«حماتى».. إنها قصة حبى

خالد القاضى
خالد القاضى

إنها حماتى يا سادة (قصة حبى)..  شفاها الله وعافاها.. قولوا آمين

بدأت قصة حبى معها قبل زواجى.. لكونها جيران وصديقة لوالدتى (رحمها الله) وشقيقتى الكبرى (أطال الله عمرها).. ولذلك لم يكن غريبًا أن أتقدم لخطبة بنتها (البكرية).. بل رحبت وطالبت بالإسراع فى إتمام الزواج.. حتى لا (أرجع فى كلامى !!!) وتخطفنى بنات القاهرة.. حيث كنت حينها وكيلًا لنيابة مصر الجديدة فى بداية التسعينيات.. وفى خلال أقل من ثلاثة أشهر تم الزواج.. فى منزل العائلة بفيلا الهرم.. وبذات العفش القديم.. (تسهيلات حصرية).. لثقتها التامة فى أننى سوف أُكرم بنتها.. لحبى لها (أقصد حماتى!).


تتواصل قصة حبى مع حماتى عبر نيف و28 عامًا.. نخوض خلالها - كأى أسرة مصرية - أوقات يُسر.. تقابلها أوقات عُسر فى العلاقة بينى وبين بنتها (اللى هى زوجتى).. فكانت نصيرى على الدوام.. ولم تتفوه ببنت شفه لى بلوم أو عتاب لتقصيرى فى حق زوجتى لأعباء عملى المتزاحمة على وقتى..

بل تؤازرنى.. وتطلب من زوجتى التحمل والصبر.. وأن حصاد كل هذا لها ولأولادها (حديث الأم لبنتها).. وكان من أهم فترات حبى معها؛ حين فقدتُ أعز الناس بغتة وبدون مقدمات وفى أقل من أربع سنوات متتالية (1995 - 1999) وهم والدى ووالدتى وشقيقى الثانى وزوج شقيقتى الكبرى.. فصرتُ يتيمًا محرومًا كسيرًا.. فقوّت عزيمتى (مع حماى يقينًا).. ولم تشعرنى بفقد الأحبة.. لأنها أحاطتنى بحب لا يقارن، ورعاية لا توصف.. إلى الحد الذى أصرّت فيه على نقل إقامتها وأسرتها كلية من الصعيد للقاهرة حتى تكون بجانبى فى أزماتى.


وبلغت ذروة اختبارات قصة حبى مع حماتى.. حين غادرت زوجتى منزل الزوجية متبرّمة من انشغالى عنها.. وتواصل عملى فى النيابة، أو داخل غرفة المكتب بالمنزل لفترات طويلة.. وذهبت إلى أمها غاضبة شاكية.. فما كان من حماتى إلا أن أرجعتها لى فى ذات اليوم يحوطها الاعتذار (الضمنى).. ومؤكدة على أنها ستتحمل معك كل أعبائك والتزاماتك دون تبرم أو شكوى، بل بدعم وتشجيع وإرادة. 


وحماتى سيدة مصرية صعيدية ريفية.. نشأت واتربت على العز.. مخدومة.. مدللة.. طول عمرها.. تزوجت من ابن عمها الطالب فى كلية الطب، ولم تكن قد أكملت 14 سنة - سلو بلادنا فى ذاك الزمان - وقد أنجبت 5 من البنين والبنات.. ليس لها أى اهتمام سوى زوجها وأولادها.. ولم تمارس الرياضة قط.. لذلك تركت نفسها فريسة للسمنة المفرطة.. حتى داهمتها الأمراض، وتمكنت منها الآلام المبرحة. 


