المصممة العالمية عزة فهمي: كتاب ألماني وراء دخولي لعالم المجوهرات

مصممة الحلى والفضة العالمية عزة فهمى
مصممة الحلى والفضة العالمية عزة فهمى

فى عالم تصميم وصناعة الفضة تعتبر الملكة بلا منازع، فهى أول مصممة حلى مصرية وإحدى المكرمات من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال احتفالية المرأة المصرية ٢٠١٧ هي الفنانة عزة فهمي التي بدأت من المدرسة الحرفية التقليدية وسرعان ما فتحت مشغلها الخاص في أحد أحياء القاهرة النائية حيث تطور أسلوبها واستخدمت الكلمات العربية والشعر العربي لخلق خطوط مزخرفة منقوشة على الفضة ومطعمة بالذهب لتزيين قطع الحلى ووصلت للشهرة والعالمية.

وحول مشوارها الطويل فى عالم الفضة والحلى التقت شباب زون بالفنانة عزة فهمي.. إلى نص الحوار..


 كيف كانت بدايتك فى عالم صناعة الفضة؟
- البداية كانت بسيطة فأنا تخرجت فى كلية الفنون الجميلة وشغلت إحدى الوظائف الحكومية كما كان متعارفا عليه فى هذا الوقت لكل الخريجين الجامعيين فى ستينيات القرن الماضى، وبعد ذلك قررت أن أجرب وأعمل فى مجالات مختلفة لكن كان دائما بداخلى شعور بأن هناك شيئا ينقصنى وأن هذا ليس ما كنت أحلم به، ومنذ طفولتى وانا مهتمة بالقراءة والاطلاع على مختلف الثقافات فتحمست جدًا لحضور أول معرض كتاب فى مصر ولم اكن اعرف ان ما سيحدث لى سيغير مجرى حياتى تماما...


 متى اكتشفت حب الفضة والشغف بالمجوهرات وكيف أثقلتيه بالدراسة؟
- بدأت فى متابعة شغفى فى عام ١٩٦٩ عندما صادفت كتابًا فنيًا ألمانيًا عن المجوهرات الكلاسيكية لأوروبا فى العصور الوسطى فى معرض الكتاب المصرى، وكانت صناعة المجوهرات فى ذلك الوقت مجالًا يهيمن عليه الرجال بشكل كبير،لكن هذا كان تحديًا  كنت مصرة على التغلب عليه.


وطرقت على العديد من الأبواب حتى رحب بى الحاج سيد صانع مجوهرات فى خان الخليلى، وقضيت أمسياتى فى التعلم مع أحد أساتذة الحرفة الأكثر احترامًا،وفى منتصف السبعينيات من القرن الماضى منحنى المجلس الثقافى البريطانى منحة دراسية لدراسة صناعة المجوهرات فى بوليتكنيك مدينة لندن.
 

ماذا عن شعورك وقتها كأول امراءة تعمل فى هذا المجال؟
- كان هذا المجال يهيمن ويسيطر عليه الرجال لكن أيضا كنت أجد الكثيرين يشجعوننى وكان أساتذة الحرفة يشعرون بالسعادة عندما يرون فتاة مثلى خريجة جامعية ومتعلمة ولديها شغف لتعلم تصميم الحلى، وفى ورشة الحاج سيد بخان الخليلى كانت البداية وتعلمت منه فنون وأسرار صناعة الحلى،وفى البداية كان الأمر صعبا فكنت أتجه صباحا لعملى الحكومى وانتهى منه فى الساعة الثانية ظهرا ثم اذهب لخان الخليلى واعمل حتى التاسعة مساءا.  
وكيف بدأت مشروعك الخاص؟
- بدأت بورشة صغيرة فى حلوان كانت تقع بجانب منزل والدتى وكان معى عامل واحد فقط ثم توسعت إلى ورشة أكبر فى بولاق ومع زيادة الطلب فى السوق واحتياجى للتوسع أكتر، ففى عام ٢٠٠٢ قمت بافتتاح مصنعى بالكامل واستوديو التصميم، الذى يضم الآن أكثر من ٢٠٠ موظف.
وفى البداية كنت أقوم بكل الأدوار من تصميم إلى تسويق وحسابات ووضع خطة الإنتاج وكنت استعين بآراء ونصائح من أصدقائى فى المجالات المختلفة. لكن مع التوسع بدأت أعيد هيكلة الشركة،ومع انضمام بناتى فاطمة وأمينة كان لهم دور كبير فى ذلك.
 

وماذا عن تطوير العمل وإدخال الكلمات العربية والشعر العربى على الحلى؟
- استخدام الكلمات العربية كانت فكرتى منذ دخولى هذا المجال..فعندما كنت أتدرب فى ورشة الحاج سيد كنت أجلس فى مكان يطل على مجمع السلطان قلاوون ولاحظت استخدامهم للكلام على القبة ومنها جاءتنى فكرة استخدام الكلام على أول اسورة صممتها.


وأنا عاشقة لفكرة أن أقدم لعملائى معلومة جديدة عن تراث أو ثقافة، فمثلاً أشعر بسعادة كبيرة عندما يسألنى العملاء على حلق برسباى أو العقد المقرنص لاننى مع كل قطعة اقدم كارتا يشرح القطعة والإلهام الذى جاءت منه،انا فخورة باننى العب دورا ولو بسيطا فى تعليم الناس معلومة جديدة من خلال تصميماتى.
 

بداية الشهرة والوصول للعالمية حدثينا عن التفاصيل؟
- كان طريقًا طويلًا لكن وجود بناتى معى فرق جداً للوصول للأسواق العالمية،فابنتى فاطمة الآن هى المدير التنفيذى للشركة وهى تمتلك نظرة التوسع ووضعت خطة محكمة عشان للوصول للأسواق العالمية، وأمينة ابنتى الصغيرة هى رئيسة قسم التصميم وتبذل جهدا كبير لنكون دائما مواكبين للترند العالمى فى الحلى والموضة.    
 

ما أحدث أعمال الفنانة عزة فهمي؟
- احتفالاً بمرور أكتر من ٥٠ عاما على تأسيس حلى عزة فهمى..صممنا مجموعة من القطع الاكثر شعبية خلال السنين الماضية واعدنا تصميمها بشكل جديد،إضافة للمجموعة المميزة التى ارتدتها الفنانة منى زكى والفنانة نيللى كريم خلال احتفالية نقل الممياوات من ميدان التحرير للمتحف المصرى الجديد.
 

أخيرا نصيحتك للشباب العاملين فى هذا المجال؟
- من اجل النجاح يجب على كل شاب أن يكون لديه شغف وان يحب ما يفعله، والحرص على التعلم المستمر لتطوير الذات، وقبول ردود الفعل لأنه يحتوى على قيمة، وعدم الخوف من الفشل، واخيرا الخروج من منطقة الراحة لكسر الحواجز.