بس لحظة

رجبيات

هالة موافى
هالة موافى

عندما نضحك نقول «اللهم اجعله خير»، الدموع هى الأصل والاستثناء هو الضحك، المصريون يضحكون من الحزن وينكتون على الكوارث، الحب هواية والزواج احتراف أو وظيفة، وراء كل رجل عظيم امرأة.. وكيس بلاستيك، المرأة هى الأصابع والرجل هو الماريونيت، والمرأة وراء كل ناجح وكل فاشل وكل رجل فوق القمة وكل رجل فى السجن ووراء كل رجل فى الكيس، كل الزعيمات معقدات وكن يتمنين أن يصبحن رجالاً. وابتكر أحمد رجب سلسلة طويلة من الأمثال العامية (المودرن) على حد قوله منها: بعد العدس والفريك بقالها بوتيك، الكل خدام مطرح ما أروح مادام بأشاور باللحلوح، يا بو السر هادى والبال راضى وممنون.. قال عقبالكم لما تبيعوا التليفزيون، أربع ولاد وعشرين درس خصوصى.. يا خراب بيتك يا خلوصى.

هذه كانت بعض الأقوال المأثورة لكاتبنا أحمد رجب. وتمر السنوات كاللحظات وتحل علينا الذكرى السابعة لرحيل كاتبنا العبقرى ومازال صوته يرن فى أذنى وملامحه ترتسم بذاكرتى وتعليقاته وضحكاته وفى غضبه وانفعالاته وهو يكتب فى حالة من العزلة التامة فرضها على نفسه لا يستقبل تليفونات ولا أحد يدخل عليه مكتبه ويغلق الباب بالمفتاح وهذه هى عادته اليومية لحين الانتهاء من الكتابة واجتماع الكاريكاتير اليومى مع رسامنا المبدع مصطفى حسين ـ رحمه الله ـ وكان أحمد رجب ذلك العبقرى المتفرد حالة خاصة جداً فى كل شىء تعيش معه عصر الباشاوات وابن البلد المصرى الجدع خفيف الظل هو مزيج من عصارة كل مصرى هو الأب والأخ والصديق والحبيب هو الچان فى عيون كثير من النساء.  كانوا يلقبونه بعدو المرأة ولكنه كان المحب للمرأة، وكانت كتبه لا تخلو من وصف المرأة ونقدها وتعليقاته خفيفة الظل.

كان محباً لزوجته متفانياً فى حبها وكانت إهداءاته لها تتصدر أولى صفحات أغلب كتبه وبعد وفاة زوجته حزن حزناً شديداً ولكنه عبر عن ذلك الحزن فى نصف كلمة عن شريكة حياته قائلا: (رحلت عصمت شريكة حياتى وكفاحى ورفيقة العمر التى كانت تحول تعثرى إلى نجاح ويأسى إلى أمل وعلمتنى بضحكاتها الساخرة أسلوباً فذاً فى معاملة الحياة ارحمها كثيراً يا رب فقد كانت رحمة حياتى).
رحم الله كاتبنا الكبير أحمد رجب الغائب الحاضر.