حكاية زعيم

حكاية زعيم
حكاية زعيم

محمد سلامة

كم من الوقت قد تستغرقه تلك المشروعات الممتدة بطول البلاد وعرضها... كم من الجهد... كم من الاستثمارات غير المسبوقة... فرص العمل... قيمة مضافة... من قبل انعاش اقتصاد كان قاب قوسبن أو أدنى من ركود قد يطيح به الى كساد تحت ضغط ظروف استثنائية داخلية عقب ثورتين... فترة انتقالية ضاعف منها انتشار فيروس «كورونا»... فوضى خارجية حولنا... تحاصر منطقة مشتعلة دوماً وأبداً بالصراعات السياسية... الاقتصادية... أحدث تقرير للتنمية البشرية برعاية الامم المتحدة جاء تحت عنوان « التنمية حق للجميع... مصر المسيرة والمسار «... أكد ان الاسكان الاجتماعى حظى ولايزال باهتمام غير مسبوق من الدولة المصرية... تمكين أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط من سكن أدمى يحفظ كرامتهم...هناك أكثر من 312 الف مصرى استفادوا من برنامج الاسكان الاجتماعى... حصلوا على 4.9 مليار جنيه دعم نقدى... تمويل عقارى 30.8 مليار جنيه... انفقت الدولة أكثر من 63.4 مليار جنيه على مشروعات الاسكان ولاتزال... الأرقام بالتأكيد مرشحة للزيادة لانها تعود الى نهاية عام مالى مضى...  لم يعد الأمر مقتصراً على مبادرة للتمويل العقارى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى... لكنها « ثورة « أرادها الرجل لاعادة دولة عانت عقوداً من التأجيل لاحلامها... طموحاتها... حياة كريمة تطال كل أفرادها... فى زمن الازمات... الظروف الاستثنائية... الضغوط الطارئة لعلها أخرها انتشار فيروس «كورونا»... يطفو على السطح مشاكل تدنى معدلات النمو الاقتصادى... خروج الكثير من الشركات من الخدمة مكرهة تحت ضغط تراجع الطلب... تسريح الالاف من العمالة... ارتفاع مستويات البطالة... تراجع مستوى المعيشة... لم يغب عن الرجل كل تلك الامور وغيرها... الامر لم يعد مجرد مشروع هنا... هناك... المسألة باتت دولة... اقتصاد على المحك يتطلب اجراءات متسارعة... سياسات للانعاش... توفير فرص عمل للالاف... الملايين... استعادة معدلات نمو اقتصادى رغم كل الأوضاع المعاكسة عالمياً ومن قبل محلياً... لم تكن كل تلك المشروعات وغيرها سوى خطة انقاذ عاجلة اريد لها النجاح وقد كان... تخيل لو تثاقلنا الى الأرض ننتظر ما يأتى به قادم الأيام... تخيل لو لم تكن كل تلك المشاريع فى كل المجالات دون استثناء... تخيل أرقام النمو الاقتصادى... معدلات البطالة... مستويات الفقر... الأوضاع الاجتماعية... الانسانية... بالتأكيد والرأى ليس من عندياتى... لكنه راى المراقبين... موسسات المال العالمية... وكالات التصنيف الائتمانى الدولية... مستويات البطالة تراجعت ولاتزال عكس ما ذهب اليه الكثيريين... معدل نمو يقترب من أعلى مستوياته يكاد يكون الوحيد بين الاسواق الناشئة حول العالم لم يتوقعه أكثر المتفائلين... ارتفاع طال الصادرات... تراجع بالواردات بفضل سياسات احلال المنتج المحلى... اكتفاء ذاتى بالكثير والكثير من السلع... الخدمات... اقتصاد صمد رغم كل الانواء... الاعاصير... الكوارث التى صادفت ولاتزال كل اقتصاديات العالم... لم يعد الأمر رفاهية كما قد يتصور... يتخيل البعض... عاصمة جديدة... مدن عمرانية تنتشر بطول البلاد وعرضها... طرق غير مسبوقة... مطارات... محطات كهرباء عملاقة... ملايين من اراضى الاستصلاح والاستزراع... قناة سويس جديدة... انفاق تجرى من تحتها تربط سيناء بالوطن الأم... مواجهة عشوائيات كانت سبة فى جبين الوطن... حياة كريمة ليس لاهالينا فى ريف مصر... لكل مصرى... مصرية... لولا كل تلك المشروعات... الاستثمارات التى تفرض نفسها على خانة «التريليونات» لاول مرة... ما كان هناك ملايين من فرص العمل فى كل بقاع مصر وليس القاهرة او العواصم فقط... ما كان هنالك معدل نمو اقتصادى غير متوقع رغم كل الاحداث الطارئة الصعبة... ما كان لدينا تراجع معدلات البطالة فى وقت كان ينتظر ان تتضاعف... ما كان هناك حياة... الأمر ليس مجرد مبادرة للتمويل العقارى بعائد 3% متناقص سنوياً الاقل ربما فى التاريخ الاقتصادى... الامر يتجاوز الى عودة الروح لاقتصاد عانى عقوداً من الاهمال... ضاعف منها ازمات تعلوها أزمات... ظروف استثنائية ضاغطة... طاحنة... عالم يتجه الى ازمة تراجعت معها تقديرات صندوق النقد والبنك الدوليين لمعدلات نمو الاقتصاد العالمى... معجزة... يمكن ان نؤكد ذك... استثناء فى عالم لا يعرف الاستثناءات... بالتأكيد... كسر لكل النظريات الاقتصادية... التوقعات... البديهيات... المسلمات... اقتصاد ينزف... يعانى تحت ضغط عقود من التأجيل... تداعيات فترة حرجة تجاوزها بفضل الله ثم الرجل... ازمات عالمية لاتزال تضرب بقوة الاقتصاد العالمى... فيروس أبى الا يزيد الأمر سوءاً... لكنه يصمد... يتعافى... يضمد جراحه... يتجاوزها... يسجل معجزة اقتصادية ربما لم يشهدها عالمنا الحديث... القديم على اتساعه... كنا نخشى فقاعة عقارية... تراجع الطلب... تبدل الامر... زاد الطلب اضعافاً مضاعفة على السكن... تحول الكثير من الشركات الى الاستثمار العقارى لخدمة محدودى ومتوسطى الدخل... انتعش سوق العقار... تراجعت ازمة السيولة... تدخلت البنوك وهو دورها الذى لم تتخلى عنه فى توفير تمويل بعائد يكاد «صفر»... أجال تصل الى 30 عاماً للسداد... تيسيرات غير مسبوقة... اجراءات ما أسهلها... ضمانات ايسر... اسهل... عشرات من المهن... الحرف... الصناعات التقطت أنفاسها... استعادت روحها... ملايين من العمالة وهناك طلبات بالمزيد... انها حكاية زعيم.