الفنانون تحت مظلة الرئيس

خالد‭ ‬محمود
خالد‭ ‬محمود

خالد‭ ‬محمود

لدى‭ ‬إحساس‭ ‬كبير‭ ‬بأن‭الفنانين ‬والمبدعين‭المصريين ‬يعيشون‭ ‬عصرهم‭ ‬الذهبي،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

نعم‭.. ‬بات‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭ ‬والرئيس‭ ‬للفن‭ ‬والفنانين،‭ ‬حياتهم‭  ‬وآمالهم‭ ‬وأحلامهم،‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬وكانت‭ ‬المبادرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكبيرة‭ ‬وغير‭ ‬المسبوقة‭ ‬فى‭ ‬استنارتها‭ ‬التى‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى ‬بدعم‭ ‬فنانى‭ ‬مصر‭ ‬“قوتها‭ ‬الناعمة”‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات،‭ ‬فكريا‭ ‬وإنسانيا‭ ‬وماديا،‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬إيمان‭  ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يحملون‭ ‬راية‭ ‬الفن‭ ‬ومكانتهم‭ ‬لدينا‭.‬

إن‭ ‬قرارات‭ ‬الرئيس‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬كان‭ ‬ينتظرها‭ ‬جموع‭ ‬الفنانين‭ ‬المبدعين‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وقد‭ ‬بثت‭ ‬فيهم‭ ‬الروح‭ ‬والطمأنينة‭.‬

تعالوا‭ ‬نستعيد‭ ‬معا‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬والتوجيهات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمنظومة‭ ‬دعم‭ ‬وحماية‭ ‬الفنانين،‭ ‬وتطويرها‭ ‬بغطائها‭ ‬الاجتماعى‭ ‬والمحاور‭ ‬الخاصة‭ ‬بشأن‭ ‬تحسين‭ ‬معاشات‭ ‬أعضاء‭ ‬النقابات‭ ‬الفنية‭ ‬والتشكيلية‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬كافة‭ ‬الفئات‭ ‬الابداعية‭ ‬والفنية،‭ ‬وحصر‭ ‬موقفهم‭ ‬التأميني‭ ‬سواء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الصحي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مقترحات‭ ‬إصلاح‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي‭ ‬لتحسين‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ورعاية‭ ‬أعضاء‭ ‬تلك‭ ‬النقابات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬توفير‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬للمنظومة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وكذا‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬المماثلة‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط،‭ ‬فقد‭ ‬وجه‭ ‬الرئيس‭ ‬بتدقيق‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬الخاصة‭ ‬بحصر‭ ‬وتسجيل‭ ‬الفنانين‭ ‬بمختلف‭ ‬فئاتهم‭ ‬بالتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬النقابات‭ ‬الفنية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وذلك‭ ‬لشمولهم‭ ‬ببرامج‭ ‬الحماية‭ ‬التأمينية‭ ‬والرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر‭ ‬المتنوعة‭ ‬مثل‭ ‬الشيخوخة‭ ‬والعجز‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تعيقهم‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬عملهم،‭ ‬خاصةً‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعاملين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الفني‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بوظائف‭ ‬منتظمة‭ ‬ولا‭ ‬يمتلكون‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬للدخل،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬توفير‭ ‬سبل‭ ‬المعيشة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭ ‬ولأسرهم،‭ ‬بما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬لمصر‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الفني‭ ‬والإبداعي‭ ‬والثقافي،‭ ‬والتي‭ ‬طالما‭ ‬مثلت‭ ‬إرثاً‭ ‬متميزاً‭ ‬لمصر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬كمنارة‭ ‬للفن‭ ‬والإبداع‭.‬

إنها‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬كان‭ ‬ينتظرها‭ ‬الفنانون‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬وهذا‭ ‬يحفزهم‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬بأقصى‭ ‬طاقة‭ ‬ممكنة‭ ‬لديهم‭ ‬لإحساسهم‭ ‬بالأمان‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬حياتهم‭ ‬والشعور‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬ترعاهم‭ ‬وتكرمهم‭.‬

هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬واجهوا‭ ‬متاعب‭ ‬صحية،‭ ‬واضطروا‭ ‬للجلوس‭ ‬فى‭ ‬البيت،‭ ‬وكان‭ ‬الأمل‭ ‬دائما‭ ‬انتظار‭ ‬أمر‭ ‬رئاسي‭ ‬بالعلاج‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الدولة‭.. ‬وبعد‭ ‬إصدار‭ ‬توجيهات‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديدة‭ ‬أصبح‭ ‬الفنان‭ ‬مطمئنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الناحية،‭ ‬وتعالوا‭ ‬نتذكر‭ ‬مثلا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬شريف‭ ‬دسوقى‭ ‬فمن‭ ‬منطلق‭ ‬إيمان‭ ‬الرئيس‭ ‬برسالة‭ ‬الفن،‭ ‬كم‭ ‬كانت‭ ‬لفتته‭ ‬الكريمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬عندما‭ ‬تابع‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للفنان‭ ‬شريف‭ ‬دسوقى‭ ‬ليطمئن‭ ‬عليه‭ ‬فور‭ ‬إجرائه‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬بتر‭ ‬ساقه،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إصابته‭ ‬بمرض‭ ‬السكري،‭ ‬ووجه‭ ‬بضرورة‭ ‬التدخل‭ ‬وتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬مصاريف‭ ‬علاجه‭ ‬كاملة،‭ ‬وصرف‭ ‬معاش‭ ‬استثنائى‭ ‬له،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬الفنان‭ ‬ليس‭ ‬عضوًا‭ ‬عاملا‭ ‬بنقابة‭ ‬المهن‭ ‬التمثيلية،‭ ‬كأحد‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذى‭ ‬يرعاه‭ ‬ويطمئن‭ ‬على‭ ‬سلامته‭.‬

لفتة‭ ‬الرئيس‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬رسالة‭ ‬كبيرة‭ ‬للجميع‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬والفنانين‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الوطن،‭ ‬وتحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاطمئنان‭ ‬لدى‭ ‬جموع‭ ‬الفنانين‭ ‬“كبارهم‭ ‬وصغارهم”‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬معهم‭ ‬ولن‭ ‬تتخلى‭ ‬عنهم‭ ‬فى‭ ‬محنتهم‭.‬

استيقظ‭ ‬الفنان‭ ‬دسوقى‭ ‬بعد‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬مستشفيات‭ ‬القاهرة،‭ ‬على‭ ‬باقة‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬لتتحول‭ ‬آلامه‭ ‬وتأثره‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬له،‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والراحة‭ ‬وتعلو‭ ‬وجهه‭ ‬ابتسامة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فقد‭ ‬اطمأن‭ ‬قلبه‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬معه،‭ ‬وقدم‭ ‬شكره‭ ‬الكبير‭ ‬للرئيس‭ ‬معبرا‭ ‬بقوله‭ ‬“بقى‭ ‬لينا‭ ‬أب‭ ‬نتباهى‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬كلها”‭.‬

أيضا‭ ‬أمر‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬بإرسال‭ ‬فريق‭ ‬طبي‭ ‬لمتابعة‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للفنانة‭ ‬ياسمين‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬لتنضم‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والفنانات‭ ‬الذين‭ ‬خضعوا‭ ‬مؤخرا‭ ‬للعلاج‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الرئيس‭. ‬

حمل‭ ‬القرار‭ ‬الرئاسي‭ ‬الجديد‭ ‬فى‭ ‬طياته‭ ‬أيضاً‭ ‬اهتماما‭ ‬بالغا‭ ‬بقوة‭ ‬مصر‭ ‬الناعمة‭ ‬والتى‭ ‬شكلت‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭ ‬كثيرة‭ ‬جسرا‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬انقطعت‭ ‬فيه‭ ‬الأواصر‭ ‬أحيانا،‭ ‬ولقد‭ ‬اختصر‭ ‬الرئيس‭ ‬الطريق‭ ‬واجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بالقائمين‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ ‬ليتجاوز‭ ‬بهذا‭ ‬التوجيه‭ ‬الرئاسي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ربما‭ ‬تعصف‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬نحن‭ ‬حقا‭ ‬أمام‭ ‬جمهورية‭ ‬جديدة‭ ‬تعلي‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬وغذائها‭ ‬الروحى‭ ‬المتمثل‭ ‬فى‭ ‬العلم‭ ‬والثقافة‭ ‬والفن‭. ‬

أتذكر‭ ‬أيضا‭ ‬حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬مدينة‭ ‬للثقافة‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬وأخرى‭ ‬فى‭ ‬العلمين‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الفن‭ ‬وتعظيمه،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬دارا‭ ‬للأوبرا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجديدة‭ ‬او‭ ‬مدينة‭ ‬العلمين‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فهو‭ ‬شيء‭ ‬يحسب‭ ‬للرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭.. ‬شكرا‭ ‬رئيس‭ ‬مصر‭.‬