حكايات| هنا فرشوط.. أشهر مدينة تجارية تاريخية بـ«دون مطاعم»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عُرف عن فرشوط قديما أنها بلد تجارية، يقصدها التجار من جميع أنحاء المحافظة، ولم يكن بها محال للأكل، وكان التاجر يقطع مسافات طويلة للوصول إلى فرشوط، فكان يأخذ معه ما يكفيه من طعام، وبات من المعتاد أن من يسافر إلى فرشوط يأخذ معه طعامه.

 ولهذا يردد البعض حتى الآن مقولة " يارايح فرشوط خد غداك مربوط"، وهذه المقولة لا تدل على عدم كرم الضيف أو بخل أهل فرشوط الذين يتمتعون بحسن الخلق وكرم الضيافة، وإنما لعدم تواجد محال لبيع الطعام.

فرشوط كانت المدينة الأشهر تجاريًا في قنا، ولكن في الآونة الأخيرة، ومع انتشار الخلافات الثأرية بين العائلات المختلفة واتساع دائرة الدم هناك، فقدت فرشوط قيمتها التجارية، بعدما كانت مقصدًا للمواطنين من مراكز قنا والمراكز القريبة من سوهاج.

يقول الدكتور محمود مدني، مدير الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة آثار مصر العليا، إن فرشوط بكسر أولها وسكون ثانيها وشين معجمة وطاء مهملة، مدينة قديمة على مسيرة ساعة من النيل بشاطئه الغربى، وردت فى جغرافية أميلينو باسم فرجوط وفى السينكسار باسم فرجود ، ثم عرفت باسم برشوط ووردت فى دفاتر الروزنامه القديمة وتاريخ سنة 1231هـ باسمها الحالى فرشوط.

 ولقد ذكر صاحب كتاب العشاق بين التلال والأطلال، أنه كان لسيدنا نوح عليه السلام ذرية من حام ويافث وسام، وقد سكن حام مصر وبلاد النوبة وكان له عقب من ولديه مصر وقوط فسكن قوط بلاد الصعيد وإليه تنسب كل بلد ينتهي اسمها بحرف الطاء مثل أسيوط وديروط وفرشوط .

ويتابع مدني: فرشوط ذكرها على مبارك فى الخطط بأنها بلدة عامرة بالخيرات الكثيرة، وأبنيتها بعضها يحتوى على ثلاث طبقات وبها قيساريتان بدكاكين وقهاو وخمارات وأربع وكائل ومعملان للدجاج وبها عصارات لعمل السكر.

 

وكانت مدينة فرشوط عاصمة الإقليم من جنوب أسيوط وحتى إسنا لفترة قاربت الأربع سنوات ( 1765 – 1769م ) حينما استقل شيخ العرب همام بن يوسف بصعيد مصر عقب الصراع الذى دار مع المماليك وأستطاع أن يحكم الصعيد من أسيوط وحتى إسنا ، وأقام دولة عرفت فى التاريخ باسم دولة شيخ العرب همام كما ذكرها رفاعة رافع الطهطاوي كانت عاصمتها مدينة فرشوط.

وتعرضت فرشوط للنهب والتخريب خلال أيام على بك الكبير شيخ البلد بمصر، بسبب النزاع بين المماليك وبعضهم وانضمام شيخ العرب همام للطرف الآخر ضد على بك الكبير، بعد أن خرج منها همام على أثر هزيمته أمام محمد بك أبوالدهب بسبب خيانة ابن عمه وقائد جيوشه الشيخ إسماعيل بن عبد الله.

وفي عام 1829 أنشئ قسم فرشوط وجعل مقره بلدة فرشوط، ولكن تم نقله إلى نجع حمادى سنة 1886م ، ومن أول يناير 1890م سمي بمركز فرشوط، ولكنه كان تابعاً  لمركز نجع حمادي إدارياً ثم استقل بذاته سنة 1978م.

وبمدينة فرشوط مجموعة كبيرة من أولياء الله الصالحين وأضرحتهم منتشرة في كل مناحى فرشوط وأسمائهم – رضى الله عنهم – توحى بأنهم كانوا يتمتعون بمكانة سامية ومنزلة عالية ومنهم على سبيل المثال ( الشيخ عبد المغيث والمجاهد والمغازى والمقلد والأمير يحيى ودغرى بيه.