بسم الله

أزمة الإعلام العربى «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أشارك حاليا فى مؤتمر الإعلام العربى «الدورة الأولى»، التى تستضيفها مدينة قرطاج بتونس الشقيقة. صاحب الدعوة اتحاد إذاعات الدول العربية. والحوار يشمل الإعلام العربى بشكل شامل بما فيه الإذاعة والتليفزيون والصحافة المطبوعة والإلكترونية.

نحن أحوج ما نكون للوصول إلى حلول للأزمات والتحديات التى تواجه الإعلام العربى. لقد أحسن المنظمون للمؤتمر اختيار محاوره والمتحدثين عنها من كل البلدان العربية، وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.

وإذا كان الحديث عن الأزمات والتحديات فيمكن إيجازها فى الآتى: أزمة تحديد هوية ورؤية وأهداف، وفكر جديد. أزمة إدارة رشيدة واقتصادية واستثمارية. أزمة فجوة بين التكاليف وسعر البيع. أزمة ارتفاع أسعار عناصر الإنتاج. أزمة تمويل وضعف الإيرادات خاصة فى الإعلانات. أزمة توزيع. أزمة ثقة مع القارئ أو المواطن. أزمة فى المصداقية وضعف التأثير. أزمة فى المهارات والقدرات. أزمة فى التدريب على التكنولوجيا الحديثة. أزمة فى التطور وملاحقة العصر.

أزمة حرية ومناخ عام. أزمة محتوى صحيح. أزمة حيدة ونزاهة مع التيارات والأحزاب المختلفة. أزمة مبادئ أساسية، وميثاق شرف للمهنة. أزمة جهات مسئولة عن العمل الصحفى والصحفيين. أزمة فقدان الشارع العربى، وضياع القضايا القومية. وما قضية فلسطين وقضايا عربية أخرى ببعيدة عن أزمة الإعلام العربى.

وسواء تحدثنا عن الصحافة المكتوبة والتى تفاقمت أزماتها الاقتصادية بسبب ما سمى بثورات الربيع العربى أو بكوفيد 19، مما أدى إلى اختفاء العديد من عناوينها، أو تعرضنا لوضعية السمعى البصرى وقد أصبح مهددا فى بقائه بفعل المنافسة الشرسة مع منصات وشبكات التواصل الاجتماعى. فإن الإعلام العربى بمختلف مكوناته «صحافة مكتوبة، إذاعة، تليفزيون، إعلام إليكترونى» يواجه إشكاليات معقدة وتحديات جمة ويعيش قضايا شائكة. من هذه القضايا ما هو هيكلى، ومنها ما هو طارئ، الأمر الذى يجعل من العسير الإحاطة بجوانب هذه الأزمة، وإيجاد الحلول لها. وللحديث بقية بإذن الله
دعاء: اللهم أصلح ذات بيننا.