«زقاق المدق» فى ثوب استعراضى على المسرح

ثوب استعراضى على المسرح
ثوب استعراضى على المسرح

يستمر عرض مسرحية “زقاق المدق” على خشبة مسرح محمد عبد الوهاب لمدة شهر، وبعدها تعود إلى مسرح البالون لعرضها، وهى من بطولة كل دنيا عبد العزيز، أمل رزق، محسن محيى الدين، نهال عنبر، كريم الحسينى، ضياء عبد الخالف، بهاء ثروت، عبدالله سعد، أحمد صادق، حسان العربى، سيد عبد الرحمن، مروة نصير مراد فكرى، عصام مصطفى، أحمد شومان، عبد الرحمن عزت، إبراهيم غنام، هانى عبد الهادى، صابر رامى، رؤية درامية وأشعار محمد الصواف، إخراج واستعراضات عادل عبده.


“زقاق المدق” رواية من أهم روايات نجيب محفوظ نشرت عام 1947 وتتخذ الرواية اسمها من أحد الأزقّة المتفرّعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحي الأزهر الشريف بالقاهرة، وتدور أحداث الرواية في هذا الزقاق الصغير في أربعينيات القرن الماضى، وحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي حمل نفس اسم الرواية، قامت ببطولته الفنانة المصرية شادية.


البداية يقول الدكتور عادل عبده مخرج العرض: خلال الفترة الأخيرة أصبحت شغوفا جداً فى إلقاء الضوء على رموز الفن والأدب سواء كان كاتب وأديب عالمى مثل نجيب محفوظ من خلال روايته “زقاق المدق” وتقديمها فى عمل مسرحى غنائى استعراضى تحمل نفسم اسم الرواية، او من الرموز الفنية مثل  الموسيقار بليغ حمدى الذى يعتبر من أكبر وأهم الموسيقيين فى مصر والوطن العربى، وتم تناول سيرته فى “سيرة حب” وهى مسرحية غنائى استعراضية التى قدمت منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.


ويضيف عبده: أقدم “زقاق المدق” برؤية جديدة ومختلفة تماماً وفى نفس الوقت أعيد الهوية المصرية مرة اخرى، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الرموز التى تستحق أن تعرفها الأجيال الجديدة من الشباب سواء فى الغناء والموسيقى والأدب وغيرها.

وعن استعداداته لتجهيز المسرحية يوضح: أقوم بالتجهيز للمسرحية منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتم الإنتهاء من إعداد وتجهيز الرواية العام الماضى، كان من المفترض عرض المسرحية فى إحدى قطاعات المسرح الخاص ولكن رأيت أن المنتج وقتها لم يقدمها بالشكل الذى رسمته للرواية، ثم اعتذرت له، لأنه من الصعب جداً تقديم هذه الراوية فى القطاع الخاص لانها تتطلب ميزانية كبيرة جداً، ثم اخذت موافقة السيدة أم كلثوم نجله الأديب الراحل نجيب محفوظ.

