أمس واليوم وغدا

السيسي.. الأمل.. الوعد.. واليقين

عصام السباعي
عصام السباعي

هل لاحظتم مثلى ذلك الخيط الممتد من المبادئ والأسس التى تربط ما بين رسائل وخطب الرئيس عبد الفتاح السيسى سواء إلى الرأى العام المصرى أو العالمى، وظهر بصورة واضحة ومركزة فى مجمل تصريحاته وكلماته خلال الأيام الماضية سواء خلال مباحثاته فى بودابست أو مشاركته فى قمة مصر ودول الفيشجراد، وما أكد عليه خلال افتتاحه مشروعات الإسكان البديل للمناطق غير الآمنة، وكذلك فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.

واسمحوا لي هنا بأن أشير على سبيل المثال وليس الحصر إلى الجوانب الأخلاقية والإنسانية التى كان لها وزن نسبى كبير فى تحديد المواقف والتوجهات والقرارات المصرية، وكان السيسى حريصا على توضيحها عندما أشار إلى أن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم فى البحر أو للمجهول، وقامت بدمجهم فى المجتمع المصرى، ولم تقبل من منظور أخلاقى أو إنسانى أن تجمع اللاجئين فى معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية، ويظهر كذلك فى الاهتمام بكرامة وآدمية المصريين، وهو ما نراه بشكل واضح سواء فى اسم أو مكونات المشروع القومى العملاق «حياة كريمة»، الذى يستهدف تطوير حياة 60 مليون إنسان بالريف المصرى، أو تلخيصه للعلاقة بين الشعب المصرى وقيادته، بأنها علاقة احترام ومشاركة من أجل تقدم ورفاهية الناس، وهو ما كتب فى التحليل الأخير كلمة النصر لمصر على الإرهاب من خلال مسار شامل ومتكامل يتضمن الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، ولا يقتصر على المواجهات الأمنية، وهو ما ينطبق أيضا على الهجرة الشرعية، فلو كانت مصر من المنطلق الإنسانى والأخلاقى تتخذ ما تراه من إجراءات لوقفها والحد منها عبر الحدود المصـــــرية، فمـــــــن نفــــس المنطــــلـــق تخاطب أوروبا وتؤكد لها أن أكبر عامل يحد منها هو عودة الاستقرار للدول التى تعانى عدم الاستقرار، ويتم استخدام منافذها البحرية للعبور إلى أوروبا.

ومن أهم المعانى التى توقفت أمامها هو مفهوم المشاركة الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بل وحرض المواطنين على أن يكونوا مثله لا يقبلون الاستسلام أمام مشكلات الوطن، فعليهم ألا يشاهدوها ويصمتوا، بل يبادروا من أجل العمل على المواجهة، وأى مشكلة على حد تعبيره «ليست قضية رئيس ولا حكومة بل هى قضية دولة وشعب»، ومن هنا كان الاهتمام بالتركيز على عدد من المهام الوطنية، الأولى: تنمية الوعى، والثانية: التوصيف الحقيقى للمشكلات، والثالثة: عدم تكرار نفس المشــــــاكل أو مسبباتها مع الأجيال القادمة، بعـــــد انتـهـــاء تصويب الأوضاع، والرابعة: وضع قاعدة معلومات دقيقة ومتكاملة، والتحول إلى الرقمنة، والخامسة: تنظيم النسل والسيطرة على معدلات النمو السكانى، والسادسة: الاستمرار فى العمل ومواجهة المشاكل وحلها من خلال البرنامج المحدد، وعدم الالتفات للمغرضين، والحرص على الحوار ونشر التوعية، والسابعة: تصحيح الخطاب الدينى كمسئولية تضـــــامنية وتشــــاركية لبنـــــاء نســــــــــق فكرى مستنير ورشيد، ويعمل على تأسيس الشخصية السوية القادرة على مواجهة التحديات وبناء دولة المستقبل. وتحقيق التعايش والسلام الاجتمـــــاعــى بيـــن البشـــــر، تنفـــــيــــذا لتكليف الخالق للبشر: «ومن أحياها فكأنمــا أحــيا النـاس جميعًا».

ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسى هو إعادة الوعى لتلك الأمة المصرية، التى أشرق منها فجر الضمير منذ بدايات فجر التاريخ الإنسانى، وصنعت حضارة كانت ومازالت تبهر وتدهش العالم، وسوف يكتب له التاريخ أنه بطل الزمن الذى نعيش فيه، وصانع ملحمة مصر الجديدة، التى استفاقت وقد كان البعض يحاول تغييبها، ووقفت على قدميها بثبات وقد كاد البلد يسقط بأيدى بعض أبنائه المارقين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وباعوا الوطن لصالح جماعة باعت نفسها للشيطان، وأقسموا يمين الطاعة والولاء لأعداء الوطن، وسبحان مغير الأحوال، وزارع العزم فى القلوب والقوة فى سواعد الرجال، والمثابرة فى سلوك المصريين، فيشرق لهم فجر الأمل والعمل، ويرون الدنيا تتغير حولهم، إلى الأجمل والأصلب، وتتغير سلوكيات الناس الطيبة إلى الأجمل لأنهم رأوا نتيجة عمليات التنمية وهى تنعكس على كل مجالات حياتهم.

اسمحوا لى بأن أعود إلى الكلمة التلقـــائيــــة الـــتى وجـــهــهـــــــــا الرئـيـــــس للمصـــــريين بعـــــــــد انتــهـــــــــاء كلمـــــتــــه المكــــتوبـــة، فـــــى النــــــدوة التثقيفــيـــة للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر العظيم، ففيها توصيف لحالة العملية التنموية التى تشهدها مصر وتنفذها الدولة بأكملها وتبذل أقصى جهد ممكن فى ظل ظروف استثنائية صعبة على مصر وعلى كل العالم، وفيها تحذير من الرئيس بأن التنمية لن تتوقف وسوف تمتد إلى كل جزء من أرض مصر، وفيها تحذير من أن توقفها ينذر بوجود مشكلة، وفيها وعد باستمرار البناء والتعمير، كما أن فيها أمل ويقين ورجاء، حيث ذكر الرئيس التحديات والصعاب التى ستواجهنا، ولكنه كان على يقين لدرجة أنه وعد المصريين وقال: «بكرة تشوفوا عطاء ربـــنـــا لبلــــدنا وهتبقــــــوا مستعجـــبين وتسألوا إزاى وليه».

أدعو الله أن ينصر بلدنا وينصر رئيسنا ويوفقنا من أجل تحقيق ذلك الحلم، ورؤية عطاء ربنا الكبير الذى بدأ ولن يتوقف بإذن الله، وأتمنى لو قمنا بدور أكبر فى التوعية بأحوال مصر، كيف كنا وكيف أصبحنا، أن نشرح الصعاب التى واجهت الدولة المصرية وكـــيف تغلــــبت عليــهـــا.. كيـــف نجحـــــت فى تحــقــيق معجــــزة الاســــــتـقرار الســـياســــى والاقتصادى والأمنى.. كيف نجحت الدولة فى أن تستعيد مؤسساتها وقوتها ومكانتها الإقليمية والدولية.. أن يكون أهلنا أكثر وعيا بما نواجهه فى المنطقة والعالم.. أن نكون أكثر وعيا بأهمية التلاحم والتكاتف والمشاركة.. أن نكون أكثر حبا وتسامحا وتعايشا.. أن نحب الوطن أكثر من أنفسنا.. لأننا راحلون وسيبقى الوطن، وعلى أرضه سيعيش أولادنا وسيحصدون خير ما زرعنا، وأن نتذكر دائما خيوط النور التى وضعناها وننسج بها مستقبلنا المضىء بإذن الله.

بـوكـس

بعد كل ما سمعنا .. وبعد هول ما رأينا على مدار سنوات .. هل مازال هؤلاء يرون أن النادى الأهلى ينجح بالصدفة، ويفوز بالمحسوبية والمجاملات، وأن الكابتن محمود الخطيب إدارى فاشل؟ .. وهل ستظل تلك اللافتة العار على الرياضة المصرية والأفريقية مرفوعة؟!