شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأربعاء الماضى الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين بعنوان "أكتوبر ٣٧ والعبور إلى المستقبل" بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بمناسبة احتفال القوات المسلحة بالذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، بحضور المستشار حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة.
وصف الرئيس عبد الفتاح السيسى نصر أكتوبر المجيد بيوم العزة والكرامة، يوم النصر، الذى سيظل خالدًا فى تاريخ أمتنا يوم البطولات والأمجاد، التى صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الذكية فى ملحمة عسكرية أبهرت العالم ودونت سطورها بأحرف من نور امتد شعاعه للإنسانية جمعاء ليعكس قوة وإرادة المصريين، فى استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته.وقال أن «أكتوبر روح ملهمة هتفضل موجودة فى مصر وتلهمنا بدروسها التى لن تنضب»
وفى كلمته بالندوة التثقيفية أكد أن حرب أكتوبر ستبقى نقطة تحول فى تاريخنا المعاصر ورمزًا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها. ووجه الرئيس تحية تقدير واعتزاز لكل رجال وقادة ورموز العسكرية المصرية فى ذكرى النصر لشجاعتهم وتضحياتهم، وتحيةً لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداءً للوطن وجادوا بأرواحهم تحت رايته.
كما وجه التحية للشعب المصرى، الذى كان لصموده ووعيه ولمساندته لقواته المسلحة فى أصعب وأدق الأوقات العامل الحاسم الذى صنع هذا النصر المجيد، «وسيظل هذا التلاحم والوعى الشعبى هو الحصن الحقيقى الذى ساهم فى صون الدولة المصرية وازدهار حضارتها العريقة منذ فجر التاريخ». كما وجه التحيةً لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار العبور، وقائد النصر العظيم.
قال الرئيس: إن مصر التى حاربت واستردت أرضها هى مصر ذاتها التى تسعى دائما لتحقيق السلام فلم تسعى مصر يومًا لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شريعة أو الاستيلاء دون وجه حق على ممتلكات ومقدرات الآخرين، ولكن نسعى دائما لمد يد التعاون كنهج راسخ لتحقيق الخير والبناء والتنمية.
وأضاف: تمر الأيام وتتعاقب السنوات، وتتبدل الأفكار وتتغير أشكال الصراعات فالحروب التقليدية التى اعتدنا خوض غمارها فى الماضى تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها وقضية مصر الأولى الآن، هى قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركه بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لنحافظ على وطننا ومقدرات شعبنا باعتباره الأمانة التى ارتضينا أن نحملها.
وأستحضر أهمية وقيمة الدروس الملهمة التى علمنا إياها نصر أكتوبر الذى لم يكن نصرًا عسكريًا فحسب بل نموذجًا فريدًا، من التكاتف والوعى الشعبى بين المصريين، بكافة أطيافهم وملحمة متكاملة لأمة حشدت قوتها الشاملة لتغير واقع مرير ولتحقيق الانتصار لتأخذ بأسباب النجاح من المنهج العلمى فى الإعداد والتخطيط ومن دراسة نتائج وتجارب الماضى ومن العمل والكفاح، ليل نهار، لبلوغ الهدف وتحقيق النصر.. وقال الرئيس: «مفيش مقال اتكتب فى جرايد مصر من وأنا عندى 9 سنين إلا لما كنت أقرأ عنه وعن حالنا باختلاف كتابنا وألوانهم واتجاهاتهم ..ومكنش فيه ثقة إن إحنا نقدر نعبر ونحقق اللى حققناه».
وقال دائمًا ما يمثل احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد مناسبة عزيزة لتشعرنا بالفخر والاعتزاز الوطنى ولنتذكر جميعًا حجم الصعاب والتحديات التى استطعنا التغلب عليها لنصل إلى حاضرنا الذى تسطر فيه مصر قصة نجاح عظيمة بدأت منذ سنوات، ولتجسد مجددًا العزيمة المصرية التى تقهر الصعاب فها نحن اليوم نرى مصر، بالأرقام والحقائق، قد وجدت مسارها الصحيح لتمضى بخطى ثابته فى طريق التنمية والتقدم ولتغير واقعها، على نحو يليق بتاريخها وبحضارتها وبعظمة شعبها ولنمضى معًا، بقوة وعزيمة، لبناء وتنمية بلادنا بالرغم من تعاظم التحديات الداخلية والخارجية خاصةً فى محيطنا الإقليمى المضطرب والمعقد والأزمات العالمية الغير مسبوقة والتى لم تكن مصر بمنأى عنها خاصة تداعيات جائحة «كورونا».
وأكد أن الشعب المصرى أثبت مجددًا وعيه العميق وأن انتماءه وإخلاصه لوطنه بلا حدود وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه وأن العمل والاجتهاد والإخلاص هى قيم وركائز أساسية للنجاح فى عبور غمار التحدى على طريق بناء الدولة الحديثة.
واستطرد: فعلى مدار السنوات السبع الماضية سلكنا طريقًا شاقًا من أجل بناء دولتنا الحديثة ووصولًا إلى الجمهورية الجديدة، وبدأنا فى تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عملٍ جمعى متكامل ومتناغم بين كافة أجهزة الدولة واستنادًا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية، ووصولًا إلى أهداف «رؤية مصر ٢٠٣٠»، فقد طالت جهود البناء والتنمية جميع مناحى الحياة فى مصر بلا استثناء لتحقيق هدف محدد، هو تعظيم قدرة الدولة فى كافة المجالات من أجل تغيير الواقع وبناء الإنسان سعيًا لحاضر ومستقبلًا أفضل لمصر وللمصريين، وأشير هنا إلى المشروع الوطنى غير المسبوق لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة» والذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر الذين يعيشون فى أكثر من أربعة آلاف قرية بتكلفة مبدئية حوالى «٧٠٠ مليار جنيه».