وفى عام 2017 كنتُ أُؤدى فريضة الحج مع زوجتى.. وبعد إتمام المناسك فى مكة المكرمة.. وقبل السفر إلى المدينة المنورة.. دخلت حماتى المستشفى.. فهرعتُ إليها فورًا.. وعدتُ وزوجتى إلى القاهرة (فى أقرب طائرة).. وعبر أربع سنوات حتى اليوم.. وحماتى تتردد على العناية المركزة تارة.. وغرف المستشفى تارة أخرى.. وفى جميع الأحوال تم تهيئة غرفة عناية بالمنزل مع رعاية طبية كاملة من أكبر الأساتذة فى تخصصاتهم.. ودوريات تمريض على مدار الساعة، لتعطل معظم وظائف الجسم الحيوية.  


وآخر مشاهد قصة حبى مع حماتى كانت قبل ساعات من كتابة هذا المقال.. فى غرفة العناية المركزة فى المستشفى..

حيث ظلت متشدقة بيدى.. تشد عليها بيديها المرهقة نتيجة الحقن المتكررة.. وعلى أنفها أقوى أجهزة التنفس الصناعى التى لا يمكن أن تتخلى عنها لحظة.. تكابد الآلام فى صعوبة التنفس.. ورغم كل هذا تحمد الله.. وتؤكد أننى حبيبها الأوحد.. رغم وجود زوجها وأولادها وأحفادها..

إنها حماتى يا سادة (قصة حبى).. شفاها الله وعافاها.. قولوا آمين. 
جيهان السادات.. «سيدة دولة»  


كشف حوار المهندس جمال السادات، نجل الزعيم أنور السادات - قائد الحرب وصانع السلام - مع الإعلامى المحنك عمرو أديب مؤخرًا، النقاب حول ملامح مهمة من شخصية والدته المغفور لها «جيهان السادات».. لعل أهمها ما يمكن وصفه بأنها عوملت حتى بعد وفاتها بوصفها «سيدة دولة».. على وزن «رجل دولة». 


وقال جمال السادات إنها أوصته وهى على فراش الموت أن يسأل فخامة الرئيس السيسى إن كان ممكناً لها أن تدفن بجوار زوجها الرئيس الراحل أنور السادات، «نفسى أدفن جنب أنور».. وأكدت أنها ستقدر الأمر فى حالة تعذر تحقيق ذلك، حيث إن الرئيس السادات مدفون فى موقع النصب التذكارى والمكان خصص لدفن شخص واحد وليس مجهزًا كمدافن كما المتعارف عليه وأضاف جمال فى حواره، أنه اتفق مع شقيقاته على أنه سيوصل وصيتها إلى الرئيس السيسى، لكن عليهم جميعاً ألا يحزنوا فى حالة تعذر تحقيق أمنيتها الأخيرة لأسباب فنية أو هندسية لا دخل للرئيس بها.


وبالفعل قام نجل السادات بالاتصال بالرئيس السيسى ليبلغه بوصية والدته، والتى وعده الرئيس بالنظر فى إمكانية تحقيقها والرد عليه لاحقاً، ليفاجأ جمال السادات بمحاولات اتصال عديدة من رئاسة الجمهورية خلال منتصف نفس الليلة وحتى ساعات الصباح الأولى، ليبلغه الرئيس السيسى شخصيًا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية ستقوم بتجهيز المكان ليكون جاهزًا لتحقيق أمنية السيدة جيهان السادات، ورد جمال السادات: «أنا وأخواتى مدينون لك العمر كله وده جميل هنشيله فى رقبتنا للأبد».


وبعد الوفاة طلب نجل الراحلة من الرئيس الإسراع فى دفنها عملًا بمبدأ «إكرام الميت دفنه»، لكن الرئيس السيسى طلب منه التريث قليلاً، وقال له «أنا عايز أعمل حاجة تليق بجيهان السادات».


وأكد جمال السادات أنه وشقيقاته فوجئوا بمشهد الجنازة العسكرية المهيب بحضور الرئيس السيسى وقرينته وكبار رجال الدولة، وهى أول جنازة عسكرية تقام لسيدة فى تاريخ مصر، وتم كل ذلك بترتيب من الرئيس شخصيًا دون أدنى تدخل منه ومن أسرة الرئيس الراحل السادات، كما أكد جمال السادات أن ما تم من إهداء الراحلة جيهان السادات لوسام الكمال وإطلاق اسمها على أحد محاور القاهرة المهمة هو تكريم كبير «لم نكن نحلم به».


