فى يوم مولده

قاعود: النبي «محمد» كان رحيماً بالضعفاء رفيقاً بالفقراء

الشيخ محمد حسن قاعود
الشيخ محمد حسن قاعود

تحتفل الأمة الإسلامية فى الأيام المقبلة بمولد النبى صلى الله عليه وسلم ويحتفل العالم باليوم العالمى للقضاء على الفقر، وقد كان للنبى صلى الله عليه وسلم منهجاً للقضاء على الفقر، وفى السطور القادمة نتعرف على هذا المنهج وتطبيقه فى وقتنا الحاضر.

يقول الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف: إن ميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن ميلاد فرد عادي، وإنما كان ميلاد أمة بأكملها فقد كان مولداً للحق والعدالة والنور والسرور، قال تعالي: «قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» وقيل فى تفسيرها فضل الله أى الإسلام ورحمته هو محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى عليه وسلم رحيماً بالضعفاء رفيقاً بالفقراء.


علاج نبوي

ويضيف: اهتم الإسلام بمشكلتى الفقر والبطالة وحرص على علاجهما بوسائل متعددة حفاظاً على المجتمع المسلم من الأخطار التى قد تصيبه أخلاقياً وسلوكيات وعقائد، حيث أكدت الدراسات العلمية أن للفقر والبطالة آثاراً سلبية على الصحة النفسية للفرد وخاصة عند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني، كما تزداد نسبة الجرائم كالقتل والاعتداء والسرقة لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ كثيراً من الفقر، بل ويجمعه فى دعاء واحد مع الكفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر).

ويوضح أنه من ملامح هذا المنهج العملى تشجيعه صلى الله عليه وسلم الناس لمزاولة العمل وبعض المهن، كما كان يفعل الأنبياء عليهم السلام، وهو نفسه كان القدوة فقد رعى الغنم فى صغره ثم زاول مهنة التجارة فى صباه وكانت نظرته للعمل نظرة تقدير واحترام للعمل مهما كانت طبيعته وبساطته فإنه خير من سؤال الناس والذلة بين أيديهم قال رسول الله صلى الله عليه سلم: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتى بحزمة الحطب على ظهره فيبعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه).

ويؤكد: أما إذا ضاق الحال ولم يجد عملاً أو أصابه مرض مقعد وأصبح فقيراً، فقد عالج الإسلام هذه المشكلة بأن يكفل الأغنياء الموسرون أقاربهم الفقراء، وذلك لما بينهم من الرحم والقرابة قال تعالي: «فآت ذا القربى حقه» وإذا عجز الأغنياء عن سد حاجة الفقراء جاء دور المجتمع ككل متمثلاً فى الزكاة التى فرضها الله للفقراء من أموال الأغنياء، ففى مصارف الزكاة الثمانية ستة مصارف للفقراء سواء أكان فقراً دائماً أو مؤقتاً ونقول إن الزكاة ليست لقيمات تعطى للفقير لكى يسد جوعه بل هى مصدر لإغنائه وتحويله من حالة الفقر إلى حالة الغني، هذا بالإضافة إلى الصدقات التطوعية فهى من أعمال الخير التى يدعو اليها الإسلام ويثيب عليها، وهناك أيضا مشروع الوقف الخيري، الذى شرع لمحاربة الفقر ومن أغراضه العطاءات المادية للفقراء وبناء المستشفيات الخيرية وبناء المدارس فى القرى الأكثر فقراً.

ويضيف: هناك أيضا الهبة والهدية والكفارات، فقد ربط الإسلام الإحسان إلى الفقراء بكثير من العبادات، وكان من طريق هذا الإحسان إطعام الطعام باعتباره من الحقوق الإنسانية الضرورية التى يتكفل بها المجتمع بأسره فجعل أيضاً للفقير حقاً فى أضحية العيد الكبير والهدى للحاج وعقيقة المولود.
ولا ننسى الجانب الروحي، وهو الاستعانة الدائمة بالله والدعاء والاستغفار، كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم وقال تعالى فى كتابه العزيز :»وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً ويؤت كل ذى فضل فضله».