تنمية سيناء.. نصر جديد بعد عبور أكتـوبر

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

محمد طلعت ــ مصطفى منير

مازالت الحرب مستمرة على أرض الفيروز، حقًا انتهت حرب أكتوبر 1973، بعد ملحمة جسدها أبطال قواتنا المسلحة، ولكن مازالت حرب التنمية مستمرة، فعلى مدار 48 عامًا بعد استرداد الأرض، كانت التنمية الحقيقية على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فبالرغم من الحرب ضد أهل الشر والإرهابيين التي شهدتها أرض الفيروز خلال السنوات الماضية، وشن العملية الشاملة لتطهير أرض سيناء من كل عدو للوطن، وقدم شهداؤنا دماءهم الطاهرة للحفاظ على الأرض والعرض، بدأ قطار التنمية الحقيقي على أرض سيناء، نستعرض خلال السطور التالية المشاريع القومية لتنمية سيناء.

منذ 48 عامًا، وفى شهر أكتوبر كان أبطالنا من القوات المسلحة يقفون على أرض سيناء يحاربون عدوًا اعتقد أنه سيطر على الأرض ونجح فى احتلالها، ولكن بقدرة المصريين وجنودنا الأبطال استطاعوا أن يدهشوا العالم كله وإلى الآن، جسدوا كل معاني البطولة والفداء من أجل الوطن، نجحوا خلال 6 ساعات في تدمير خطوط العدو، وإعادة الأرض.. وعلى مدار تلك السنوات كانت أرض سيناء على مدار 40 عاما مهملة، حتى جاء رجل قرر أن يستكمل الحرب ويعمل على تنمية كل شبر فى ارض الوطن، ولكن كان أعداء الوطن يقفون يحاولون منع قطار التنمية من السير وتحقيق النجاحات، لتبدأ الحرب على الإرهابيين، ونجح رجالنا من خلال العملية الشاملة من تطهير أرض سيناء، وكان العبور الثاني، ونجحنا خلال سنوات من مواجهة عدو إرهابي خسيس في الحفاظ على الارض وتطهيرها، لتبدأ المشاريع القومية لتنمية أرض سيناء.

محطة مياه بحر البقر

افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد، فهي الأكبر من نوعها في تاريخ مصر والشرق الأوسط، والمشروع الأهم في تنمية شبه جزيرة سيناء بتكلفة 1.2 مليار دولار، وتعمل بمعالجة مياه الصرف الزراعي لمصرف بحر البقر بطاقة 5.6 مليون م3، ونحو مليار م3 كل سنة، فالمحطة تعالج مياه الصرف وتقضى على أخطر منابع التلوث فى مصر، وتستصلح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد، 400 ألف فدان في شمال سيناء من مياه مهدرة سنويا، وتنقذ مياه بحيرة المنزلة من التلوث وتعيد إليها الحياة البحرية، ويبلغ طول مصرف بحر البقر، حوالى 190 كيلو مترًا، ويعتبر من أخطر منابع التلوث البيئى فى مصر، وهو الوحيد الذي يمتد من جنوب القاهرة مرورًا بعدد 5 محافظات هي بورسعيد والإسماعيلية والشرقية والدقهلية والقليوبية، وينتهي بصرف ما بداخله فى بحيرة المنزلة، وستسهم محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد في تحويل مسار مصرف بحر البقر، ومعالجته ثلاثيًا يوميا إلى شمال سيناء من خلال سحارة السلام جنوب بورسعيد، لتساهم في استصلاح 400 ألف فدان في سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق و30 يونيو، وبئر العبد والسر والقوارير.

لم تكن تلك المحطة الوحيدة، فعلى مدار السنوات كان قد تم تنفيذ 10 مشروعات صرف صحى بسيناء بتكلفة مليار و700 مليون جنيه، وتنفيذ محطات لتحلية المياه.

