باختصار

خروج المارد

عثمان سالم
عثمان سالم

 فجأة وبدون مقدمات فوجئ الوسط الرياضي يوم الاثنين بعقد اجتماع ـ شبه جمعية عمومية لأندية كلها ـ تقريبا ـ من الأقسام دون الدرجة الأولى. التقى «٥١» رئيس ناد ومندوباً بأحد الفنادق وخرج المجتمعون بتوصية بعقد جمعية غير عادية بعد أسبوعين لإجراء تعديلات على لائحة اتحاد الكرة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات حيث رأى المجتمعون أنه من العيب أن تدار المنظومة الكروية من خلال لجنة ثلاثية ومن قبلها خماسية ولاتوجد رؤية واضحة بشأن عقد الجمعية فى الموعد القانونى بعد الدورة الاوليمبية.. الخطوة كانت رائعة وإن لم يعرف من وراء جمع هذا العدد وفى هذا التوقيت الصعب والحساس. وقد وضعوا الأندية الكبرى خاصة الأهلى والزمالك واللجنة الثلاثية أمام موقف جديد لم يتعودوا عليه.. فلم تعد هذه الأندية تسير فى ركب الكبار دون ان يؤخذ رأيها فى شىء وتكتفى بالفتات الذى كان يقدم مع كل انتخابات. لقد خرج المارد من القمقم وعلا زئيره مطالباً بمراجعة كل المواقف ووضعه فى الاعتبار عند اتخاذ أى قرار يمس اللعبة الشعبية الأولى.. أحد البرامج الرياضية كان جريئاً وهو يخصص أغلب وقته لتناول الاجتماع وأهدافه ومايطلبه المحتجون من خلالهم وليس بالتوسل للآخرين ليأخذوا حقهم بأيديهم.. لقد كشف الاجتماع عن حالة الغضب التى تعم الأندية الجماهيرية حتى وإن كانت ليست مشاركة فى دورى الأضواء. لقد تحدث رؤساء اندية الترسانة وبنى عبيد وبنى سويف وقنا وغيرهم عن الأزمة الكبرى والمتعلقة بتكلفة اللعبة التى أصبحت مقصورة على الكبار الذين يغطون احتياجاتهم بصعوبة.. وأخرى مثل الإسماعيلى والمصرى والاتحاد يواجهون شبح الافلاس بسبب الفاتورة العالية والمبالغ فيها من عقود اللاعبين والمدربين ناهيك عن العقوبات التى توقع عليهم من لجنة المسابقات وشئون اللاعبين لدرجة ان يعجز الزمالك والمصرى عن تقديم قائمتهما الجديدة لوجود مشاكل مادية مع بعض لاعبين لجأوا للاتحاد للمطالبة بحقوقهم وربما كانت طلبات مشروعة لكن ما حدث عام ٢٠١٨ ببيع نادى الأسيوطى اشعل سوق الاحتراف وارتفعت الأسعار بشكل مبالغ فيه جدا.. ولم يستفد بهذا الأمر غير أنصاف نجوم.. الصحوة الأخيرة للأندية دقت ناقوس الخطر إن لم يتم التعامل مع الواقع بقدر كبير من الاحترافية بظهور لجنة المحترفين للنور بأسرع وقت ممكن لتعيد ترتيب الأوراق من جديد وان توضع الأندية الجماهيرية فى بؤرة الاهتمام وان تحصل على عائد مادى من عمليات التسويق للمسابقات بنسبة عادلة تساعدها على الصمود أمام تيار اندية الشركات التى أقصت فرقا لها شعبية كبيرة منها الترسانة الذى يحتفل بمئويته هذه الأيام.. ناهيك عن أندية المنصورة والشرقية وشبين والسويس والقناة ودمياط والمريخ والتى دخلت عالم النسيان مع هوجة أندية الشركات التى ساعدها غياب الجماهير من المدرجات.. القرار أصبح فى يد أصحابه ولابد أن يتمسكوا به ويفعلوه وإلا ضاعت الفرصة للابد!!