وعن مقارنة المسرحية بفيلم “زقاق المدق” يقول عبده: لا يوجد مقارنة بين العملين، أنا أقدم رواية “زقاق المدق” ولا أقدم الفيلم، المخرج الرائع الراحل حسن الإمام قدم الراوية بشكل مميز جداً بطولة مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم الراحلة شادية، يوسف شعبان، واعتمد المخرج على أصل الرواية وقدمها فى شكل درامى، أما فى المسرحية قمت بتحويل الرواية من عرض درامى فقط إلى عرض غنائى استعراضى برؤية بصرية مواكبة للعصر وفى نفس الوقت حافظت على التاريخ ودعم وريحة الزقاق والحارة المصرية، أيضاً حرصت على تقديم نهاية مختلفة تليق بالمسرح، مع تطعيم العمل بالكامل بالغناء والاستعراض.
ويقول المؤلف محمد الصواف معد رواية زقاق المدق: “قمت بإعداد المسرحية من المصدر الأساسى وهى الرواية ولم أعمل على الفيلم، ولكن شاهدت الأعمال التى قدمت وحملت نفس الرواية، الجميع لم يقرأ رواية “زقاق المدق” لنجيب محفوظ، لكن معظم الناس شاهدت الفيلم ومازال عالقا فى عقولهم،عند إعداد عمل روائى مسرحى كل شيء سيختلف، لان تقنية المسرح مختلفه وأدواته مختلفة عن السينما والدراما، فى المسرح ملتزم بعدد من المناظر وفى نفس الوقت مقيد بزمن العرض المسرحى.
ويضيف الصواف: “العلاقات الإنسانية كانت هى الأساس فى الرواية التى كتبها نجيب محفوظ فى الأربعينيات، مازالت موجودة حتى الآن ولم تمت ولم تنته، فى زقاق المدق توجد مجموعة من الأشخاص تربطهم علاقات الجيرة والقرابة، أبقيت على هذه العلاقات، أيضاً بطله القصة “حميدة” فتاة يتيمة طموحة لحياة أخرى أكثر تحررا ورفاهية، يقوم رجل بإغواءها، وبعد تورطها تنغمس في حياتها الجديدة وتنسى أهل الزقاق، كل هذه الانسانيات موجودة ولكن يتم تقديمها بشكل مختلف تتناسب مع طبيعة المسرح، وفى نفس الوقت يتم تقديم رسالة مهمة وهى “احلم” وكن طموحا من خلال قنوات شرعية ومبدأ يحكم الفرد دون سلوك أى طريق من أجل الوصول للمال، مثلما نشاهد فتيات “التوك توك” وما يفعلن من أجل المال، هذا لا يجوز وهذه السلوكيات غريب جداً عن تربيتنا وعادتنا وتقاليدنا التى تربينا عليها وهذه إحدى رسائل العرض المهمه.
وتقول الفنانة دنيا عبد العزيز إحدى بطلات العرض: أقدم شخصية “حميدة” الفتاة اليتيمة التى تحلم بالثراء وهى الشخصية التى كانت تجسدها الفنانة الراحلة شادية فى فيلم “زقاق المدق” رواية من أهم روايات نجيب محفوظ، وتتخذ الرواية اسمها من أحد الأزقّة المتفرّعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحي الأزهر الشريف بالقاهرة.
وتتابع دنيا: لكن هذا لا يمنع شعورى بالقلق والتوتر من تجسيد شخصية “حميدة”، التى جسدتها الفنانة الراحلة شادية فى الفيلم، بالتأكيد سيكون هناك مقارنة الفيلم والمسرحية والشخصيات التى قدمت قبل ذلك فى كليهما، وسيتم إفتتاح المسرحية على خشبة مسرح محمد عبد الوهاب بالأسكندرية اليوم

وتستمر حتى نهاية فصل الصيف ثم ننتقل للعرض على مسرح البالون بالقاهرة، أتمنى تقديم عمل مسرحى مختلف ينال رضا واستحسان الجمهور.
وتقول الفنانة نهال عنبر: أنا من عشاق المسرح، دائما أحرص على الوقوف على خشبته، وخاصة مسرح القطاع العام يهدف تقديم فن راقى يعبر عن ثقافتنا وتراثنا المصرى، وهذا كان ملحوظا جداً فى الفترة الأخيرة  من تقديم عروض كثيرة جيدة جداً حققت نجاحا جماهيريا وإيرادات كبيرة، ويجب أن يستمر فى هذا التقدم، وعندما عرض عليّ الدكتور عادل عبده مخرج العمل، أعجبت جداً بالفكرة فالراوية للأديب العالمى نجيب محفوظ، التى تعتبر من أشهر الأعمال السينمائية التى يثير تحويلها إلى عرض مسرحى جدلا واسعا، خاصة لمقارنتها بعمل سينمائى ضخم شارك فيه عدد كبير من النجوم والشخصيات، وأقدم فى العرض شخصية أم حميدة التى كانت تجسدها الفنانة الكبيرة الراحلة عقيلة راتب.

وعن مقارنة المسرحية بالفيلم تضيف عنبر: لا يمكن مقارنة المسرحية بالفيلم، بشكل عام يوجد إختلاف بين المسرح والسينما، هذه الرواية قدمت فقط فى السينما ولم تقدم على خشبة المسرح، تم إعداد المسرحية عن رواية “زقاق المدق” للأديب نجيب محفوظ وليس عن الفيلم، فلا أستطيع مقارنتي بالفنانة العظيمة عقيلة راتب، من الصعب المقارنة هنا ولكن جميع فريق العمل يعلم تمامًا أننا أخذنا القصة وتم تحويلها لعمل مسرحى غنائى استعراضى وليس الفيلم، القصة هنا مختلفة تمامًا لاننا نقدم مسرح غنائى استعراضى، بخلاف قصة الفيلم الدرامية.