رحلة

ورحل طنطاوى رجل المصاعب والتحديات صاحب العبور الآمن بالمحروسة

جلال دويدار
جلال دويدار

(إنا لله وإنا إليه راجعون). ورحل المشير حسين طنطاوى الرجل العسكرى الذى تحمل مسئولية إدارة شئون هذا الوطن فى وقت غاية فى الصعوبة والتعقيد.

استطاع بالحكمة والهدوء والحزم والوطنية والاعتزاز بعسكريته أن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان. تم ذلك وسط أنواء وتسلط وسطو جماعة الإرهاب الإخوانى على أحداث ٢٥ يناير حتى عبر بالوطن  هذه المرحلة الخطيرة. شهدت حقبته اندلاع ثورة ٣٠ يونيو الشعبية التى وضعت نهاية لحكم الجماعة الإرهابية. 

لا يمكن أن يكون خافياً أن حياة المشير كانت زاخرة بالأسرار المرتبطة بالمعلومات الخطيرة والتاريخية  لمصر المحروسة فى فترة من أخطر مراحل مسيرتها. رحم الله الفقيد العظيم وجزاه كل الخير على ما قدم لوطنه.

إلى متى يستمر الاستهتار الإثيوبي

بجهود حل أزمة سد النهضة؟ 
هذا التساؤل يثيره الرد المستنكر وغير اللائق من جانب المتحدث الإثيوبى رداً على بيان مجلس الأمن  الذى صدر أخيراً بدعوة أطراف النزاع حول سد النهضة بالعودة مجدداً للتفاوض. 

بيان مجلس الأمن شدّد على ضرورة وأهمية التوصل إلى اتفاق عادل يحافظ على مصالح جميع الأطراف ويحقق تطلعاتهم. ما دعا إليه هذا البيان يتوافق وما تطالب به كل من مصر والسودان تأميناً لحقوقهما التاريخية فى مياه النيل. هذا الموقف نابع مما تقضى به المواثيق الدولية فيما يتعلق بالأنهار العابرة للحدود. كما هو معروف فقد أبدى كل من مصر والسودان حسن النية تجاه متطلبات إثيوبيا التنموية من وراء إنشاء السد.

الرد الإثيوبى على ما يطالب به مجلس الأمن  تضمن أنه غير ملزم وأنه ليس ضمن مسئولياته. يأتى ذلك رغم أن كل ما تطالب به كل من مصر والسودان.. هو توقيع اتفاق قانونى موثق يضمن لهما أمنهما المائى من خلال تنظيم عمليات الملء والاستخدامات.

كل الدلائل والشواهد وآراء المتخصصين تتوافق مع الموقف المصرى السودانى. ثبت يقيناً أن تعطل التوصل إلى هذا الاتفاق يعود إلى التعنت الإثيوبى. إن ذلك يعود بشكل أساسى إلى غياب الإرادة السياسية والتنكر لحقوق الجيرة والمشاركة فى ملكية نهر النيل. كان من نتيجة ذلك فشل جولات التفاوض المستمرة على مدى ما يزيد عن عشر سنوات بدون جدوى. 

هذا الاستهتار وعدم الاحترام  لا يقتصر على التعامل مع توجهات مجلس الأمن وإنما يشمل أيضا وللأسف التعامل مع وساطة الاتحاد الأفريقى المكلف بها من مجلس الأمن. 

ارتباطاً فإن الأمل معقود حالياً على تجدد جهود  الاتحاد الأفريقى لبدء جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية بمشاركة من مفوضيته. هذه الجهود كانت محوراً للجولة التى قام بها وزير خارجية الكونغو الديموقراطية الرئيسة الحالية لدورة الاتحاد الأفريقى. بالطبع فإن نجاح توصل هذه الجهود إلى الانفراجة المأمولة لإغلاق هذا الملف.. مرهون بحتمية عدول إثيوبيا عن موقفها غير المسئول لصالح الأمن والاستقرار الأفريقى والعالمى.