كنوز | بيرم يرثي أمير شعراء الفصحى بالعامية

 بيرم يرثى أمير شعراء
بيرم يرثى أمير شعراء

 قال أمير الشعراء أحمد شوقي، إنه لا يخشى على اللغة العربية الفصحى إلا من أزجال بيرم التونسي التي يكتبها بالعامية، وعندما توفى أمير الشعراء عام ١٩٣٢ كان شاعر الشعب في المنفى بفرنسا، وعندما سمع الخبر كتب رثاء لشوقي بالعامية يقول فيه: 


«مكتوب لى فى الغيب مصيبة.. والغيب عن علمى خافى.. تطول حياتى الكئيبة.. وأرثى أمير القوافى.. يا شوقى ساعة رهيبة.. لما المنايا توافى.. عزيز على الشرق بات له.. الشرق صارخ ولاطم.. وقفت أرثيك بصوتى.. والصوت على البعد خافت.. موتك، ويا ريته موتى . أنطق لسان كل ساكت.. ومين ما يسمع خفوتى.. فى ميتمك لما ناحت.. النواحين فى البوادى.. والمنشدين فى العواصم.. شعوب محمد وعيسى.. لهم مذاهب مذاهب.. جامع يخالـف كنيسة.. وشيخ على عكس راهب.. قروا صحايف نفيسة.. لك فيها وحى المواهب.. الكل صلوا عليها.. القبعات والعمايم.. تسأل باريس عن غيابك.. وإنت عارف جوابها.. دى مكتبك فى شبابك.. وملعبك فى شبابها.. وصفتها فى كتابك.. يوم كنت تخشى خرابها.. لو كان تقدر جميلك.. تنصب عليك المياتم.. من جاك وزارك فى دارك .. وقال يا دار ابن هانى.. يقول لقبرك مبارك.. اقبل يا قبر التهانى.. يا قبر طال افتخارك..على القبور والمبانى.. فيك الأمير اللى ساهر.. فيك الأمير اللى نايم». 


بيرم التونسى  من «الأعمال الكاملة»

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي