اتفاقية «اوكوس» للدفاع العسكري تهدد مستقبل الناتو

السفير السابق للملكة المتحدة بفرنسا بيتر ريكيتس
السفير السابق للملكة المتحدة بفرنسا بيتر ريكيتس

قال سفير المملكة المتحدة السابق في فرنسا، إن الإعلان عن اتفاقية "اوكوس" للدفاع العسكري بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي خلق انقسامات في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لفرنسا.


في مقابلة مع برنامج توداي في "بي بي سي" يوم السبت ، قال بيتر ريكيتس إن إعلان الاتفاقية الأمنية واستدعاء فرنسا لسفراءها من الولايات المتحدة وأستراليا كان أكثر من مجرد نزاع دبلوماسي ويهدد مستقبل أقوى تحالف عسكري في العالم.

أكد ريكيتس ان ما يجري حاليا أكثر بكثير من مجرد خلاف دبلوماسي، سحب السفراء هو قمة جبل الجليد، هناك شعور عميق بالخيانة في فرنسا لأن هذا لم يكن مجرد عقد أسلحة ، لقد كانت فرنسا هي التي أقامت شراكة استراتيجية مع أستراليا، وقد تخلص الأستراليون الآن من ذلك بعيدًا وتفاوضوا وراء ظهور فرنسا مع اثنين من حلفاء الناتو، وهما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لاستبدالها بعقد مختلف تمامًا.

 

استترد الدبلوماسي البريطاني قائلا : بالنسبة للفرنسيين ، يبدو هذا وكأنه فشل كامل في الثقة بين الحلفاء ويدعو إلى الشك في هدف الناتو. 

 

وقال السفير السابق والوكيل الدائم لوزارة الخارجية الإنجليزية، إن هذا يضع شرخًا كبيرًا في معسكر حلف الناتو ... مؤكدا علي حاجة بريطانيا لحلف الناتو الفعال.

 

ووفقًا للسفير الإنجليزي، فقد استهان الناس بالتأثير الذي سيكون للاتفاق الأمني الثلاثي الجديد في الشارع الباريسي، ومقدار الإذلال الذي قد يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون اثناء المعركة الانتخابية الصعبة، و بالأخص انه في حرب شديدة، خاصة من اليمين المتطرف.

كان قد غرد في وقت سابق الدبلوماسي الإنجليزي صاحب ال68 عام علي صفحته الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي " تويتر" : لا تقلل من شأن رد الفعل في باريس، إنه ليس مجرد غضب ولكن شعور حقيقي بالخيانة لأن المملكة المتحدة وكذلك الولايات المتحدة وأستراليا تفاوضوا وراء ظهورهم لمدة 6 أشهر، لقد عشت القطيعة في عام 2003 بشأن العراق، هذا يبدو سيئًا أو أسوأ.

كانت فرنسا قد استدعت يوم الجمعة سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا بعد أن تخلت الأخيرة في خطوة مفاجئة عن صفقة مع فرنسا كانت ستشتري فيها غواصات تعمل بالديزل لصالح اتفاقية "اوكوس" التي ستشهد مشاركة الولايات المتحدة في التكنولوجيا النووية مع كانبيرا، من أجل بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية مع المملكة المتحدة.

أثار إعلان الاتفاقية غضب فرنسا لأنها رأت أن اتفاقها المتعثر الآن مع أستراليا يمثل فرصة استراتيجية لتوسيع نفوذها في الشرق الأقصى والمحيط الهادئ والعمل كحصن للتوسع الصيني العدواني في المنطقة و خاصة في بحر الصين الجنوبي.