فيض الخاطر

ومتى عيد الفن؟!

حمدي رزق
حمدي رزق

لا تسأل الشيخ عن المكان الذى يؤلمه، بل عن المكان الذى لا يؤلمه (مثل شائِع بين الشيوخ)
بحس إنسانى راق، وجه الرئيس السيسى الحكومة، بتدقيق قاعدة البيانات الخاصة بحصر وتسجيل الفنانين بمختلف فئاتهم بالتنسيق والتعاون مع النقابات الفنية المختلفة، وذلك لشمولهم ببرامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز وغيرها ..

الرئيس متابع جيد لأوجاع شيوخ الفن المصرى، تواترت أخيرا استغاثات مبطنة بالحياء من بعضهم عبر صفحات التواصل الاجتماعى .. يشكون زمنا غير زمانهم ..
تحسبهم أغنياء من التعفف، أغلبهم طوى دفاتر عمره على ما فيها، وانزوى بعيدا مريضا يجتر أحزانه أو جرى نسيانه فى لجة الموج الصاخب، فاحتواه الحزن الثقيل على النفس، فإذا مرض لم يجد عونا يفتقر إلى العيش الكريم.
النقابات الفنية كالنقابات المهنية لا تلبى حاجات شيوخها معاشات وعلاجات وعمليات، العين بصيرة واليد قصيرة عن توفير الغوث اللائِق
وبكرامة إنسانية.

التوجيه الرئاسى الحميد، أخشى يبدد فى مسارب بيروقراطية تجهض النوايا الطيبة، مستوجب توجيها، معاشات محترمة، ومستشفيات محترمة، وأن تسبغ الدولة عطفها على هؤلاء المبدعين .
المنطوق الرئاسى لا لبس فيه، «توفير سبل المعيشة الكريمة لهم ولأسرهم، بما يساعد على تعزيز وحماية القوة الناعمة لمصر على الصعيد الفنى والابداعى والثقافي، والتى طالما مثلت إرثاً متميزاً لمصر فى المنطقة والعالم كمنارة للفن والإبداع».
نفرة الرئيس لغوث الفنانين تستوجب شكرا، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، وفرصة سنحت للنقابات الفنية لإحياء احتفالية «عيد الفن» لتكريم رموز العطاء الفنى، ودعم عمد قوة مصر الناعمة، متى عيد الفن ؟!
التفاتة الرئيس يستوجب ترجمتها فى نقلة نوعية تنقل الفن إلى مساحة أخرى، إلى رحاب الإبداع الراقى .. إكرام الفن بإكرام أهله، والتوجيه الرئاسى يصد هجمة عقورة نهشت فى جسد الفن المصرى، ولاتزال تتربص به، التوجيه بالرعاية يعنى مظلة واقية من غدر الزمان، وعوز المشيب، وحملات الكراهية ضد الفن وأهله..