إحباط محاولة انقلاب فى السودان.. وحمدوك: «تستهدف الثورة»

تصفية آخر جيوب المتوررطين بمعسكر «الشجرة» جنوب الخرطوم

البرهان فى زيارة لسلاح المدرعات بمعسكر الشجرة
البرهان فى زيارة لسلاح المدرعات بمعسكر الشجرة

الخرطوم - أش أ:
أحبط الجيش السوداني، أمس، محاولة انقلاب، وأكد فى بيان بثه التليفزيون الرسمي، أن الوضع أصبح تحت السيطرة تماما بعد القبض على كل المتورطين.
ومن جانبه أكد رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، أن المحاولة الانقلابية الفاشلة، التى تم إحباطها، اليوم الثلاثاء، كانت تستهدف الثورة وكل ما حققه الشعب السودانى من إنجازات، لتقويض الانتقال المدنى الديموقراطي، وإغلاق الطريق أمام حركة التاريخ.
وقال حمدوك - فى خطاب للشعب السودان نقلته وكالة السودان للأنباء «سونا» - إنه اجتمع مع قيادة قوى «الحرية والتغيير» (الحاضنة السياسية للحكومة)، وأجرى اتصالات مستمرة مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لافتًا إلى أنه سيوالى متابعة هذا الوضع الهام، ووضع الحقائق أمام الشعب السوداني. وأضاف أن «ما حدث انقلاب مدبر من جهات داخل وخارج القوات المسلحة وهو امتداد لمحاولات الفلول منذ سقوط النظام البائد لإجهاض الانتقال المدنى الديمقراطي».
وقال حمدوك: «سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت فى الانفلات الأمنى فى المدن واستغلال الأوضاع فى شرق ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل انتاج النفط والتحريض المستمر ضد الحكومة المدنية».
وأوضح حمدوك أن الانقلاب هو مظهر من مظاهر الأزمة الوطنية التى أشار إليها فى مبادرته (الطريق إلى الأمام)، وهو يؤشر بوضوح إلى ضرورة إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية، مشددا على أن «الانقلاب يستدعى مراجعة كاملة لتجربة الانتقال بكل الشفافية والوضوح، والوصول إلى شراكة مبنية على شعارات ومبادئ الثورة، وطريق يؤدى إلى الانتقال المدنى الديموقراطى لا غيره».
وقال: «لأول مرة هناك أشخاص تم القبض عليهم أثناء تنفيذهم للانقلاب الذى قطع خطوات عملية، مما يستدعى كشف الحقائق كاملة للشعب السودانى والعالم، ومحاسبة كل الضالعين، عسكريين ومدنيين، وبشفافية ووفق القانون».
وأضاف أن «الحكومة ومع الأجهزة المختصة، بما فى ذلك لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ستتخذ إجراءات فورية لتحصين الانتقال، ومواصلة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو الذى لا يزال يشكل خطرا على الانتقال».
ودعا الشعب السودانى إلى ممارسة حقه فى كافة الأشكال السلمية لدعم الحكومة الانتقالية وتحصين الانتقال، مؤكدا ضرورة إكمال مؤسسات الانتقال، وعلى رأسها المجلس التشريعى والمحكمة الدستورية ومجلس القضاء العالي، ومجلس النيابة العالى والمفوضيات.
وأكد أن وحدة قوى الثورة والتغيير هى الضامن والمحصن للانتقال المدنى الديموقراطى وتحقيق أهداف الثورة، لافتا إلى أن «ما حدث هو درس مستفاد ومدعاة لوقفة حقيقية وجادة لوضع الأمور فى نصابها الصحيح».
من جانبه، أكد وزير الثقافة والإعلام السودانى الناطق الرسمى باسم الحكومة حمزة بلول الأمير، أنه تمت تصفية آخر جيوب المحاولة الانقلابية فى معسكر الشجرة (جنوب الخرطوم).
وقال بلول أنه تمت السيطرة فجر أمس على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد، مشددا على أن الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية تعمل بتنسيق تام.
وفى وقت لاحق، زار الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى، سلاح المدرعات بمعسكر الشجرة، حسبما أفادت وكالة «سونا». وأضافت أن البرهان حيا الضباط والجنود وشكرهم على حكمتهم فى التعامل مع الأحداث. وقال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، «لن نسمح بحدوث انقلاب». وأضاف «نريد تحولاً ديمقراطياً حقيقياً عبر انتخابات حرة ونزيهة».