كما أنشأت الدولة ٢٢ محطة لتحلية المياه، منها إحلال وتجديد محطة تحلية وسط سيناء وشبكة مياه العريش ومحطة تحلية مياه العريش وبدء تنفيذ مشروع لإمداد مدينة رفح الجديدة بالمياه ومحطة تحلية الشيخ زويد، كما تم الانتهاء من حفر أكثر من ٣٠ بئرًا سطحية وعميقة بمناطق الشيخ زويد ورفح ونخل والحسنة، ويتم تنفيذ أعمال الكفاءة لأكثر من ٣٠ بئرًا برفح والشيخ زويد، كما تم تنفيذ محطتى مياه البحر بمناطق العريش والشيخ زويد، كما تم الانتهاء من حفر ١٤٥ بئرًا عميقة فى مناطق نخل والحسنة.

وحدات سكنية

وبالنسبة للملف العمراني بسيناء فقد شهد طفرة كبيرة، لتوفير سكن يليق بأبناء أرض الفيروز، فخلال الفترة الماضية جرى إنشاء تجمعات عمرانية جديدة مصممة على أحدث التقنيات بشمال سيناء وجنوبها، بالإضافة إلى وحدات الإسكان الاجتماعى وتطوير المناطق العشوائية، كما اتجهت الدولة لإنشاء مدن جديدة وتزويدها بجميع الخدمات التى يحتاجها المواطنين، مثل مدينة رفح الجديدة، ومدينة بئر العبد الجديدة والإسماعيلية الجديدة وسلام مصر بشرق بورسعيد.

ويتم إنشاء 81 ألف وحدة سكنية و400 منزل بدوى، فى شمال ووسط سيناء، وجرى الانتهاء من 2000 وحدة سكنية بالكامل فى مدينة المساعيد بالعريش، و12 ألفا و266 وحدة فى المرحلة الأولى من مدينة الاسماعيلية الجديدة.

كما تم البدء والتنفيذ فى إنشاء مدينة رفح الجديدة بإجمالى 10 آلاف وحدة سكنية و400 منزل بدوى، إضافة إلى إنشاء العشرات من التجمعات السكنية البدوية وسط سيناء، كما تم إنشاء المئات من الوحدات السكنية فى الشيخ زويد، وايضا تم البدء فى إنشاء مدينة سلام مصر، والتى تصنف كعاصمة اقتصادية جديدة، والتى تبعد عن بئر العبد بمسافة 40 كيلو مترا.

المدينة الشبابية

فمنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية وهو حريص على دعم الشباب، وظهر فى تمكين حقيقي للشباب، وكان من ضمن خطة التنمية فى سيناء هو تطوير المدينة الشبابية فى شرم الشيخ، وبالفعل كان الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، منذ ايام فى جولة تفقدية بمدينة شرم الشيخ تابع خلالها أعمال تطوير المدينة الشبابية والرياضية، وتبين أنه جرى تطوير ورفع كفاءة المطعم الخاص بالمدينة، بالإضافة إلى رفع كفاءة المباني والصالات الرياضية، لتكون قادرة على استضافة مختلف البطولات المحلية والقارية والدولية، بالإضافة إلى استخدامها في ممارسة الرياضة بشكل عام، وتنمية المواهب الرياضية المصرية ورعايتها، مما يعود بالنفع على المواطن المصري والمجتمع.. بالإضافة إلى تنفيذ صالة مغطاة بالعريش، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة ٣٥ مركزًا شبابيًا، وإنشاء ٩ مراكز أخرى، وإنشاء مضمار لسباق الهجن.

طرق وموانئ ومطارات

لم تتوقف التنمية عند هذا الحد، فالتنمية شملت إنشاء شبكة طرق واسعة بإجمالى أطوال تبلغ 2400 كيلو متر، تضمنت إنشاء 26 طريقًا، كما يتم تطوير موانئ الطور وشرم الشيخ لرفع كفاءتهما بهدف جعلهما يضاهيان وينافسان الموانئ البحرية الأخرى، ومع اكتمال عملية التطوير، سيتم توفير آلاف فرص العمل لصالح أهالى جنوب سيناء، وسيعمل كلا الميناءين على تنشيط حركة الاستيراد والتصدير وفتح سوق عمل جديد.

