نصائح من البنك الدولي للحد من تلوث الهواء في مصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 

 

أكد البنك الدولي، أنه تم الاسترشاد بتحليل البيانات التي تصدرها وحدات التنمية المستدامة والبنية التحتية في البنك في إعداد التصميم الخاص بمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، ومن خلال أساليب التحليل المبتكرة، خلص فريق لشؤون البيئة إلى أن النقل العام يتمتع بأهمية كبيرة لمعالجة تلوث الهواء الناجم عن الانبعاثات من الأتوبيسات التي تعمل بوقود الديزل في القاهرة الكبرى.

ووجدت دراسة الكتاب الأبيض للنقل بالمركبات الكهربائية في مصر التي أعدتها فرق شؤون الطاقة والنقل في البنك الدولي أن وسائل النقل العام وليس المركبات الخاصة ستكون الفئة المناسبة لتطبيق تجربة تشغيل المركبات الكهربائية بالنظر إلى إمكاناتها المعقولة في تخفيض الانبعاثات العالية لغازات الاحتباس الحراري.

ويُمثِّل خفض الانبعاثات الكربونية عنصراً جوهرياً في نهج وخطة عمل البنك الدولي للتنمية الخضراء القادرة على الصمود والشاملة للجميع لمساعدة البلدان على معالجة الآثار الناجمة عن التغيّرات المناخية، ولتقوية استدامة هذا الاستثمار، يساعد الصندوق العالمي للحد من الكوارث والتعافي من آثارها في صياغة التدابير اللازمة للحد من آثار الكوارث الطبيعية مثل تغيّر المناخ لتكملة هذا المشروع.

ويدرس القائمون على هذا المشروع فكرة استخدام أسطولٍ من الأتوبيسات الكهربائية وليس مجرد إجراء تجربة لاختبار جدوى هذه التكنولوجيا نفسها، وإنما كخطوة إستراتيجية نحو تقليص تلوث الهواء والحد من آثار تغيّر المناخ في مصر.

وفي إستراتيجيات النقل، يتجاوز نهج خفض الانبعاثات الكربونية كثيراً مجرد الاستعاضة عن المركبات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي بالسيارات الكهربائية، فهو يتضمَّن التحوُّل بعيداً عن السيارات.

ووجد تحليلنا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري أن أكثر من 90% من خفض الانبعاثات الكربونية يجب أن يأتي من التحوُّل عن استخدام السيارات ومركبات الأجرة، وأن الاستعاضة عن الأتوبيسات التي تسير بوقود الديزل بأخرى كهربائية أسهم بنسبة 9.5% فقط من هذا الخفض.

وكخطوة أولى نحو التشجيع على التغير الكبير في أنماط انتقال الجمهور العام يمكن تصميم المشروع بحيث يُقدِّم خدمة أتوبيسات عالية الجودة من حيث تواتر الرحلات، وتزويدها بمكيفات الهواء، ومقابس "يو إس بي" لشحن الأجهزة الإلكترونية للركاب.

ويبني المشروع على الدروس المستفادة من تجارب النقل بالمركبات الكهربائية في أماكن أخرى في مصر؛ ففي الإسكندرية المطلة على البحر المتوسط، وجدت هيئة النقل العام أن استخدام أسطول جيد التصميم من الأتوبيسات الكهربائية سيؤدي إلى زيادة الطلب الجماهيري على رحلات الأتوبيسات حتى بين النساء، لاسيما حيثما تحسنت تصورات السلامة العامة بتركيب كاميرات أمنية داخل الأتوبيسات.

وأكد البنك الدولي، أن بحوث سابقة أظهرت أنه حتى تنجح تجربة الأتوبيسات الكهربائية في مصر، يجب حل بعض المسائل التشغيلية مثل سعة بطاريات الشحن ووزنها، وتقنيات الشحن، وتكاليف البنية التحتية، والتوسع والمرونة في تطبيق التجربة.

وتدرس المرحلة الأولى لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغيّر المناخ في القاهرة الكبرى المسارات المحتملة للأتوبيسات، كما تشتمل على التصميم المُفصَّل لهذه الأتوبيسات، وإعادة تجهيز المستودعات لتشمل عمليات إعادة الشحن، والبيئة التشغيلية عموماً، وغير ذلك مما يلزم توفيره لضمان جدوى اللجوء لاستخدام الأتوبيسات الكهربائية.

أقرا ايضا البنك الدولي: المشاورات مع مصر تستهدف صدور تقرير المناخ والتنمية