من وقت ظهور الكيانات الاقتصادية الاكبر في عالم منتجات الأغذية والسلاسل التجارية في منتصف الثمانينات وهما كيانات محافظة لنفسها على صورة ملائكية عصامية تغازل احيانا العصامية المحلية وأحيانا اخري الانتماء القومي وأحيانا تانية خالص الوجود القوي لنجاح الكيانات الاقتصادية المفرط بعيدا عن الانتماءات السابقة، لحد ما أتعرف في منتصف الالفينات انتماء بعضها لجماعة #الاخوان_المسلمين وبرضو كان عادي جدا جدا جدا والناس عايشة ومتعايشة ومعجبة بإنجازات الشركات ونجاحات المجموعة في اثراء الاقتصاد المصري ومش بس كدة كانو حريصين على البركة في شراء المنتجات وشايفين انهم ليكافحوا بنجاحهم الاقتصادي ضد الأنظمة المستبدة اللي مستقصاداهم عشان هما اصحاب توجه سياسي إسلامي بريء!
لكن بعد #٣٠يونيو وما تلاها كدة من احداث دامية ومشاركة الجماعة في عمليات ارهابية وانكشاف الأصابع اللي كانت بتلعب و الحارة المزنوقة وخلافه ظهر تيار اسمه "العقول البسيطة"؛ ناس كدة عادية يعني من الشعب المصري لا هما أغنياء ولا فقراء بس و لا هما موظفين ولا فلاحين بس، ولا هما كبار ولا صغيرين بس، هما خلطة كدة من الشعب المصري اللي بيمارس "التفكير الوطني". جاله منين التفكير دا يا عيني؟
جاله بالفطرة السليمة يا فندم!
رفض يستسلم لوضع قائم ومقبلش حد يستغله ولا يملي عليه غلوشة الدعاية المفرطة ولا سمح لحد يلاعبه باحتكار السوق. ولا خالت عليه محاولات تلميع الشركات بمشاركتها في الاعمال الخيرية ولا دخل عليه البتة انضمام نجوم مجتمع لحملاتهم الدعائية
اصحاب العقول البسيطة ترجموا ان اي منتمي للجماعة الارهابية لازم يكون مرحب بقتل المصريين اللي الجماعة بتستحل دمهم و قيامه بشراء منتجات مصانعهم دا نوع من انواع تشجيع النشاط الارهابي!
مع ان القانون وقتها لم يدين معظم الشركات ولا غيرها من الكيانات الاقتصادية الاخوانية لكن هما اصحاب العقول البسيطة فهموها كدة واتعاملو معاها كدة زي ما هى. منعوا دخول منتجات الاخوان بيتهم وقاطعوا التعامل مع الكيانات اللي يشتبه حتى بان لها صلة بالجماعة. مارسوا نوع من انواع العزل الاجتماعي والاقتصادي على اد ما قدروا وسواء كان تصرفهم مؤثر ولا لأ على ارقام مبيعات الشركات، ولا حركة تداولها في البورصة ، الا ان هذا التيار كان نشط جدا وبشكل عفوي غير منظم ولا ممول على الإطلاق!
وناخد مثال عملي حكاه لسان حالهم
من دفتر احوال معاناتهم مع مجتمع مارس عليهم التسفيه ودونية الفكر وأقسى انواع التنمر لمجرد كونهم بيحبو بلدهم بشكل عملي على اد ما طالت ايديهم من اساليب مقاومة!
الناس البسيطة دي
فهمت ان كوباية الزبادي ام ٥ جنيه بيروح منها ١٠قروش لتمويل الشر فبالتالي: لو اشترى ٣٠كوباية زبادي في رمضان من احدى شركاتهم يبقى نصيب الفرد ٣جنيه في شهر واحد بس في السنة. ولما كمل الحسبة قالك: لما نص الشعب ياكل نفس كوباية الزبادي في نفس الشهر لان طبعا شركاتهم صاحبة النصيب الأكثر توحشا في السوق المصري قادرة توصل ل٥٠مليون من المصريين "ان مكانش اكتر" بالتالي هتساهم مبيعات كوباية الزبادي ب٣جنيه فشهر واحد من فرد واحد بس في السنة لو ضربناهم في ٥٠مليون هتطلع ١٥٠مليون جنيه تمويل مرتاح ومش متشاف وحاجة احلى من الخشاف!
