السيسى فى ذكرى نصر أكتوبر: الوعى قضيتنا الأولى

‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى
‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى

شهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضى‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الرابعة‭ ‬والثلاثين‭ ‬بعنوان‭ "‬أكتوبر‭ ‬‮٣٧‬‭ ‬والعبور‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭" ‬بمركز‭ ‬المنارة‭ ‬للمؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬بمناسبة‭ ‬احتفال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بالذكرى‭ ‬الثامنة‭ ‬والأربعين‭ ‬لنصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد،‭ ‬بحضور‭ ‬المستشار‭ ‬حنفى‭ ‬جبالى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬والمستشار‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬والدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والفريق‭ ‬أول‭ ‬محمد‭ ‬زكى‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬والإنتاج‭ ‬الحربي،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬رجال‭ ‬الدولة‭ ‬وقادة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

 

وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد‭ ‬بيوم‭ ‬العزة‭ ‬والكرامة،‭ ‬يوم‭ ‬النصر،‭ ‬الذى‭ ‬سيظل‭ ‬خالدًا‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬أمتنا‭ ‬يوم‭ ‬البطولات‭ ‬والأمجاد،‭ ‬التى‭ ‬صنعها‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بدمائهم‭ ‬الذكية‭ ‬فى‭ ‬ملحمة‭ ‬عسكرية‭ ‬أبهرت‭ ‬العالم‭ ‬ودونت‭ ‬سطورها‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬امتد‭ ‬شعاعه‭ ‬للإنسانية‭ ‬جمعاء‭ ‬ليعكس‭ ‬قوة‭ ‬وإرادة‭ ‬المصريين،‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬حقوقهم‭ ‬وتمسكهم‭ ‬بسيادة‭ ‬الوطن‭ ‬وأرضه‭ ‬وكرامته‭.‬وقال‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أكتوبر‭ ‬روح‭ ‬ملهمة‭ ‬هتفضل‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وتلهمنا‭ ‬بدروسها‭ ‬التى‭ ‬لن‭ ‬تنضب‮»‬

وفى‭ ‬كلمته‭ ‬بالندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬ستبقى‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬فى‭ ‬تاريخنا‭ ‬المعاصر‭ ‬ورمزًا‭ ‬لشموخ‭ ‬مصر‭ ‬وعزتها‭ ‬وصلابتها‭. ‬ووجه‭ ‬الرئيس‭ ‬تحية‭ ‬تقدير‭ ‬واعتزاز‭ ‬لكل‭ ‬رجال‭ ‬وقادة‭ ‬ورموز‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ذكرى‭ ‬النصر‭ ‬لشجاعتهم‭ ‬وتضحياتهم،‭ ‬وتحيةً‭ ‬لشهداء‭ ‬أبرار‭ ‬قدموا‭ ‬حياتهم‭ ‬فداءً‭ ‬للوطن‭ ‬وجادوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬تحت‭ ‬رايته‭.‬

كما‭ ‬وجه‭ ‬التحية‭ ‬للشعب‭ ‬المصرى،‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬لصموده‭ ‬ووعيه‭ ‬ولمساندته‭ ‬لقواته‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬أصعب‭ ‬وأدق‭ ‬الأوقات‭ ‬العامل‭ ‬الحاسم‭ ‬الذى‭ ‬صنع‭ ‬هذا‭ ‬النصر‭ ‬المجيد،‭ ‬‮«‬وسيظل‭ ‬هذا‭ ‬التلاحم‭ ‬والوعى‭ ‬الشعبى‭ ‬هو‭ ‬الحصن‭ ‬الحقيقى‭ ‬الذى‭ ‬ساهم‭ ‬فى‭ ‬صون‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وازدهار‭ ‬حضارتها‭ ‬العريقة‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‮»‬‭. ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬التحيةً‭ ‬لبطل‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬صاحب‭ ‬قرار‭ ‬العبور،‭ ‬وقائد‭ ‬النصر‭ ‬العظيم‭.‬

