحنتها حناجرهم المعجونة بعشق النبى «عليه الصلاة والسلام» وأهل البيت، تعكس نوايا قلوبهم المغسولة بمياه الإيمان الصافية.


فى ليالى الموالد وخاصة المولد النبوى، يتوافد الآلاف من الأهالى، كبارًا وصغارا، شيوخًا وأطفالا، ليستقبلهم مسجد السيد البدوى، الرابض فى مدينة طنطا بالفرحة والترحاب، مرتديا حلة العيد التى يكسوها أنوار الزينة.


فى صحن المسجد من الخارج جلس مجاهد، وأصابع يديه تخرج أصوات موسيقية ناغمة بمجرد أن تلمس «الدف»، يرافقها صوته العذب الذى ينصهر أمامه قلبك، حتى وإن كان يحمل بداخله أثقال من الذنوب، ثم يتعالى تصفيق الحضور فجأة عندما يقول «يندهلى وأجيله يفرشليمنديله..

حبيبي أناديله يا حبيبى يا جد الحسنين»..

يتبع التصفيق النطق فى نبرة واحدة «إنى أحب محمدَ والله خير شاهدَ..

يارب صلى على الندى أبدًا عليه مجددًا»، وكلما ارتفعت أصواتهم جذبوا أعدادا جديدة من المريدين الذين خطفهم الحماس وزلزل آذانهم وقلوبهم، فى مشهد روحانى جسدته عدسة المصور نادر سعد الله.


أما داخل المسجد فتناثرت حلقات الذكر التى يخيم عليها الخشوع وتتعالى الأصوات مناجية باسم النبى..

وعند المقام احتشدت الأياد والرؤوس والأقدام والتحمت الأجساد..

الكل يرنو إلى لمسة واحدة، تغسل ما مضى من خطاياه، وتمنحه أمل لانفراجه جديدة فى الحياة.


ويحرص الأهالى القادمون من محافظات الصعيد البعيدة على اصطحاب أمتعتهم وما يكفيهم من طعام وملابس طوال فترة تواجدهم بطنطا  لحضور احتفالات المولد، فيما ينتشر الباعة الجائلون فى محيط المسجد لبيع البخور والمصاحف والسبح وألعاب الأطفال، وسط إقبال كبير من المواطنين، أما باعة الأرز بلبن والفول النابت، يجدوا فى هذا اليوم فرصة كبيرة لبيع ما يقتاتون على امواله طوال العام.