كما تم تطوير مطار البردويل الدولى للأغراض المدنية، إضافة إلى تطوير مطار العريش الدولى، وجاري تطوير ميناء العريش البحرى ورفع كفاءته بهدف جعله يضاهي وينافس الموانئ البحرية الأخرى على ساحل البحر المتوسط، كما تم إنشاء مرسى للصيادين برمانة، إضافة إلى تطوير بحيرة البردويل.

وجاري إنشاء مناطق لوجستية داخل تلك الموانئ، ويتم حاليا ربط تلك الموانئ بعدد من الطرق، وتشرف على تطوير تلك الموانئ هيئة قناة السويس، وذلك فى إطار تنمية وتطوير محور قناة السويس فى اطار خطة الدولة لجعل منطقة محور قناة السويس، من أكبر المناطق الاقتصادية والصناعية فى العالم.

الزراعة في سيناء

كما تم إنشاء ١٣ تجمعًا زراعيًا بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، وإنشاء البنية الأساسية اللازمة لزراعة مساحة (٥٥١٠) فدان، لإضافة مساحات زراعية جديدة، وتوفير3 آلاف فرصة عمل مباشرة بالإضافة إلى 15 ألف فرصة عمل غير مباشرة، و حفر حوالي ١٦٥ بئرًا جوفيًا بالإضافة إلى مولدات كهرباء لاستخراج المياه الجوفية، وتنفيذ ١٣ خط مياه رئيسي، وتنفيذ شبكات الري الرئيسية والفرعية بكل تجمع زراعي، وتم تنفيذ ١٠٠٪ من الأعمال وإجراء أعمال تسوية الأراضي وأعمال الشبكات الرئيسية للري وتوريد وتركيب الصوب الزراعية لعدد (١٣) تجمعًا وهم (ك ٦١ بغداد – الخفجة نخل – خشم/ الخرم – النوافعة/ المغفر – الدفيدف/ الحسنة – طيبة التد – طويل الحامض – ام مفروث – النثيلة ١/ نخل – النثيلة٢/ نخل – ابو رصاص/ نخل – السحيمى/ رأس سدر – الحمة/ رأس سدر) وذلك وفقًا لعقد الاتفاق التنفيذي الموقع بين وزارة الزراعة والهيئة الهندسية وبلغت التكلفة الإجمالية مليار و 706 مليون جنيه.

صحة أهالينا فى سيناء

وفى المجال الصحي كان اهتمام الدولة واضح، حيث تم رفع كفاءة وتطوير المستشفيات المركزية، والوحدات الصحية ووضع حجر الأساس لأكثر من مستشفى فى سيناء، كما تم تطوير ٣ مستشفيات مركزية بمدن سانت كاترين وطابا وأبو رديس، كما تم الانتهاء من رفع كفاءة وتطوير ٥ وحدات صحية بمدن الجبيل ووادى الطور وأبو صويرة ورأس سدر ورأس مسلة، كما تم الانتهاء من تطوير ورفع كفاءة ٢٥ نقطة إسعاف، كما تم إنشاء العديد من المستشفيات المركزية والوحدات الصحية لخدمة أهالي في سيناء.

مستقبل ولادنا

وخلال فترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية البلاد، تم انشاء 69 مدرسة وعدد الفصول 729 فصلا وجارى تنفيذ 8 مدارس و115 فصلا، وأن الخطة المستقبلية إنشاء 38 مدرسة و373 فصلا للوصول للمستهدف وهو بناء 115 مدرسة و1217 فصلا، لافتا إلى أن إجمالى ما تم من تكلفة مشروعات التعليم بشمال سيناء خلال هذه الفترة لمدارس أنشئت ومدارس جارى العمل فيها وصل لمبلغ 818 مليون جنيه. وفى جنوب سيناء تم إنشاء ورفع كفاءة وتطوير ٥٩ مدرسة، تضم ٥٤٩ فصلا، بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من 21 ألف طالب وطالبة، تمثل كافة المراحل التعليمية المختلفة، وبتكلفة إجمالية ١٦٣ مليون جنيه، وذلك خلال الفترة من ٢٠١٤ إلى 2020.