قال‭ ‬الرئيس‭: ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬حاربت‭ ‬واستردت‭ ‬أرضها‭ ‬هى‭ ‬مصر‭ ‬ذاتها‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬دائما‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬فلم‭ ‬تسعى‭ ‬مصر‭ ‬يومًا‭ ‬لحروب‭ ‬أو‭ ‬نزاعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أطماع‭ ‬غير‭ ‬شريعة‭ ‬أو‭ ‬الاستيلاء‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬على‭ ‬ممتلكات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الآخرين،‭ ‬ولكن‭ ‬نسعى‭ ‬دائما‭ ‬لمد‭ ‬يد‭ ‬التعاون‭ ‬كنهج‭ ‬راسخ‭ ‬لتحقيق‭ ‬الخير‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.‬

وأضاف‭: ‬تمر‭ ‬الأيام‭ ‬وتتعاقب‭ ‬السنوات،‭ ‬وتتبدل‭ ‬الأفكار‭ ‬وتتغير‭ ‬أشكال‭ ‬الصراعات‭ ‬فالحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬التى‭ ‬اعتدنا‭ ‬خوض‭ ‬غمارها‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬تحولت‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬غير‭ ‬نمطية‭ ‬تستهدف‭ ‬تدمير‭ ‬الأوطان‭ ‬من‭ ‬داخلها‭ ‬وقضية‭ ‬مصر‭ ‬الأولى‭ ‬الآن،‭ ‬هى‭ ‬قضية‭ ‬الوعى‭ ‬الذى‭ ‬أصبح‭ ‬مسئولية‭ ‬مشتركه‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬لنحافظ‭ ‬على‭ ‬وطننا‭ ‬ومقدرات‭ ‬شعبنا‭ ‬باعتباره‭ ‬الأمانة‭ ‬التى‭ ‬ارتضينا‭ ‬أن‭ ‬نحملها‭.‬

وأستحضر‭ ‬أهمية‭ ‬وقيمة‭ ‬الدروس‭ ‬الملهمة‭ ‬التى‭ ‬علمنا‭ ‬إياها‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬نصرًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬نموذجًا‭ ‬فريدًا،‭ ‬من‭ ‬التكاتف‭ ‬والوعى‭ ‬الشعبى‭ ‬بين‭ ‬المصريين،‭ ‬بكافة‭ ‬أطيافهم‭ ‬وملحمة‭ ‬متكاملة‭ ‬لأمة‭ ‬حشدت‭ ‬قوتها‭ ‬الشاملة‭ ‬لتغير‭ ‬واقع‭ ‬مرير‭ ‬ولتحقيق‭ ‬الانتصار‭ ‬لتأخذ‭ ‬بأسباب‭ ‬النجاح‭ ‬من‭ ‬المنهج‭ ‬العلمى‭ ‬فى‭ ‬الإعداد‭ ‬والتخطيط‭ ‬ومن‭ ‬دراسة‭ ‬نتائج‭ ‬وتجارب‭ ‬الماضى‭ ‬ومن‭ ‬العمل‭ ‬والكفاح،‭ ‬ليل‭ ‬نهار،‭ ‬لبلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬وتحقيق‭ ‬النصر‭.. ‬وقال‭ ‬الرئيس‭: ‬‮«‬مفيش‭ ‬مقال‭ ‬اتكتب‭ ‬فى‭ ‬جرايد‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬وأنا‭ ‬عندى‭ ‬9‭ ‬سنين‭ ‬إلا‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬أقرأ‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬حالنا‭ ‬باختلاف‭ ‬كتابنا‭ ‬وألوانهم‭ ‬واتجاهاتهم‭ ..‬ومكنش‭ ‬فيه‭ ‬ثقة‭ ‬إن‭ ‬إحنا‭ ‬نقدر‭ ‬نعبر‭ ‬ونحقق‭ ‬اللى‭ ‬حققناه‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬احتفالنا‭ ‬بنصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد‭ ‬مناسبة‭ ‬عزيزة‭ ‬لتشعرنا‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬الوطنى‭ ‬ولنتذكر‭ ‬جميعًا‭ ‬حجم‭ ‬الصعاب‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬استطعنا‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭ ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬حاضرنا‭ ‬الذى‭ ‬تسطر‭ ‬فيه‭ ‬مصر‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬عظيمة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ولتجسد‭ ‬مجددًا‭ ‬العزيمة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تقهر‭ ‬الصعاب‭ ‬فها‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نرى‭ ‬مصر،‭ ‬بالأرقام‭ ‬والحقائق،‭ ‬قد‭ ‬وجدت‭ ‬مسارها‭ ‬الصحيح‭ ‬لتمضى‭ ‬بخطى‭ ‬ثابته‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬ولتغير‭ ‬واقعها،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يليق‭ ‬بتاريخها‭ ‬وبحضارتها‭ ‬وبعظمة‭ ‬شعبها‭ ‬ولنمضى‭ ‬معًا،‭ ‬بقوة‭ ‬وعزيمة،‭ ‬لبناء‭ ‬وتنمية‭ ‬بلادنا‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تعاظم‭ ‬التحديات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬خاصةً‭ ‬فى‭ ‬محيطنا‭ ‬الإقليمى‭ ‬المضطرب‭ ‬والمعقد‭ ‬والأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬الغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مصر‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها‭ ‬خاصة‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬أثبت‭ ‬مجددًا‭ ‬وعيه‭ ‬العميق‭ ‬وأن‭ ‬انتماءه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬لوطنه‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬وطن‭ ‬ينهض‭ ‬بإرادة‭ ‬وسواعد‭ ‬أبنائه‭ ‬وأن‭ ‬العمل‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والإخلاص‭ ‬هى‭ ‬قيم‭ ‬وركائز‭ ‬أساسية‭ ‬للنجاح‭ ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬غمار‭ ‬التحدى‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭.‬