واختتم: ستبقى التضحيات والبطولات التى قدمها جيل أكتوبر العظيم خالدة فى وجداننا وشاهدًا على صلابة هذه الأمة ونبراسًا ونموذجًا ملهمًا لنا جميعًا فى العمل بجد ودأب لإعلاء شعب الوطن وحفظ ترابه وصون كرامته.
الجندى المصرى مفاجأة حرب أكتوبر
فيما أكد المشاركون فى المنتدى الذى عقد على هامش الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة، أن الجندى المصرى كان مفاجأة حرب أكتوبر 1973، مشيرين إلى دهشة إسرائيل من الإمكانيات التى أظهرها ضباط وجنود الجيش المصرى خلال الحرب.
وقالوا إن مصر لم تكن مستعدة للتفريط فى أى شبر من أرضها، مشيرين إلى جهود هيئة الدفاع التى كلفت بتمثيل مصر أمام المحكمة الدولية للدفاع عن مدينة طابا.
حيث قال اللواء الدكتور سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، وأحد أبطال وقادة حرب أكتوبر المجيدة، إن الجندى المصرى كان مفاجأة لإسرائيل فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، «حسبما أشار أرئيل شارون أحد قادة الجيش الإسرائيلى آنذاك».
وأضاف فرج إن قادة إسرائيل اعترفوا بعد حرب أكتوبر، بأن الجندى المصرى الذى قابلوه فى 1973 لم يكن نفس الجندى الذى كان موجودا عامى 1956 و1967، مضيفا أن قادة إسرائيل قالوا وقتها للجيش الإسرائيلى «إذا دخلتم مع المصريين معركة جديدة فاحذروا أنكم ستقابلون جنديا مصريا جديدا لم تقابلوه من قبل».
وخلال مداخلته، أكد المجاهد الشيخ سليمان عيد أبو سمرى «أحد أعضاء مجاهدى شمال سيناء»، أن أهالى سيناء كانوا خير رادارات بشرية، وخيرا من الأقمار الصناعية المتقدمة، حيث عملوا من أجل مساعدة الجيش والمخابرات المصرية عقب 1967.
وقال إن بدو سيناء استقبلوا قوات الجيش أثناء عودتهم من رفح والعريش فى عام 1967، وتم نقلهم برعاية والده إلى مدينة بورفؤاد، على دفعات، مشيرا إلى دور والدته وأخواته من نساء البدو، وذلك بالسير بالغنم على أثر الجنود حتى لا تتمكن الدوريات الإسرائيلية من معرفة أثرهم.وفى مداخلته خلال المنتدى، روى الدكتور مفيد شهاب عضو هيئة الدفاع عن مدينة طابا -الهيئة التى كلفت بتمثيل مصر أمام المحكمة الدولية للدفاع عن مدينة طابا خلال مفاوضات السلام- تفاصيل المعركة التى خاضتها مصر لإثبات أن طابا مصرية بعد أن ادعت إسرائيل ملكيتها.وأعربت الفتاة ياسمين الطالبة فى كلية الصيدلة إحدى ساكنات قرية الروضة بسيناء عن شكرها للجيش المصرى والشرطة فى توفير الأمان على أرض محافظة سيناء، مؤكدة تحسن الوضع الأمنى فى محافظة سيناء.
وألقى الشاعرالشاب عبدالله حسن قصيدة بعنوان «حكايتك يا مصر» حول نصر أكتوبر المجيد، وقال قبل إلقاء قصيدته أنه رغم أنه لم يشهد حرب أكتوبر الا أنه استشعر روح وأجواء هذا الإنتصار العظيم ، وفى نهاية الندوة أثنى الرئيس عبد الفتاح السيسى على القصيدة التى ألقاها الشاعر عبدالله حسن، وقال إن الشعر قادر دائما على تجسد المشاعر والأحاسيس والوجدان بكلمات جميلة.
واختتمت الندوة بقصيدة ألقتها الشاعرة الفلسطينية الشابة ميس عبد الهادى، من قطاع غزة ،عبرت خلالها عن فخرها الشديد بالجيش المصري، وقالت «انا فلسطينية عاشقة للجيش المصرى فخورة جدا ان الامة العربية فيها جيش كجيش مصر». وأضافت قبل إلقاء قصيدتها أمام الرئيس والحضور «وأنا فى طريقى إلى مصر الحبيبة أول لما شوفت الجندى المصرى أقسم بالله حسيت بأمن وسعادة لا توصف».وألقت الشاعرة الفلسطينية الشابة قصيدة بعنوان «عزيز على القلب أكتوبر» قالت فى مطلعها :
عزيز على القلب أكتوبر
فذكراه عطر الشذى ينشر
زمان البطولة لا يمحى ..
فيبقى جميلا لنا يذكر.
تضمنت الندوة التثقيفية تقديم عرض أوبريت «كمل عبورك»، غناء النجم الفنان تامر حسنى والمطرب مصطفى حجاج والمطربة الإماراتية بلقيس .. الأوبريت من كلمات محمد البوغا، ومن ألحان أحمد العتبانى، وتم تقديمه أمام الرئيس والحضور بمشاركة فرقة كورال من الأطفال ويقول مطلعه :كمل عبورك هو ده وقتك ودورك .. ربنا يكون فى عونك ربنا يسدد خطاك.. امشى فى طريقك ربنا دايما دايما يعينك طول ما مصر فى نن عينك شعب مصر أكيد معاك.