تحاول السلطات الأمريكية محاربة حملات الامتناع عن تلقي لقاحات كوفيد بكافة الطرق منها التشجيع بصرف مكافآت للموظفين ومتلقي اللقاح، وفي بعض الأحيان تفرض عقوبات على الرافضين والمشككين في فعاليته، ويبدو أن اللقاح لم يعد شرطًا للسفر والتنقل بين الدول فقط بل وصل الأمر إلى قاعات محاكم الأسرة حين أصدرت محكمة أمريكية في شيكاغو بولاية الينوي أول حكم قضائي يمنع أمًا من حضانة ابنها أو لقائه بسبب عدم حصولها على اللقاح، واشترط القاضي أن تتلقى الأم اللقاح ليعود الطفل إلى حضانتها.
تناقلت الصحف الامريكية قصة الأم ريبيكا فيرليت التي كشفت تفاصيل قضيتها لصحيفة «يو أس إي توداي» الأمريكية قائلة: «بدأت الأمور تتعقد حين نصحني طبيبي بعدم تلقي اللقاح بسبب خطورته على صحتي وحضرت إلى المحكمة لحضور جلسة استماع روتينية حول النفقات وتفاصيل إعالة الابن وعمره 11 عامًا بعد طلاقي من زوجي منذ 7 سنوات، وهنا فوجئت؛ بقرار القاضي أو شرطة حين قرر حرماني من لقاء ابني أو استكمال إجراءات المحاكمة إلى أن أتلقى اللقاح»، وحين سألت الأم ريبيكا القاضي عن السبب، رد قائلا: «انا القاضي المسئول عن اتخاذ القرارات بشأن قضيتك”.
تحولت قصة الأم إلى حالة إنسانية وقضية مثيرة للجدل بين متعاطف أو معارض لموقفها، واقتصرت علاقة ريبيكا بابنها على الحديث الهاتفي فقط، وانتقدت محامية الأم «آنيت فيرنهولز» القاضي قائلة؛ إنه تجاوز سلطاته وخاصة أن الزوج لم يسع إلى تعطيل سير المحاكمة ولم يتطرق إلى مسألة اللقاح، ليفاجأ الجميع بتعليق حضانة الأم لابنها في قضية كانت تختص بنفقات الطفل واقتسامها بين الوالدين، وجاء قرار القاضي بالتزامن مع إبلاغ المستشفيات الأمريكية عن زيادة حالات الإصابة بكوفيد 19 بين الأطفال بسبب انتشار الفيروس المتحور دلتا في جميع انحاء البلاد.