واستطرد‭: ‬فعلى‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬السبع‭ ‬الماضية‭ ‬سلكنا‭ ‬طريقًا‭ ‬شاقًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬دولتنا‭ ‬الحديثة‭ ‬ووصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وبدأنا‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬عملية‭ ‬شاملة‭ ‬وعميقة‭ ‬لصياغة‭ ‬المستقبل‭ ‬المنشود‭ ‬لوطننا‭ ‬العزيز‭ ‬وللأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬وفق‭ ‬عملٍ‭ ‬جمعى‭ ‬متكامل‭ ‬ومتناغم‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬علمية‭ ‬ومستهدفات‭ ‬محددة‭ ‬نسعى‭ ‬لتحقيقها‭ ‬خلال‭ ‬العشرية‭ ‬الحالية،‭ ‬ووصولًا‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬مصر‭ ‬‮٢٠٣٠»‬،‭ ‬فقد‭ ‬طالت‭ ‬جهود‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬جميع‭ ‬مناحى‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬محدد،‭ ‬هو‭ ‬تعظيم‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬سعيًا‭ ‬لحاضر‭ ‬ومستقبلًا‭ ‬أفضل‭ ‬لمصر‭ ‬وللمصريين،‭ ‬وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬لتنمية‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬والذى‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬قرية‭ ‬بتكلفة‭ ‬مبدئية‭ ‬حوالى‭ ‬‮«٧٠٠‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‮»‬‭.‬

واختتم‭: ‬ستبقى‭ ‬التضحيات‭ ‬والبطولات‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬جيل‭ ‬أكتوبر‭ ‬العظيم‭ ‬خالدة‭ ‬فى‭ ‬وجداننا‭ ‬وشاهدًا‭ ‬على‭ ‬صلابة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬ونبراسًا‭ ‬ونموذجًا‭ ‬ملهمًا‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬بجد‭ ‬ودأب‭ ‬لإعلاء‭ ‬شعب‭ ‬الوطن‭ ‬وحفظ‭ ‬ترابه‭ ‬وصون‭ ‬كرامته‭.‬

