تقوى الله

أسرار سورة البقرة

جلال السيد
جلال السيد

كلما قرأنا فى القرآن الكريم اكتشفنا سرا جديدا وإجابة عن أسئلة قد تبدو محيرة.. وقرأت سورة البقرة التى قال عنها البعض إنها سورة محيرة.. البعض سأل لماذا سميت باسم "سورة البقرة" والبعض قال عنها إنها تحتوى على مواضيع كثيرة قد لا يكون بينها رابط.
وكان رد بعض العلماء أنه لا يوجد فى القرآن كلمة ليس لها حكمة لأنه كلام ربنا سبحانه وتعالى.

وسبب تسميتها بسورة البقرة أن واحداً من بنى إسرائيل قتل زميلاً له ولم يكن أحد يعرف من القاتل فذهبوا إلى سيدنا موسى بصفته النبى وسألوه من القاتل لأنه نبى متصل بالله، وكان رد ربنا على سيدنا موسى اجعلهم يذبحون بقرة صفراء وكان ردهم على نبيهم "أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً" وأخذوا يماطلون كعادة بنى إسرائيل بعدها ذبحوا البقرة وربنا أمرهم أن يضربوا الشخص المقتول بعظم البقرة المذبوحة ولما عملوا كدة الشخص الميت قام واعترف لهم من قتله، والقصة كلها معجزة تبين قدرة الله وأنه لا يستحيل عليه شىء.
وهكذا جاءت التسمية وسورة البقرة جزءين الأول عبارة عن 3 قصص لـ3 خلفاء فى الأرض الأول هو سيدنا آدم "إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً" ربنا كلفه تكليفاً بعدم الاقتراب من شجرة معينة ولكن عصى آدم ربه فغوى.

الخليفة الثانى هم بنو إسرائيل ربنا كلفهم تكليفات وكانت النتيجة 0٪ لم يتركوا معصية فى حق الله إلا فعلوها.
الخليفة الثالث سيدنا إبراهيم "إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً" وكانت النتيجة 100٪ فأطاع الله تمام الطاعة.. الجزء الثانى من السورة كلها أحكام الصيام والقصاص والأسرة وتحريم الربا وأحكام الدين والانفاق ثم قال: "لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا  فِى الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ" فمن أنتم فى هؤلاء زى آدم ولا زى بنى إسرائيل ولا زى إبراهيم. ولكن الصحابة اعترضوا على التكليف الأخير "لِلَّهِ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا  فِى الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ" ورد عليهم النبى لا تكونوا كبنى إسرائيل مع موسى إذ قالوا سمعنا وعصينا ولكن قولوا سمعنا وأطعنا ونزل بعدها التخفيف من الله عنهم "لاَ  يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا".