حكايات| نقاط ثابتة من «الطين».. كيف كانت تحمي مصر قرى الصعيد؟

نقاط ثابتة من «الطين».. كيف كانت تحمي مصر قرى الصعيد؟
نقاط ثابتة من «الطين».. كيف كانت تحمي مصر قرى الصعيد؟

بناء صغير مبني من الطوب اللبن مكونة من طابقين، وبها خفراء، في أماكن ثابتة بقرى قنا، كانت في عصر محمد علي وأبنائه، مهمتها حماية المواطنين، وتعزيز التواجد الأمني بقرى قنا. 

 

يقول محمود عبدالوهاب مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة آثار مصر العليا: «لقد أنشئت فى عصر الأسرة العلوية، عصر أسرة محمد علي، نقاطا ثابتة على الطرق الرئيسة ومداخل البلاد كدرك يحمي هذه الطرق ويؤمنها فى الليل والنهار».

 

وهذه النقاط كانت عبارة عن بناء صغير مساحته لا تتعدى 3 أمتار وهي مكونة من طابقين غرفة فوق غرفة يصعد إلى الغرفة العلوية بسلم خارجي أو داخلي. 

 

 

ويضيف: يظهر بما تبقى من نقاط باقية أنها قد بطريقة مؤهلة لوظيفتها من حيث وجود المراقب والمزاغل فى كلا المستويين، وكان بكل منها حراسة مكونة من اثنين من الخفراء، ويقوم بالمرور على هذه النقاط الثابتة دورية من المركز أو نقطة الشرطة التابعة لها.

 

اقرأ أيضًا| متحف السيرة الهلالية.. مشاهد تؤرخ ذكريات الخال

 

كما أن هذه الدورية نوعين، الأولى دورية مكبرة وهي سوارية (على خيل) ومكونة من ضابط شرطة وصول أو شاويش واثنين عساكر، والثانية هي دورية بيادي (أي مترجلة على الأرجل) ومكونة من صول أو شاويش واثنين عساكر.

 

 

ويشير مدير عام الشؤون الأثرية إلى أن من هذه النقاط الثابتة الباقية حتى الآن اثنين بدير الشيخ أبوالوفا الشرقاوي، وكانت توجد واحدة على طريق فرشوط عند مزاير أدب شرق الترعة بحوض أبو الدهب، وواحدة بسفح الجبل بقرية أبوعموري وأخرى عند السحارة القبلية بقرية الدومة بجوارها غرفة للري.

 

وغالبا ما كانت توجد بجوار هذه النقاط الثابتة حجرة للري بها البراطيم الخشبية التي كانت تستخدم في سد بوابات الري وذلك قبل استخدام البوابات الحديدية الحالية.

 

أما الغريب أن بعض أهالي هذه المناطق يطالب بإعادة تفعيل دور هذه النقاط، فطريق العركي الجديدة وطريق الدهسة تعرضا لما يقرب من ٦ مرات وأكثر  يتم سرقة الأسلاك الكهربائية منها والكشافات ووصل الأمر لسرقة محول كهرباء كامل بخلاف السرقات وتواجد اللصوص وبائعي الشابو والمخدرات على هذه الطرق.