مش دا تقريبا رقم قريب من المبلغ اللي أتوجد في احد الضبطيات بالدولارات وجاهز للصرف على حملات تشويه الدولة المصرية عموما "بعيدا عن أيا من كان على راس النظام الان، لان #الاخوان على خصومة دائمة مع الحاكم حتى لو شاركو في السلطة"
العقول البسيطة دي قدرت تحسب اللي عقل الاقتصادين واصحاب الياقات البيضاء مقدروش يحسبوه او مش عايزين يحسبوه عشان الكتب بتقول "...." والنظريات بتعيد"..." والمنظمات الدولية بتحذر"..." وناسيين تماما ان الامن القومي المصري بيتهدد بوجود كيانات اقتصادية مثبت عليها تمويل الاٍرهاب!
العقول البسيطة كمان تخطت انانية السلاسل التجارية المصرية "الشهيرة" اللي محدش فيهم اخد قرار بمقاومة التعامل مع الكيانات المشبوهة دي! مسمعناش عن جرأتهم في وقف الشراء منهم، واللي لو كانوا عملوه بالتاكيد كانو حققو شهرة ومبيعات ميحلموش بيها عشان هما وطنيين واصحاب موقف بيرفض التعامل مع ناس أتثبت معاهم تمويل ارهاب! وكمان قرار زي دا مَش هيضرهم في شيء لان الشركة اياها لها بدائل بالسوق متعددة وممكن سد العجز بسهولة ولكن دا محصل عشان المصلحة بتحكم والحس الوطني دعييييف حبيتشين
#العقول البسيطة مستسلمتش لمسكنة الأنوف الخنفة اللي بتقول "ذنب العمال الغلابة ايه؟"
ومين قال ان العمال هتتشرد؟
لعلمك يا بيه لعلمك يا ست هانم؛
مفيش عامل مدرب بيتشرد-مصر مليانة مصانع محتاجة عمال ومش لاقية في نفس المجال الصناعي اللي بيشارك فيها المجموعة الاقتصادية المفترسة ومع ذلك عمالها متمسكين بالعمل فيها عشان جنابك مُصر تشتري منهم وتساهم في تحسين صورتهم واستمرار توسيع دايرة تسويقهم!
وفي اسوء الفروض المجموعة المسمومة لو اتباعت، ما هي هتحتاج عمالها برضو!! يعني الغلابة مش هيتشردو طمن قلب الخساية اللي جواك!!!
الاقتصاد الاخواني الموجود بالداخل ومش محتاج دعاية ولا معرفة عشان بالفعل هو معروف دوره ونشاطه موجه لفين بالظبط ما هو الا سلاح احنا بنموله عشان يلف ويقتلنا!
الامن القومي مسألة مفيهاش أراء ولا اختيارات. بعد تجربة مصر المريرة في البراح السياسي اللامحدود واللي سبق ومررت شعارات و أهواء وأجندات تحت عناوين مغلوطة خلت قاعدة اصحاب العقول البسيطة توسع وتكبر و تتعامل باحترام من بعض المُنظرين بعد ما استطاعوا إثبات صحة حدسهم ورجاحة اختيارتهم خصما من رصيد اصحاب الفصاحة والفوقية الفكرية بل والهوية الدونية ومساجين عنبر الانبطاح للإملاءات الغربية!
عشان كل ما سبق بحيي كل من اصحاب العقول البسيطة اللي مطلعتش ابدا بسيطة، وكانت بجد حويطة وحكمت من القريبة على الزاوية البعيدة!
بحيي كل من قاطع كوباية الزبادي المسمومة وكل من رفض يشتري اللحمة من السلاسل المشمومة وكل من فضل المقاومة واتحمل التنمر والدعاية المشؤومة!
بقلم
شيرين هلال
