حكايات| منزل عنوانه البساطة.. هنا ولد وعاش الزعيم أحمد عرابي بالشرقية

منزل الزعيم الراحل أحمد عرابي بالشرقية
منزل الزعيم الراحل أحمد عرابي بالشرقية

على بعد 2 كيلومتر من مدينة الزقازيق، تستقر قرية هرية رزنة مسقط رأس الزعيم الراحل أحمد عرابي، صاحب أشهر مقولة عن حرية المصريين أطلقها في وجه الخديوي توفيق في 9 سبتمبر 1881.

 

لم يكن عرابي مجرد عسكريًا مصريًا بل قائد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث، والتي سميت آنذاك الثورة العرابية؛ حيث قال  كلمته الشهيرة: «لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا فوالله الذي لا إله إلا هو لا نُورَّث ولا نُستعبَد بعد اليوم».

ولا يزال منزل الزعيم الراحل أحمد عرابي يقف صامدا بطابعه الأثري في محافظة الشرقية؛ حيث كان يمثل مكان ميلاد زعيما وطنيا وبات يخضع حاليا لقطاع الآثار الإسلامية والقطبية بوزارة السياحة والآثار، بحسب ما أكده الدكتور مصطفى شوقي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالشرقية.

 

اقرأ أيضًا| بكاء شديد لعرابي.. حين بصق أحد المصريين في وجه الزعيم

 

يقع المنزل في حارة تحمل اسم الزعيم أحمد عرابي في قرية هرية رزنة إحدى قرى محافظة الشرقية، والتي تبعد عن الزقازيق بحوالي 3 كيلومترات، وهي واحدة من القرى القديمة وكان اسمها في وقت الفتح الإسلامي هرو نفر، وقد وردت باسم هريا الشرقية في التربيع العثماني وقد ذكرت في عهد محمد علي باسمها الذي تحمله الآن.

 

ويعود تاريخ إنشاء المنزل إلى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي في الفترة من 1805 – 1848، خلال حكم الوالي محمد علي؛ إذ أنشأه والد أحمد عرابي الذي كان أحد مشايخ القرية وقد ولد الزعيم الراحل بقرية هرية رزنة في 31 مارس 1841.

 

 

والتحق بالجيش المصري في عام 1854، وترقى بالمناصب فحصل على رتبة ملازما ثم أميرالاي وبعد الثورة العرابية التي قادها عين وزيرا للجهادية وقد توفي في عام 21 سبتمبر 1911م ودفن بالقاهرة.

 

وبالعودة إلى المنزل فإن مادة البناء التي استخدم كانت المواد المتوفرة في البيئة المصرية مثل الطوب اللبن الذي استخدم في بناء الاساسات والجدران والطمي النيلي المخلوط بالقش (التبن) والذي استخدم كطبقة ملاط لتسوية الجدران من الداخل والخارج وكذلك الاخشاب التي استخدمت في الأبواب والنوافذ والتسقيف مواد البناء هذه التي كانت سائدة في بناء البيوت في القرى المصرية.

 

ومنزل عرابي مخطط على مساحة شبه مستطيلة، ومكون من طابقين الطابق الأرضي مقسم إلى فتحة مدخل تؤدي إلى ممر وثلاث حجرات وينتهي إلى الفناء المكشوف؛ حيث يوجد حجرة الحمام والسلم المؤدي إلى الطابق العلوي والمكون من حجرة واحدة.

 

 

ويتميز ببساطة عناصره المعمارية كمظم البيوت الريفية المصرية في تلك الفترة وللمنزل من الخارج 4 واجهات ثلاث منها ملاصقة للجيران وواجهه واحدة حرة وهي الواجهة الشمالية الرئيسية للمنزل.

 

وتمثل الواجهة الرئيسية الوجهة الحرة الوحيدة للمنزل وهي تقع في الاتجاة الشمالي والتي تطل على الشارع الرئيسي المؤدي للمنزل وهي واجهة بسيطة مبنية من الطوب اللبن تحتوي في الطابق الأرضي على فتحة المدخل الرئيسي تتوسط واجهة المنزل وعلى ثلاث نوافذ واحدة على يمين الداخل واثنتين على اليسار، وقد أغلق على النوافذ ضلفات خشبية ومصبعات حديدية بسيطة.


 
ويعلو الجزء الأيمن من الواجهة الحجرة في الطابق العلوي والتي بها نافذة تطل على الشارع مثل التي في الطابق الأرضي، إضافة إلى المدخل، وتؤدي فتحة الباب إلى ممر أو دهليز منكسر على جانبيه فتحات الحجرات الداخلية للمنزل وينتهي بفناء المنزل.

 

ويعتبر الصحن من مميزات التخطيط المعماري في العمارة الإسلامية والمستمد من الميراث المحلي في الشرق القديم، وفي الفناء تقوم معظم نشاطات أهل البيت؛ حيث شهد الفناء تطورا عبرا العصور الإسلامية أهمها في العصر المملوكي والذي أصبح يسمى بالدرقاعة، ويوجد في الفناء في الجزء الجنوبي الحمام وفي الجزء الشمالي سلم خشبي يصعد للطابق العلوي.