الجندى‭ ‬المصرى‭ ‬مفاجأة‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر

فيما‭ ‬أكد‭ ‬المشاركون‭ ‬فى‭ ‬المنتدى‭ ‬الذى‭ ‬عقد‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الـ34‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬أن‭ ‬الجندى‭ ‬المصرى‭ ‬كان‭ ‬مفاجأة‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬دهشة‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التى‭ ‬أظهرها‭ ‬ضباط‭ ‬وجنود‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭.‬

وقالوا‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مستعدة‭ ‬للتفريط‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬أرضها،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬التى‭ ‬كلفت‭ ‬بتمثيل‭ ‬مصر‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الدولية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬طابا‭.‬

حيث‭ ‬قال‭ ‬اللواء‭ ‬الدكتور‭ ‬سمير‭ ‬فرج‭ ‬مدير‭ ‬الشئون‭ ‬المعنوية‭ ‬الأسبق‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وأحد‭ ‬أبطال‭ ‬وقادة‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة،‭ ‬إن‭ ‬الجندى‭ ‬المصرى‭ ‬كان‭ ‬مفاجأة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬‮«‬حسبما‭ ‬أشار‭ ‬أرئيل‭ ‬شارون‭ ‬أحد‭ ‬قادة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬آنذاك‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬فرج‭ ‬إن‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬اعترفوا‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر،‭ ‬بأن‭ ‬الجندى‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬قابلوه‭ ‬فى‭ ‬1973‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬نفس‭ ‬الجندى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬موجودا‭ ‬عامى‭ ‬1956‭ ‬و1967،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬قالوا‭ ‬وقتها‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬دخلتم‭ ‬مع‭ ‬المصريين‭ ‬معركة‭ ‬جديدة‭ ‬فاحذروا‭ ‬أنكم‭ ‬ستقابلون‭ ‬جنديا‭ ‬مصريا‭ ‬جديدا‭ ‬لم‭ ‬تقابلوه‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬مداخلته،‭ ‬أكد‭ ‬المجاهد‭ ‬الشيخ‭ ‬سليمان‭ ‬عيد‭ ‬أبو‭ ‬سمرى‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجاهدى‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أهالى‭ ‬سيناء‭ ‬كانوا‭ ‬خير‭ ‬رادارات‭ ‬بشرية،‭ ‬وخيرا‭ ‬من‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬عملوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬الجيش‭ ‬والمخابرات‭ ‬المصرية‭ ‬عقب‭ ‬1967‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬بدو‭ ‬سيناء‭ ‬استقبلوا‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬أثناء‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬رفح‭ ‬والعريش‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬وتم‭ ‬نقلهم‭ ‬برعاية‭ ‬والده‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬بورفؤاد،‭ ‬على‭ ‬دفعات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬والدته‭ ‬وأخواته‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬البدو،‭ ‬وذلك‭ ‬بالسير‭ ‬بالغنم‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬الجنود‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتمكن‭ ‬الدوريات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬أثرهم‭.‬وفى‭ ‬مداخلته‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى،‭ ‬روى‭ ‬الدكتور‭ ‬مفيد‭ ‬شهاب‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬طابا‭ -‬الهيئة‭ ‬التى‭ ‬كلفت‭ ‬بتمثيل‭ ‬مصر‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الدولية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬طابا‭ ‬خلال‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭- ‬تفاصيل‭ ‬المعركة‭ ‬التى‭ ‬خاضتها‭ ‬مصر‭ ‬لإثبات‭ ‬أن‭ ‬طابا‭ ‬مصرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ادعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ملكيتها‭.‬وأعربت‭ ‬الفتاة‭ ‬ياسمين‭ ‬الطالبة‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الصيدلة‭ ‬إحدى‭ ‬ساكنات‭ ‬قرية‭ ‬الروضة‭ ‬بسيناء‭ ‬عن‭ ‬شكرها‭ ‬للجيش‭ ‬المصرى‭ ‬والشرطة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬الأمان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬محافظة‭ ‬سيناء،‭ ‬مؤكدة‭ ‬تحسن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمنى‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬سيناء‭.‬

