«حبوا بعض»

أمنية طلعت
أمنية طلعت

ذكريات المولد النبى الشريف لا تبرح ذاكرتى أبداً، حيث كنا نتطلع سنوياً إلى حلوى المولد والعروسة والحصان، التسابق من أجل الإجهازعلى أكبر قدر من جوز الهند والبسيمة والمشبك كان مخططى الخفى سنوياً وبينما تتناقص الكمية كل يوم، يداخلنى حزن عميق لأنه عليّ أن أنتظر عاماً كاملاً لأعود وأستمتع بحلوى المولد النبوى الشريف.

ذكريات المناسبات الدينية محفورة فى خلدى، فلقد كنَّا أقرب إليها من عصرنا الحالى، حيث طغت الوتيرة السريعة للحياة على ارتشافنا رحيق البهجة الخاص بالأعياد قطرة قطرة، وأصبحنا نتعامل مع الطقوس بشكل أوتوماتيكى يشبه باقى تفاصيلنا، حتى ممارسة التقاليد الخاصة بالمناسبة تحول الاحتفاء بها إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى التى ازدحمت بصور الطقوس والمناسبات الدينية، دون أن نكلف أنفسنا عبء مغادرة مقاعدنا لممارسة هذا الطقس التقليدى على أرض الواقع.

إن أهمية ممارسة الطقوس التقليدية التى تعبرعن ثقافتنا الخاصة فى الاحتفال بمناسبة ما، تكمن أهميتها فى الدفء الذى يجلبه اجتماعنا معاً من أجل ممارسة هذا الطقس، فأن يجتمع الناس على شيء مبهج، أداء اجتماعى يقوى أواصر الروابط بين الأفراد ويخلق مجتمعاً صحياً قادر على التحاور والتطور.
دعونا نضع الهاتف الذكى جانباً مع مولد النبى ونحاول التواصل بذكره والاحتفال بمحبته.