مصير مجهول لطلاب التحويلات ورياض الأطفال

«التجريبية» تدفع فاتورة الإهمال والهروب من المدارس الخاصة

«التجريبية» تدفع فاتورة الإهمال والهروب من المدارس الخاصة
«التجريبية» تدفع فاتورة الإهمال والهروب من المدارس الخاصة

كتب : أحمد جمال
مع بدء العام الدراسي الجديد لم تتضح الصورة بالنسبة لآلاف الطلاب الذين يُفترض أن يكونوا مسجلين بالمدارس الرسمية اللغات المعروفة بـ«المدارس التجريبية»، بسبب تأخر تنسيق قبول رياض الأطفال في عدد من المحافظات على رأسها القاهرة، إلى جانب عدم ظهور نتائج التحويل الإلكتروني إلى المدارس التجريبية حتى الآن وتحديداً في المناطق التى تشهد كثافات طلابية مرتفعة، ما جعل العديد من الطلاب يقضون الأسبوع الأول من الدراسة في منازلهم انتظاراً لتحديد مصيرهم الذي مازال مجهولاً.

منذ أن جرى فتح باب التقديم بالمدارس التجريبية، مطلع يونيو الماضي، لم تظهر نتائج التنسيق الإلكترونى لعدد من المراحل فى محافظات مختلفة.

وينتظر الطلاب وهم في مرحلة رياض الأطفال، إعلان النتائج التي تصل في بعض المحافظات إلى أربع مراحل، وقد يستمر الوضع الحالي إلى نهاية الفصل الدراسي الثاني، ما يعنى أن هناك أطفالاً سيفوتهم العام الدراسي دون أن يتم إلحاقهم بأي مدرسة 
والمشكلة الأكبر أنه سيتم ترحيلهم مباشرة للعام الدراسي التالي!.

وشهد العام الدراسي الحالي أزمة جديدة بعد أن أقرت وزارة التربية والتعليم التحويل الإلكتروني بين كافة المدارس، وألغت التحويل الورقي الذى تسبب في مشكلات عديدة وتعددت شكاوى أولياء الأمور لإرغامهم على دفع رشاوى لقبول التحويلات، لكن يبدو أن التحويل الإلكتروني لم يحل الأزمة، بل أصحبت هناك مشكلة أخرى ترتبط بعدم ظهور بعض نتائج التحويلات إلكترونياً حتى الآن.

ويجد أولياء الأمور أنفسهم فى مأزق مع بداية الدراسة لأنهم تقدموا بطلبات تحويل من المدارس التي التحق بها أبناؤهم العام الماضي إلى مدارس أخرى تجريبية لكنهم في الوقت ذاته لم يعرفوا مصير أبنائهم، وكثير منهم سيضطر لإلحاق الأبناء بمدارسهم القديمة لحين صدور قرار التحويل سواء بالموافقة أو الرفض، وهو أمر تستغله المدارس الخاصة التي تطالب أولياء الأمور بتسديد المصروفات أو جزء منها نظير الموافقة على حضور أبنائهم.

وقالت أماني الشريف، أدمن جروب «اتحاد أولياء أمور المدارس التجريبية»، إن نتيجة المرحلة الثانية لتنسيق التحويل سواء من المدارس الخاصة إلى الرسمية اللغات أو داخل هذه المدارس لم يظهر بعد في محافظة القاهرة.

وكذلك عدد من المحافظات الأخرى، وحال تأخرها سيكون أولياء الأمور مرغمين على دفع نسبة 10% من المصروفات، في حين أن بعض المدارس أجبرت أولياء الأمور على دفع المصروفات كاملة رغم أن أولياء الأمور قدموا طلبات للتحويل وأبدوا رغبتهم في عدم التواجد بالمدرسة.

وأضافت أن أولياء الأمور مضطرون لشراء «يونيفورم» خاص بمدارسهم القديمة قبل أن يجدوا أنفسهم مرغمين على شراء «زى جديد» في حال قبول التحويل، مما يضاعف الأزمات على أولياء الأمور والطلاب، في حين أنه من المنطقي ظهور نتائج التنسيق قبل بدء العام الدراسي.

وقالت فاطمة فتحي، أدمن جروب «التعليم بلا حدود»، وولية أمر لثلاثة طلاب بمدارس تجريبية إن أولياء الأمور تظهر أمامهم أيقونات تشير إلى أن طلبات التحويل الخاصة مازال يجرى فحصها.

 في حين أن تأشيرات «فوق الكثافة» التي يمنحها وزير التربية والتعليم ويلجأ إليها الكثير من أولياء الأمور لم تعد كافية للقبول فى هذه المدرسة أو تلك، إما بسبب تخطى النسبة القانونية وعدم وجود أماكن بالفصول، أو لأن الأمر أضحى بحاجة لدفع رشاوى لمديري المدارس لقبول الطلاب.

من جانبه، رد مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، على هذه المشكلات قائلاً: «الوزارة لا تتحمل نتيجة أخطاء المديريات التعليمية والتي تسببت في تأخر تنسيق مرحلة رياض الأطفال وكذلك التحويلات»، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً بين المديرية والمحافظة في هذا الشأن وفقاً للكثافات داخل كل مدرسة، وأن التأخير سببه الإقبال الكبير من الطلاب على المدارس التجريبية ومحاولة توزيعهم على المدارس المختلفة.

وأضاف المصدر ـ الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن المدارس تتعامل مع مشكلات الكثافات المرتفعة من خلال استغلال الفراغات والبحث في توسيعها داخل كل مدرسة رسمية للغات أو متميزة، إلى جانب تجهيز القاعات اللازمة لتشمل الأطفال من جميع الفئات العمرية، وإنشاء فصول ملحقة تابعة للمدارس الرسمية الحكومية وهى عبارة عن أماكن أو فصول خاوية فى المدارس الحكومية يجرى توظيفها لاستيعاب الأعداد الكبيرة فى المدارس التجريبية، إلى جانب استحداث ما يُسمى بـ*الفصول المتنقلة» وهى أماكن سابقة التجهيز فى المدارس مثل فناء المدرسة حال كان قابلاً لإجراء العملية التعليمية داخله.