بسم الله

استقالة فى غير محلها

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

لا أتفق مع ما ذهبت إليه الدكتورة منال مكاوى الأستاذ بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، بتقديم استقالتها من رئاسة قسم الجيولوجيا بالكلية لعدم التقدير لأساتذة الجامعة. حيث قارنت نفسها مع المدير الفنى لمنتخب مصر، فهى تصرف بدل رئاسة القسم 85 جنيها شهريا بينما كارلوس كيروش يقبض 85 الف دولار مقابل تدريب منتخب مصر. صحيح من حق أساتذة الجامعات تحسين مرتباتهم وبدلاتهم. لكن تأخر الدولة فى ذلك لا يبرر للأستاذ تقديم استقالته.
الحكاية أن الدكتورة منال مكاوى، تقدمت باستقالتها. قالت: أنا آسفة ظروفى المالية حالت بينى وبين الاستمرار فى رئاسة قسم الجيولوجيا. كان لابد من كتابة هذا البوست للتوضيح وإزالة الدهشة والرد على التساؤلات عن أسباب تقديم الاستقالة. هل هناك إجبار على هذا التصرف؟ هل هناك تعنت أو اضطهاد أدى إلى الإقدام عليه؟. الحقيقة على لسانى، لم يكن هناك أى إجبار وكان التصرف بكامل إرادتى واختيارى الحر. تعاملت منذ اليوم الأول بما يرضى الله، وبالود والرضا فقابلت بالترحاب والتعاون من جميع الزملاء والهيئة المعاونة كان أداؤها أكثر من رائع وقامت بما كلفت به من أعمال على أكمل وجه.. كما أعتبر أول سيدة تتولى رئاسة قسم الجيولوجيا منذ إنشاء كلية العلوم وقسم الجيولوجيا بجامعة قناة السويس. وكانت رغبتى فى الاستمرار موجودة لولا ظروفى المالية التى يقابلها بدل شهرى لمنصب رئيس قسم الجيولوجيا 110 جنيهات ويتقاضى 85 جنيها بعد خصم الضرائب! غير تكلفة المكالمات الهاتفية التى لابد منها لإنجاز العمل والتى لا يوجد لها من الجامعة أى اعتمادات. وأيضا الأعباء المالية والضرورية التى يجب القيام بها كرئيس قسم والتى لم أستطع تحملها. وكان لابد من اتخاذ قرار سريع من الاستمرار أو عدمه. وكان القرار فى صالح أسرتى وبيتى الذين هم أولى بكل جنيه فى تلك الظروف.ولكى أكون صادقة مع نفسى أولا قبل أن أكون صادقة معكم وإيمانا منى وعن اقتناع تام أن إذا لم أؤد واجبى كاملا وأشعر بالرضا النفسى تجاه أسرتى الصغيرة (زوجى وأولادى وبيتى)، لم ولن أستطيع القيام بواجباتى كاملة نحو أسرتى الكبيرة مصر فى أى منصب قيادى.
دعاء : اللهم أصلح أمورنا ويسرها علينا يا الله.