كلام والسلام

عنى وعنك!

خالد حمزة
خالد حمزة

خالد حمزة

«إلى الأشخاص الذين يغلقون الباب ثم يعودون ليتأكدوا من إغلاقه. الذين يضعون الهاتف فى جيوبهم ثم يتحسسونه مرة أخرى. الذين يقولون جملة ويعيدون قولها حتى يشعروا أنه قد تم الاستماع إليها. الذين يبعثون رسالة ثم يعودون لقراءتها ليطمئنوا على سلامتها. الذين يضعون شيئا ما فى الحقيبة ثم يعودون ليتأكدوا من وجوده. الذين يطفئون الأنوار فى الغرفة ولكنهم يعودون لإلقاء نظرة والتأكد من إطفائه.
  إلى أشباهى الكرام: نحن على وشك الجنون». 
كلمات للراحل دكتور أحمد خالد توفيق، تعبر عنى وعنك . 
   فعند الشباب هى نوع من الوسواس القهرى وعدم الثقة. أو الرغبة فى إنجاز عملك على أكمل وجه أو مزيد من الطمأنينة والطموح. ولكنها لا تصل لحافة الجنون. أما عند الذين اجتازوا الشيخوخة واقتربوا من خريف العمر، فهى علامات تضاف لعلامات أخرى، مثل أنك تبحث عن النوم حين تحتاجه فيهرب منك. أو أن إجابتك لمن يسألك عن الذى يؤلمك. تكون: لا تسألنى عن الذى يؤلمنى. بل اسألنى عن الذى لا يؤلمنى. 
أو تحاول أن تقنع نفسك أن زمنك الحقيقى هو زمنك الداخلى.
أو أن شيخوختك فى عقلك وليست فى جسدك.
أو يجب أن تعيش لنفسك. لأن العمر لم يعد يتسع لمزيد من الحمقى فى حياتك. 
أو تسخر كما سخر الراحل أنيس منصور مرة حين قال: جئت للدنيا وطولى 50 سنتيمترا وأغادرها وطولى 170. كل هذه المعاناة من أجل متر وعشرين سنتيمترا.  
يا صديقى.. أنت عجوز أكل منك الزمن وشرب. وشيخوختك مثل الحب لا يمكنك إخفاءها مهما حاولت.