إنها مصر

الحق في الحياة

كرم جبر
كرم جبر

جوهر الاستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان هو حماية الحق في الحياة.

الدستور المصري يلزم الدولة بمواجهة الإرهاب بكافة صوره، ويكفل حرمة الجسد وسلامته، ويحرم الاعتداء عليه أو تشويهه أو التمثيل به، وينص على أن التعذيب بجميع صوره وأشكاله جريمة لا تسقط بالتقادم.

والقوانين المصرية تعزز الحق فى الحياة وسلامة الجسد، والمستهدف هو نشر الثقافة القانونية وإطلاق حملات لمواجهة العنف، والحد من كل الممارسات الفردية التى تمثل انتهاكات لحرمة الجسد.

واستراتيجية حقوق الإنسان فيها معان رفيعة المستوى، تحتاج إرادة مجتمعية قوية، لتتحول من مبادئ سامية فى الأوراق، إلى ممارسات فعلية على أرض الواقع.

وتتطلب المواجهة أشياء كثيرة فى صدارتها احترام حقوق الإنسان بمعناها الأعم والأشمل، فالذى لا يجد مسكناً ولا عملاً ولا فرصة لحياة كريمة، يفتقد المقومات الأساسية للإنسان، ولا يكون له حق فى الحياة.

والحق في الحياة لا يتضمن فقط سلامة الإنسان وجسده، ولكن المسكن الملائم والمياه النظيفة والرعاية الصحية والعمل، وكلها تتصدر أولويات حقوق الإنسان، وضمانات جوهرية تسعى الدولة لتحقيقها.

وفي صدارة حقوق الإنسان المحاكمات العادلة، عن طريق قاضيه الطبيعى وتمكينه من الدفاع عن نفسه، وليس أدل على ذلك من إطالة أمد المحاكمات لفترات طويلة، لاستيفاء عدالة المحاكمات، حتى لو كان ذلك تعطيلاً للعدالة الناجزة.

والاستراتيجية تتضمن خططاً تفصيلية أعم وأشمل من اختزال بعض الجهات فى الداخل والخارج، حقوق الإنسان فى الدفاع عن الإرهابيين وحملة القنابل والمتفجرات، وتجاهل حقوق الضحايا، الذين يسقطون برصاص الغدر والتآمر، وسقوط أبناء الوطن شهداء برصاص الإرهابيين، أكثر من الذين استشهدوا فى الحروب، دفاعاً عن الوطن ضد الأعداء.

إنها المعاني والقيم النبيلة التي يجب تعظيمها، وليس تركيز بعض الجهات فى الداخل والخارج فى البحث عن حقوق الإرهابيين «فقط»‬، فالذى يدوس على الزناد ويفجر سيارة مفخخة ويزرع الألغام، يسقط حقه فى الحياة، بموجب كل قوانين الدنيا، التى تقر حق الدفاع المشروع.

الحق في الحياة ينصرف أيضاً، إلى تأمين العقول من أفكار التطرف التى تمهد الطريق إلى الإرهاب، لحماية الأوطان من فتاوى تنزع الهوية الوطنية والفخر والانتماء للأرض والعلم والنشيد، لحساب جماعات شاردة، تتخذ من الأديان وسيلة للقفز على السلطة، حتى لو كانت فوق الجثث والحرائق والدماء.

حب الأوطان لا يتعارض مع الأديان، والمولى عز وجل بعث رسله بالرسالات، لنشر الهداية والمحبة والسلام، وتقديس حق الإنسان في الحياة.