هكذا هى جيهان السادات «سيدة دولة»..

رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، وشكرًا فخامة الرئيس «ابن الأصول».  


وفى أكتوبر أمجاد مصرية خالدة 


6 أكتوبر 1973: كنتُ أقترب من سن السادسة لأننى مواليد سنة النكسة 1967!! وكنتُ شديد العتاب لوالدى - رحمه الله - أنه لم ينتظر 14 يومًا لأكون مواليد 1968 وأنجو من تلك السنة المشئومة..

استمعنا جميعًا لبيانات الحرب الخمسة من الساعة 2.15 وحتى الساعة 5 م.. فى يوم صيام فى رمضان.. ولم نكن نصدق ما يحدث هل هى حقيقة.. أم أنها خطة خداع استراتيجى؟!


وسرعان ما توالت أنباء العبور والنصر والمجد والفخر والعزة والكرامة.. فكانت الحقيقة الدامغة أن القوات المسلحة المصرية هم خير أجناد الأرض بكل المعايير العسكرية. 


لكِ المجد والسؤدد.. مصرنا الغالية. 


2 أكتوبر 2021: فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى يُكرِّم شهداء القضاء فى أول يوم للقضاء يحتفل به القضاة من مختلف الجهات والهيئات القضائية. 
وكانت المشاهد الإنسانية لفخامة الرئيس مع أسر الشهداء شديدة التأثير، فى نفوس جميع القضاة..

بل والمصريين جميعًا.. وكان مايسترو الاحتفال معالى المستشار الجليل عمر مروان، وزير العدل الموقر..

الذى يعمل ليل نهار، يسابق الزمن مع كافة رؤساء وأعضاء الجهات والهيئات القضائية الأجلاء.. 
دامت أمجادكم  قضاة مصر..

وشكرًا معالى وزير العدل.


٦ أكتوبر 2021: معالى الوزير اللواء الدكتور سمير فرج يكشف فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة..

عن مدى نجابة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بداياته وقت أن كان برتبة الملازم أول فى الكتيبة قيادته..

ووصفه بأنه «ضابط صاحب قرار».. وعدّد مواقف فخامته تأكيدًا لتلك الصفة.


وهذا يدعونا للفخر والعزة بهاتين القمتين المصريتين رفيعتى الأخلاق والنبل والسمو.. فهذا مقدم بالقوات المسلحة ينتصح لرأى ملازم أول وينفذه..

ثم بموضوعية وحيدة تامة يمنحه تقدير «امتياز».. ثم بعد أربعين عامًا يعلن هذا أمام شاشات العالم دون حرج أو وجل أو تردد.. 


دمتما نبعًا للمجد؛ فخامة الرئيس - ومعالى الوزير.  


وتبقى تهنئة فخامة الرئيس


أردد تهنئة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعيد 48 لنصر أكتوبر المجيد، على صفحة الفيس بوك: «فى الذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر العظيم، أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لقواتنا المسلحة الباسلة التى أعادت إلى الأمة كلها الثقة بنفسها، وأثبتت فى ذلك النصر، قدرة المصريين على إنجاز عمل عسكرى يتجاوز المستحيل، تم تنفيذه بدقة فى الإعداد والتخطيط، وبسالة فى الأداء تجسد أسمى المعانى فى حب أبناء هذا الشعب للوطن واستعدادهم الدائم لبذل الروح دفاعًا عن ترابه.


تحية لشهدائنا الأبرار ولجيل أكتوبر العظيم، ولروح القائد الملهم رجل الحرب والسلام ابن مصر البار الرئيس الراحل أنور السادات الذى اتخذ قرار الحرب وتحمل تبعاته بشجاعة الأبطال وعزيمة الرجال. 


حفظ الله ومصر وشعبها وجيشها وأرضها من كل سوء وشر».


 قاض مصرى