وألقى‭ ‬الشاعرالشاب‭ ‬عبدالله‭ ‬حسن‭ ‬قصيدة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬حكايتك‭ ‬يا‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬حول‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد،‭ ‬وقال‭ ‬قبل‭ ‬إلقاء‭ ‬قصيدته‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬الا‭ ‬أنه‭ ‬استشعر‭ ‬روح‭ ‬وأجواء‭ ‬هذا‭ ‬الإنتصار‭ ‬العظيم‭ ‬،‭ ‬وفى‭ ‬نهاية‭ ‬الندوة‭ ‬أثنى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬القصيدة‭ ‬التى‭ ‬ألقاها‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالله‭ ‬حسن،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الشعر‭ ‬قادر‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬تجسد‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس‭ ‬والوجدان‭ ‬بكلمات‭ ‬جميلة‭.‬

واختتمت‭ ‬الندوة‭ ‬بقصيدة‭ ‬ألقتها‭ ‬الشاعرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الشابة‭ ‬ميس‭ ‬عبد‭ ‬الهادى،‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬،عبرت‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬فخرها‭ ‬الشديد‭ ‬بالجيش‭ ‬المصري،‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬انا‭ ‬فلسطينية‭ ‬عاشقة‭ ‬للجيش‭ ‬المصرى‭ ‬فخورة‭ ‬جدا‭ ‬ان‭ ‬الامة‭ ‬العربية‭ ‬فيها‭ ‬جيش‭ ‬كجيش‭ ‬مصر‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬قبل‭ ‬إلقاء‭ ‬قصيدتها‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭ ‬والحضور‭ ‬‮«‬وأنا‭ ‬فى‭ ‬طريقى‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬الحبيبة‭ ‬أول‭ ‬لما‭ ‬شوفت‭ ‬الجندى‭ ‬المصرى‭ ‬أقسم‭ ‬بالله‭ ‬حسيت‭ ‬بأمن‭ ‬وسعادة‭ ‬لا‭ ‬توصف‮»‬‭.‬وألقت‭ ‬الشاعرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الشابة‭ ‬قصيدة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬عزيز‭ ‬على‭ ‬القلب‭ ‬أكتوبر‮»‬‭ ‬قالت‭ ‬فى‭ ‬مطلعها‭ : ‬

عزيز‭ ‬على‭ ‬القلب‭ ‬أكتوبر

‭ ‬فذكراه‭ ‬عطر‭ ‬الشذى‭ ‬ينشر

زمان‭ ‬البطولة‭ ‬لا‭ ‬يمحى‭ ..‬

‭ ‬فيبقى‭ ‬جميلا‭ ‬لنا‭ ‬يذكر‭.‬

تضمنت‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‮ ‬‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬أوبريت‭ ‬‮«‬كمل‭ ‬عبورك‮»‬،‭ ‬غناء‭ ‬النجم‭ ‬الفنان‭ ‬تامر‭ ‬حسنى‭ ‬والمطرب‭ ‬مصطفى‭ ‬حجاج‮ ‬‭ ‬والمطربة‭ ‬الإماراتية‭ ‬بلقيس‮ ‬‭.. ‬الأوبريت‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬محمد‭ ‬البوغا،‭ ‬ومن‭ ‬ألحان‭ ‬أحمد‭ ‬العتبانى،‭ ‬وتم‭ ‬تقديمه‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭ ‬والحضور‭ ‬بمشاركة‭ ‬فرقة‭ ‬كورال‭ ‬من‭ ‬الأطفال‮ ‬‭ ‬ويقول‭ ‬مطلعه‭ :‬كمل‭ ‬عبورك‭ ‬هو‭ ‬ده‭ ‬وقتك‭ ‬ودورك‭ .. ‬ربنا‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬عونك‭ ‬ربنا‭ ‬يسدد‭ ‬خطاك‭.. ‬امشى‭ ‬فى‭ ‬طريقك‭ ‬ربنا‭ ‬دايما‭ ‬دايما‭ ‬يعينك‭ ‬طول‭ ‬ما‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬نن‭ ‬عينك‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬أكيد‭ ‬معاك‭.‬