أحمد حمدي.. روايات جنوده عن عصفور أخضر بموقع استشهاده

قصة استشهاد البطل أحمد حمدي .. سر العصفور الأخضر
قصة استشهاد البطل أحمد حمدي .. سر العصفور الأخضر

واحد من شهداء مصر الأبطال، قاده القدر ليصبح المسؤول الأول عن كباري قناة السويس، بعد فترة تدريب واسعة، ببساطة الحديث عن اللواء أركان حرب مهندس أحمد حمدي المسئول عن العبور في القطاع الجنوبي والسويس في نطاق الجيش الثالث الميداني وتركيب كباري النصر.

كان "حمدي" على موعد مع تخطي الصعاب في واحد من أكثر نقاط خط بارليف تحصنا وارتفاعا حيث وصل ارتفاع الساتر الإسرائيلي في تلك النقطة إلى 20 مترا وعمق عشرة أمتار فقد كان هناك ناتج حفر سابق لتطوير القناة استغله العدو في رفع الساتر الترابي أمام السويس الذي تميز برماله من الطفلة الناعمة (الطينية).

أما المهمة فكانت  تنفيذ كباري بإعداد تغطي المطلوب للعبور وللكباري التمويهية ودراسة الساتر الترابي ونقاطه الحصينة والتدريب الدائم عليها من خلال نماذج متباينة تمت إقامتها على فرع النيل في منطقة تماثل تياراتها تيارات قناة السويس فالمد والجزر أهم صعاب قناة السويس خاصة في الجنوب.

وينخفض منسوب المياه بعمق مترين في ست ساعات وهو ما يعادل دور مبان تقريبا ليعود به بعد ست ساعات أخرى ليس لمنسوبه فقط بل ويرتفع مترين آخرين وهنا كانت المهمة استغلال المد والجذر لتنفيذ كباري العبور في 6 ساعات فقط لتحقيق المفاجأة والنصر، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة.

وتحتم الابتكار بتنفيذ الكباري بالأيادي المصرية ثم وضع حلول للربط ما بين أنواع الكباري المستخدمة تحسبا لضرب بعضها فيمكن الجمع بين بقايا نوعين من الكباري لإقامتها وهو ما فعله الشهيد أحمد حمدي واستلزم كل ذلك ليس التخطيط في المكاتب فقط بل البقاء الدائم وسط القوات في تدريبها وتجهيزات مواقعها أمام خطوط العدو ومخاطره، حيث كان لا يفضل البقاء في مكتبه طويلا يقضي فيه نهاره أما ليله فقد كان في مكتبته الخاصة للقراءة والدراسة والابتكار.

ولم يتأخر كثيرا ففي ليلة السابع من أكتوبر والجميع يصارع الزمن لعبور المدرعات لتأخذ أوضاعها قبل الهجوم الإسرائيلي الرئيسي في صباح الثامن من أكتوبر بعد 48 ساعة من مفاجأة العبور وجمع الاحتياطي الإسرائيلي.

وظهر أن الجزء السفلي من الساتر ( الجزء القديم ) قد تحجر مما استلزم استخدام مفرقعات وألغام بكميات كبيرة لتنفيذ الثغرة وتركيب الكباري وأنتجت بعض الثغرات 50 ألف متر مكعب رمال وكان مقدرا لها 1700 متر مكعب فقط، وكل ذلك يتم ولم يتوقف الطيران الإسرائيلي عن مهاجمة الكباري وتدمير بعضها ليضع تحديا جديدا للرجال لإعادتها لأوضاعها السابقة واستمرار عبور القوات والمعدات.

وفي اليوم التاسع للقتال أصيب أحد الكباري ( في قطاع الجنوب ) وتحركت القوات لإعادة تركيبه فوجدوا اللواء أحمد حمدي قد سبقهم إلى هناك يشاركهم في إعادة تركيب الكوبري، حيث طفت على سطح المياه بعض أجزاء الكوبري التي أصيبت يجرفها التيار بقوة في اتجاه الكوبري مما يهدده ويهدد الرجال، ليكتشف الجميع مركبة برمائية يقودها اللواء أحمد حمدي بنفسه تتجه إلى هذه القطع لتسحبها بعيدا عنهم.

ثم عاد "حمدي" ليقف على الكوبري وسط رجاله الذين يبذلون طاقات غير متوقعة لإعادة تركيبه وكانوا هدفا مكشوفا لطائرات العدو، وتسقط دانة إسرائيلية في المياه تخرج منها شظية واحدة تصيب الشهيد أحمد حمدي ليتحقق حلمه بالاستشهاد ليردد رجاله بعد ذلك أنهم شاهدوا عصفورا أخضر يرفرف على الكوبري يوميا في موعد استشهاده.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |هل زار ابن بطوطة ولاية أوهايو الأمريكية؟.. مفاجآت الرحالة العربي