العلماء ينجحون في كشف أسرار نوع خطير من الأورام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

كشفت دراسة حديثة بمستشفى  ڤيكتوريا الملكى (سيدارز-جلين) بجامعة مكجيل الكندية، تفاصيلاً جديدة عن نوع معين من الأورام يسمى الأورام الرخوية الوعائية (انچيو ساركوما ) Angiosarcoma، وهو نوع لم يكن لدى العلماء معلومات عن نسبة حدوثه، أو كيفية علاجه ونسب شفائه.

د.مروان طلبة

ويقول دكتور مروان طلبة، استشارى علاج الأورام والجراحة الإشعاعية بجامعة مكجبل الكندية والباحث الرئيسى فى الدراسة، إن هذا النوع من الأورام ( انچيو ساركوما)، أو أورام الأنسجة الرخوية الوعائية  تحدث فى الثدى أكثر من أى مكان آخر بالجسم، وأنها أورام شرسة و شديدة الخطورة.
ويضيف أن الدراسة التى شملت ٨٧٠٠ حالة سرطان ثدى تم علاجها فى فترة زمنية محددة بالمستشفى، كشفت عن أن معدل الإصابة بهذا النوع من الأورام  حوالى سيدة واحدة لكل سبعمائة حالة سرطان ثدي.

وأن هذا النوع من الأورام ينقسم إلى مجموعتين:
 الأولى تحدث  للسيدات من ٣٠ وحتى ٥٠ عاماً، وتشكل ٢١٪ من الحالات، وقد يكون سببها تحور فى جين محدد.

المجموعة الثانية: ورم ثانوى يظهر بعد علاج سرطان الثدى، ويظهر عادة بعد حوالى ٨ سنوات وحتى ١٣ عاماً من العلاج، ويحدث فى فترة عمرية أكبر من سن الخمسين وفى نفس منطقة الثدى الذى سبق علاجه من  السرطان بعلاجات كالعلاج الإشعاعى، وهذه المجموعة تشكل حوالى ٨٠٪ من الحالات.
ومشكلة هذه المجموعة الثانية أن أكثر من ثلث الحالات يحدث لها ارتداد موضعى للورم بعد العلاج، بينما لم يحدث ارتداد الورم فى النوع الأول الذى يحدث للنساء فى سن أصغر.
وكشفت الدراسة أيضاً كما يقول د.مروان طلبة عن أنه يمكن تقليل نسبة الارتداد ورفع نسب الشفاء بالدمج بين العلاج الكيماوى،و التكنولوجيا الحديثة فى العلاج الإشعاعى فائق الدقة كالجراحة الإشعاعية، وذلك قبل الاستئصال الجراحي، حيث يعمل العلاج الإشعاعى فائق الدقة على تقليل جرعات الإشعاع التى تصل للأنسجة الطبيعية المحيطة بالورم داخل الثدي،مما يقلل فرص حدوث ارتداد الورم.

وقد أدى تطبيق استخدام وتداخل العلاج الجراحى والكيماوى مع الإشعاعى بمستشفيات جامعة مكجيل - وهو مستشفى متقدم ومتخصص فى علاج سرطان الثدى وأورام الأنسجة الرخوية- إلى نتائج مفاجئة، حيث كانت معدلات الحياة لهؤلاء المرضي، عند ثلاث سنوات  ١٠٠٪  بعد تطبيق تلك التوصيات مقارنة بحوالى ٦٠ ٪  لمراكز أخرى فى هذا النوع، طبقاً للأبحاث المنشورة وانتهت الدراسة بطرح عدة توصيات لرفع نسب الشفاء.

أهمها:
- أهمية التعاون بين تخصصات الجراحة والعلاج الإشعاعى والعلاج الكيماوي، لتقليل نسبة الارتداد وتسهيل إجراء الجراحة ورفع نسب نجاحها.
-استخدام كل التقنيات الحديثة كأجهزة العلاج الإشعاعى المتقدمة فائقة الدقة،لتخفيض الجرعات الإشعاعية وحماية أنسجة الثدى السليمة لأقصى درجة ممكنة، مع أهمية التشخيص المبكر لهذا النوع، من خلال المتابعة الدورية المنتظمة حتى بعد علاج سرطان الثدى .
ويضيف أن الدراسة ستعرض فى مؤتمر سان أنطونيو لأورام الثدى ،أكبر حدث علمى لأحدث الأبحاث العالمية عن سرطان الثدى .